مع احتفالات مصر بأعياد الطفولة، تتصدر جهود وزارة التضامن الاجتماعي في حماية الأطفال ورعايتهم واجهة المشهد، إذ تعمل الوزارة عبر برامج متنوعة تشمل الرعاية، والدعم، والمتابعة، والاستجابة السريعة، بما يضمن للأطفال بيئة آمنة وحقوقا وفرصا للنمو المتكامل.
تولي الوزارة اهتماما خاصا بالأطفال منذ لحظات حياتهم الأولى، وهو ما يظهر بوضوح في برنامج الألف يوم الأولى في حياة الطفل لأسر “تكافل”، الذي يستهدف الأطفال أقل من عامين، ويشمل حتى الآن ما يزيد على 55 ألف طفل داخل نحو 53 ألف أسرة، ويهدف البرنامج إلى ضمان الرعاية الصحية والغذائية للأم والطفل خلال أهم مراحل النمو، بما يعزز فرص الأطفال في حياة صحية آمنة.
وفي سياق حماية الأطفال المعرضين للخطر، قال محمد يوسف رئيس فريق التدخل السريع، إن وزارة التضامن قامت بمأسسة برنامج أطفال بلا مأوى داخل فريق التدخل السريع، ليصبح أحد أبرز البرامج الوطنية في دعم الأطفال وقد تعامل الفريق مع ما يقارب 24،500 طفل بلا مأوى في مختلف محافظات الجمهورية، عبر تدخلات تشمل الإنقاذ، والإيداع في دور الرعاية، أو إعادة دمج الطفل في أسرته عند توافر ظروف آمنة.
وأإكد أن هذه الجهود ارتباطا مباشرا بروح أعياد الطفولة، التي تحتفي بحماية الطفل وحقه في الحياة الكريمة، وهو ما تراعيه الوزارة من خلال توفير حضانات على مستوى الجمهورية تغطي الفئة العمرية من 0 إلى 4 سنوات، بما يمثل قاعدة أساسية لرعاية الطفولة المبكرة.
وفي إطار دعم مهارات الأطفال وقدراتهم الإبداعية، أطلقت الوزارة بالتعاون مع الثقافة ومنظمة اليونيسف مبادرة "أنا موهوب"، التي تستهدف الأطفال داخل 320 نادي طفل و12 مركزا لمكافحة عمل الأطفال في 9 محافظات، وتهدف المبادرة إلى اكتشاف المواهب وتنميتها، خاصة في المناطق الأكثر احتياجا، وقد بدأت المرحلة الأولى بالفعل في محافظات: القاهرة (مناطق بدائل العشوائيات)، الغربية، الإسكندرية، مرسى مطروح، المنيا، وشمال سيناء والهدف هو تقديم دعم شامل للأطفال كي ينموا في بيئة محفزة تكتشف طاقاتهم وتفتح أمامهم آفاقا جديدة.
وعلى جانب الحماية الميدانية، يعد فريق التدخل السريع أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها الوزارة في حماية الأطفال، فمنذ تأسيسه عام 2014، تعامل الفريق مع نحو 41 ألف بلاغ تشمل حالات انتهاك أو خطر داخل دور الرعاية أو في الشارع، وتصل نسبة استجابة الفريق للبلاغات إلى 100%، ما يعكس جاهزيته العالية وقدرته على الوصول للحالات بسرعة، خاصة الأطفال الذين يتعرضون لخطر مباشر مثل الاستغلال، العنف، التشرد أو الإهمال.
ويتمتع أعضاء الفريق بصفة الضبطية القضائية، مما يعزز قدرة الوزارة على التعامل الفوري مع الجرائم المرتبطة بالأطفال، بما في ذلك قضايا الاتجار بالبشر التي تتضمن استغلال الأطفال في التسول أو السخرة أو الممارسات الضارة وفي هذه الحالات، يتم توفير الحماية الاجتماعية اللازمة، وفي حال عدم استجابة الأسرة أو استمرار الخطر، يتم تحرير محضر وإحالة القضية للنيابة.
وتولي الوزارة اهتماما خاصا بالأمهات اللواتي قد يكنّ برفقة أطفالهن في ظروف صعبة، إذ توفر لهن مراكز استضافة المرأة المعنفة، لضمان بقاء الأطفال في بيئة آمنة ومحمية.
وتشير بيانات الفريق إلى أن الأطفال أقل من 18 عاما هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، خاصة الأطفال الأصغر سنا، نظرا لسهولة استغلالهم، وهو ما يجعل جهود الوزارة في هذه الفترة من العام، بالتزامن مع أعياد الطفولة، ذات أهمية مضاعفة.
وتؤكد الوزارة أن الاحتفال بأعياد الطفولة ليس مجرد مناسبة، بل هو تجديد التزام بحماية أكبر فئة تحتاج إلى الأمان والرعاية وتشجع الوزارة المواطنين على الإبلاغ عن أي حالة طفل معرض للخطر عبر الخطوط الساخنة لضمان سرعة التدخل وإنقاذ الأطفال من أي تهديد.








0 تعليق