الأحد 23/نوفمبر/2025 - 11:10 ص 11/23/2025 11:10:57 AM
هناك نجمات يعبرن الشاشة فيصنعن حضورًا يتجاوز الصورة، ويظلّ عالقًا فى وجدان الجمهور حتى بعد غيابهن. من بين هؤلاء، تلمع مديحة يسرى… تلك السيدة التى جمعت بين الرقى والعمق والجمال الداخلى، فكانت واحدة من أكثر الوجوه ثباتًا وهدوءًا فى تاريخ السينما المصرية.
ظهرت مديحة يسرى فى زمن كانت فيه الشاشة مساحة مفتوحة للحلم، لكنها لم تكن مجرد وجه جميل يقف أمام الكاميرا؛ كانت نظرتها تحمل ذوقًا، ومشيتها على الشاشة تَشِى بوعى فنى، وإحساسها فى الأداء ينساب بخفة لا تُدرَّس. اختارت أدوارها بحسّ أنيق، وقدّمت نماذج للمرأة القوية، الرقيقة، الصامدة، والعاشقة حتى صارت ملامحها جزءًا من ذاكرة المشاهد العربى.
وقفت أمام كبار نجوم العصر الذهبى، لكنها احتفظت لنفسها ببصمة خاصة لا تشبه أحدًا. كانت تعرف كيف تصنع مساحة من الهدوء وسط الصخب، وكيف تمنح كل شخصية روحًا من عندها، فلا تتكرر ولا تُنسى.
بعيدًا عن الأضواء، عُرفت إنسانيًا بوجه آخر أكثر إشراقًا: قلبٌ رحيم، ودعمٌ دائم للفنانين الشباب، ومواقف إنسانية تركت أثرًا طيبًا فى الوسط الفنى. لم تتبدّل مع الزمن، ولم تتنازل عن وقارها فى أى مرحلة، فظلّت رمزًا للاستمرارية الهادئة، ولجمال لا تصنعه الموضة ولا الزمن، بل الروح.
مديحة يسرى ليست صفحة من الماضى، بل فصل كامل من تاريخ السينما العربية.. فصلٌ مكتوب بالاحترام، وبفنّ نظيف، وبامرأة عرفت كيف تكون نجمة دون ضجيج، وكيف تترك أثرًا يبقى طويلًا بعد أن تنطفئ الأضواء.











0 تعليق