وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الوضع الإنساني في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق"، مؤكدًا أن ما يجري في البلاد "جنون وخارج عن السيطرة".
وجاءت تصريحاته في ظل تدهور متسارع تشهده عدة مناطق سودانية، خصوصًا إقليم دارفور، حيث تتفاقم المعاناة الإنسانية وسط غياب الخدمات الأساسية وانعدام الأمن وانتشار المجاعة والأوبئة.
حجم الكارثة في السودان يفوق ما يمكن للعالم تجاهله
ترامب، الذي شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل سريع، أشار إلى أن حجم الكارثة في السودان يفوق ما يمكن للعالم تجاهله، مؤكدًا أن البلاد تقف على حافة انهيار إنساني شامل يستدعي تدخلًا عاجلًا على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال إن أولويات واشنطن في المرحلة الحالية تتمثل في وقف تدهور الأوضاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وفتح ممرات آمنة للسكان المحاصرين.
ويعاني ملايين السودانيين من أوضاع مأساوية نتيجة استمرار القتال في مناطق واسعة من البلاد، إضافة إلى الانهيار الكبير في الخدمات الصحية والغذائية.
وفي مدينة الفاشر على وجه الخصوص، تتحدث التقارير عن كارثة غير مسبوقة يعيشها المدنيون، بعد أن تحولت شوارع المدينة وأحياؤها إلى مساحات تعج بالجثث المتحللة، في ظل صعوبة دفنها بسبب المخاطر الأمنية أو نقص الإمكانيات، وتسببت هذه الحالة في انتشار الحشرات والروائح الكريهة، وارتفاع خطر تفشي الأمراض.
ويشير خبراء إنسانيون إلى أن الأزمة في الفاشر مجرد نموذج لما يحدث في مناطق أخرى يتعذر فيها وصول المساعدات، حيث يعيش السكان على حافة الجوع الشديد، وتفشى نقص المياه الصالحة للشرب، فيما تعطلت شبكات الكهرباء والاتصالات بشكل شبه كامل.
كما نزح مئات الآلاف إلى مناطق أكثر أمانًا، في ظروف غاية في الصعوبة، وسط تقارير عن تعرض الكثير منهم للانتهاكات أو الاستغلال.
ترامب شدد على أن استمرار هذا الوضع دون تدخل فعال سيجعل السودان غارقًا في الفوضى لسنوات، محذرًا من أن المجتمع الدولي سيتحمل مسئولية تاريخية إذا لم يتحرك لوقف المأساة.
وأضاف أن بلاده تعمل مع شركاء دوليين لإعداد خطة شاملة لضمان وصول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى ضرورة ممارسة ضغوط مكثفة على الأطراف المتحاربة للالتزام بوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة.
من جانبها، تؤكد منظمات الإغاثة أن السودان بات منطقة منكوبة بالكامل، وأن الاحتياجات الإنسانية تفوق قدراتها، في ظل تراجع التمويل الدولي وتزايد حجم المتضررين.
ويلجأ الكثير من المدنيين إلى المستشفيات المتهالكة أو الملاجئ المؤقتة، حيث تفتقر هذه المرافق إلى الأدوية والمستلزمات الطبية وحتى الكوادر الصحية، وهو ما يضاعف من حجم الكارثة الصحية.
ويخشى المراقبون من أن استمرار الانهيار الإنساني سيقود إلى موجة نزوح ضخمة تهدد استقرار دول الجوار، ما يجعل الأزمة السودانية ذات أبعاد إقليمية ودولية، كما يحذر محللون من أن غياب التحرك المنسق سيجعل عملية التعافي في المستقبل أكثر تعقيدًا وكلفة.
وفي ختام تصريحاته، دعا الرئيس الأمريكي إلى "تحرك فوري ومنسق" لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، مؤكدًا أن السودان يقف اليوم أمام لحظة مفصلية في تاريخه، وأن التخلي عن شعبه في هذه الظروف لن يكون خيارًا مقبولًا للعالم المتحضر.









0 تعليق