احتفل لاعبو منتخب هايتي بتأهل فريقهم إلى نهائيات كأس العالم 2026، بشكل هيستيري، في لحظات عاطفية امتزجت بالدموع والصرخات.

وبلغ منتخب هايتي، كأس العالم 2026، للمرة الثانية في تاريخه، عقب تغلبه على ضيفه منتخب نيكاراجوا، بهدفين دون رد، ضمن الجولة السادسة والأخيرة من المجموعة الثالثة لتصفيات “كونكاكاف”، ليحسم الفريق صدارة مجموعته ويلحق بركب المتأهلين إلى النهائيات.

هايتي بلغت كأس العالم دون أن تخوض مباراة واحدة على أرضها، في قصة تأهل تُعد من الأكثر إلهامًا خلال تصفيات مونديال 2026.

وتعيش هايتي حالة من عدم الاستقرار الأمني، منذ اغتيال الرئيس جوفينيل مويس 2021، حيث تقع البلاد تحت وطأة العنف المتصاعد من العصابات، وتخضع العاصمة بورت أو برنس لسيطرة تُقدّر بـ85% من قبل الجماعات المسلحة.

وحتى الملعب الوطني في العاصمة، سقط في قبضة العصابات في مارس 2024، ما جعل المنتخب عاجزًا عن خوض أي مباراة في بلاده منذ يوليو 2021.

نتيجة لذلك، لم يتمكن مينييه من زيارة هايتي منذ توليه المهمة في 2024، وقال لصحيفة "ليكيب" الفرنسية: "الأمر مستحيل بسبب الخطر الشديد، عادة أعيش في الدولة التي أعمل فيها، لكن هذا غير ممكن هنا، لا توجد رحلات دولية تصل إلى هناك".

ورغم كل هذه الظروف القاتمة، واصل المنتخب مشواره في التصفيات، حتى جاء اليوم الذي حقق فيه الفوز في مباراته الأخيرة بهدفين دون رد على نيكاراجوا.

احتفال هيستري بالتأهل للمونديال

وفور إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراتهم أمام نيكاراجوا التي أقيمت على ملعب إرجيلو هاتو في كوراساو، الجزيرة الواقعة قبالة سواحل فنزويلا، لم يستطع لاعبو منتخب هايتي الاحتفال مباشرة؛ إذ اضطر اللاعبون بعد صافرة النهاية إلى التجمع حول هاتف محمول لأحد أفراد البعثة، لمتابعة اللحظات الأخيرة من مباراة كوستاريكا ضد هندوراس، وحبسوا أنفاسهم انتظارًا لصافرة النهاية التي قد تمنحهم بطاقة التأهل للمونديال.

وحين تأكدوا رسميًا من التأهل، احتفل اللاعبون وسط أنصارهم بالتأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية في تاريخهم، ولأول مرة منذ 52 عامًا.

وتعود آخر مشاركة لهايتي في المونديال، إلى نسخة عام 1974 التي أقيمت بألمانيا الغربية.

وفي تلك النسخة، أوقعت القرعة هايتي في مجموعة ضمت الأرجنتين وإيطاليا وبولندا.

وخسرت هايتي أمام إيطاليا بثلاثة أهداف مقابل هدف، ثم خسارة ثانية أمام بولندا بسباعية نظيفة، قبل أن تسقط في فخ الخسارة الثالثة أمام هايتي بأربعة أهداف مقابل هدف.