يشارك وفد الاتحاد الإنجيلي اللوثري العالمي بقمة المناخ للأمم المتحدة (COP30)، المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية من 10 إلى 21 نوفمبر، في مختلف مساحات التفاوض، داعيًا الحكومات إلى تحمّل مسؤولياتها والالتزام بتحرك جاد في مواجهة الأزمة المناخية المتفاقمة.
ويأتي انعقاد القمة بعد عشر سنوات على اتفاق باريس التاريخي عام 2015، الذي وضع إطاراً دولياً للحد من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن التقارير الأممية تؤكد أن العالم لا يزال بعيداً عن تحقيق هدف عدم تجاوز زيادة 1.5 درجة مئوية، في وقت سجّل فيه عام 2024 أول سنة كاملة تتجاوز هذا المتوسط، فيما تشير التوقعات إلى احتمال وصول الارتفاع إلى 2.6 درجة بنهاية القرن.
أكثر من 100 قائد ديني يطالبون بالتزامات حقيقية
مع افتتاح القمة، اجتمع أكثر من مئة قائد ديني في بيليم لتقييم التقدم المحرز والدفع نحو حلول ملموسة،
وأكدت الشابة كارين جوزيلي ويندلاند، من وفد الاتحاد الإنجيلي اللوثري العالمي وكنيسة IECLB في البرازيل، أن تجاوز معدل 1.5°C العام الماضي خلال عدة أشهر يجعل التحرك أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وقالت:“علينا مطالبة الحكومات بإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز انتقال عادل في سياسات الطاقة ولدينا بيت مشترك واحد، هو ليس للمسيحيين اللوثريين وحدهم، ولا للكاثوليك، بل للجميع”.
تحويل المبادئ الأخلاقية إلى إجراءات عاجلة
أوضحت إلينا سيديلو، المديرة التنفيذية لبرنامج العدالة المناخية في الاتحاد الإنجيلي اللوثري العالمي، أن الحوار بين الأديان (Talanoa Dialogue) المقام في كنيسة IECLB في بيليم يلعب دوراً محورياً في إدخال صوت الإيمان إلى عملية التفاوض عبر لجنة الاتصال الديني التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية.
وأكدت أن التركيز هذا العام ينصب على الالتزامات الوطنية (NDCs) والانتقال العادل بعيداً عن اقتصادات الوقود الأحفوري، مشيرة إلى أن “التحول المطلوب أعمق من مجرد انتقال عادل، فهو تحول قائم على حقوق الإنسان وكرامة الإنسان”.
من جانبها، قالت ليندسي كوك من مكتب كويكر للأمم المتحدة إن “الأديان قادرة على تخطي الحدود، وهذا ما يجعل الفضاء بين الأديان ضرورياً. نتحمل مسؤولية ماضينا وحاضرنا ونعمل معاً لأجل مستقبل أفضل”.
صوت الشعوب الأصلية والنساء والشباب في صدارة المشهد
في مؤتمر صحفي نظمه فريق العمل الديني (ILC)، تحدثت الشابة روث أليساندرا تشوكي هوانكا من الكنيسة اللوثرية في بوليفيا، بصفتها امرأة شابة من شعب الأيمارا، مؤكدة أن التكيف مع المناخ هو “رعاية الحياة، والاستماع إلى الحكماء، والجمع بين الحكمة التقليدية والأدوات الحديثة”.
وقال الوفد البرازيلي ناتان شومان:“كمسيحيين ولوثريين، نريد أن يرى العالم أننا نهتم بالمناخ وبخلق الله الذي ننتمي إليه”.
صلوات مشتركة ومسيرات شعبية من أجل الأرض
كما اجتمع مؤمنون من ديانات مختلفة في ساحة باتيستا كامبوس ببيليم في “وقفة صلاة من أجل الأرض”، ضمن مبادرة TAPIRI، بحضور مئات المشاركين.
وقال خورخي فرناندو كونيا من IECLB: “إنه مشهد قوي حين يجتمع أصحاب ديانات مختلفة للدعاء والتأمل من أجل مستقبل عادل لكوكبنا”.
وشهدت شوارع بيليم مسيرة شعبية ضخمة من أجل العدالة المناخية شارك فيها عشرات الآلاف، بينهم أعداد كبيرة من الشعوب الأصلية.
وقالت فيبكه تسيمرمان من الكنيسة اللوثرية في ألمانيا: “الاحتجاج من أجل العدالة المناخية يعني أن يسمع صوت الجميع: الشعوب الأصلية، النساء، الشباب والفئات الأكثر هشاشة”.
وأضافت: “ما زال بالإمكان الحد من ارتفاع درجات الحرارة، والانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتحقيق العدالة المناخية”.
الشباب: نريد تحقيق المستقبل الآن
نظم الاتحاد اللوثري العالمي مؤتمراً صحفياً خاصاً لعرض رؤى الشباب، وقال لويس هنريكي سيدل، منسق مجلس شباب IECLB: “لم نعد ننتظر أن يُسمع صوتنا. نحن نقدم حلولاً ونقود المبادرات. العدالة المناخية لن تتحقق بالوعود، بل عبر المحاسبة والشجاعة والمسؤولية المشتركة”.
واختتمت ماريا إدواردا مولر من IECLB:“بقاءنا لم يعد يحتمل الوعود، المطلوب أفعال الآن، فالماضي انتهى، والحاضر يمر بسرعة، والمستقبل الذي نريده يبدأ الآن”.
وفد عالمي يعكس صوت الكنائس في مواجهة الطوارئ المناخية
يضم وفد الاتحاد الإنجيلي اللوثري العالمي إلى COP30 قادة ورجال ونساء وشباباً من مختلف القارات، يعملون مع الكنيسة اللوثرية في البرازيل وشركاء آخرين لإيصال صوت الفئات الأكثر تضرراً من أزمة المناخ، وتقديم حلول محلية وسياسات عادلة.













0 تعليق