تمر اليوم الذكرى 76 لرحيل شاعر الجندول على محمود طه الذي رحل في مثل هذا اليوم من العام 1949، وهو بلبل العروبة وأحد أبرز الشعراء الرومانسيين.
طه حسين: معرفتي بعلى محمود طه أرضتني
في معرض حديثه عن ديوان الملاح التائه للشاعر على محمود طه، قال طه حسين: معرفتي لشاعرنا المهندس ارضتني فلأن شخصيته الفنية محببة الى حقا فيها عناصر تعجبني، كل الاعجاب وتكاد تفتتني وتستهويني فيها خفة الروح وعذوبة النفس وفيها الحيرة العميقة الطويلة العريضة التي لا حد لها كأنها محيط لم يوجد على الارض.
وتابع حسين: صحبت الملاح التائة في قصيدة "الله والشاعر" فأحسست كل هذا الذي صورته لك آنفا ورأيت رجلا لا هو بالشاك المطمئن الى الشك ولا هو بالمستيقن المطمئن الى اليقين ولا هو بالمنكر المستريح الى الانكار، إنما هو رحل مضطرب حقا مضطرب أشد الاضطراب يؤمن بالقضاء والقدر ثم يثور بالقضاء والقدر، يرضى احكام الله ثم يجادل فيها.. يشكو ثم يستسلم ويستسلم ثم يشكو رجل حائر دائر هائم لا يستطيع ان يتسقر واكبر الظن انه لو استقر لكان اشقى الناس فهو سعيد بحيرته مغتبطا بهيمانه مبتهج بهذا التيه الذي دفعته اليه نفس طموح جدا، لانها نفس شاعر عاجزة جدا، لانها نفس انسان.
عبد القادر القط: على محمود طه تجاوز حزنه والمه بعد الثلاثين
وقال عنه الناقد الراحل عبد القادر القط في معرض حديثه عن كتاب على محمود طه الشاعر والانسان لللناقد أنور المعداوي: كان الحديث عن تشاؤم على محمود طه وحزنه والمه شيئا طبيعيا في الفترة الأولى التي كانت تدور حول هذه المعاني من الكبت والحرمان، ولكن الشاعر ما لبث ان تجاوز هذه الفترة من حياته بعد الثلاثين، حين تطور المجتمع الى حد ما، فاصبح هناك شيء من الحرية النسبية من ناحية، ومن ناحية اخرى حين اتيح له ان يرى اجواء غير الجو المحلي الذي عاش فيه.
سهير القلماوي: أنور المعداوي فضل شاعر الجندول عن بودلير
كما قالت عنه د.سهير القلماوي:"العجيب في أمر على محمود أنه ظل شبه منسي، أو ليس موضوع دراسة مستفيضة لمدة طويلة، فكنا لا نحظى الا ببعض الاجزاء المكتوبة عنه في كتب الادب العامة، وربما بضع مقالات، وفجاة في عام 1965 نجد هذا الكتاب "على محمود طه.. الشاعر والانسان" لأنور المعداوي.
وتابعت القلماوي في معرض حديثها عن الكتاب وما جاء فيه: "هناك جزء من الكتاب كان يمكن للكاتب أنور المعداوي في نظري أن يستغني عنه، وهو المقارنة بين على محمود طه، وبين شاعرين أحدهما فرنسي والاخر إنجليزي، المقارنة بين على طه وبودلير تدل على ان اطلاع أنور المعداوي ليس الا عن طريق الترجمة، ربما، أو عن طريق كتيبات معينة وهو يفضل شاعره على بودلير، لسبب لا أراه مقنعا، هو أن بودلير ضبابي في شعره، في حين أن على طه في رمانسيته العميقة واضح ونستطيع أن نراه ونعرف رأيه مباشرة دون التواء او ضبابية.












0 تعليق