"البوابة نيوز" تكشف القصة الكاملة للمتحف المصري الكبير في فيلم وثائقي

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد افتتاح المتحف المصري الكبير والإقبال الكبير الذي شهده في الأيام الأولى من الافتتاح تقدم البوابة نيوز “فيلم وثائقي”  يستعرض كيف تم بناء أعظم متحف في تاريخ البشرية ونأخذكم في جوله لاكتشاف بعض من أسرار التاريخ التي كشف المتحف الستار عنها.

هل تتخيل أن العالم بأسره، بتاريخِه وحاضره، يقف اليوم أمام بوابة واحدة؟ بوابة لو فتحت، لانطلق منها صدى سبعة آلاف عام من المجد والدهشة!

إنه ليس مشهدًا من فيلم خيالٍ علمي، بل واقع مصري يُبهر العيون والعقول معًا.
من قلب الصحراء الغربية للقاهرة، نهض أضخم صرحٍ ثقافي على وجه الأرض، لينطقَ باسم أمةٍ لم تزل منذ فجر التاريخ تقول للعالم: «هنا تُصنع الحضارة… وهنا لا يموت الزمن.»

كانت الرمالُ تغطي أسرارًا، وكان الحلم يبحثُ عن نافذةٍ تطلُ على الخلود، ومع مطلع التسعينيات، بدأ المخطط...
أن يُبنى متحفٌ جديد لا يكتفي بعرض الآثار، بل يرويها كما لو كانت على قيد الحياة، عقود من التصميم والتمويل والعمل الشاق، حتى تنفست الفكرة على أرضٍ تمتد على أكثر من خمسمئة ألف مترٍ مربع، بتكلفةٍ تجاوزت المليار دولار، في مشروعٍ جمع بين الفن، والعلم، والخيال.

هكذا وُلد المتحف المصري الكبير، أكبر متحفٍ في العالم مكرسٍ لحضارةٍ واحدة، صرحٌ ليس للحجارة، بل للروح المصرية التي تأبى النسيان.

من الجو، يبدو ككتلة هرمية هائلة تُشبه الزمنَ نفسَه، وفي مقدمته، يقف تمثال رمسيس الثاني أقوى ملوك مصر شامخا
كأنه البوابة الحية التي تعبر منها إلى بقية العصورٍ، حين تقترب منه، تتسلل إلى روحك رهبة لا تعرف مصدرها، هل هي هيبة الفراعنة الذين ما زالوا يراقبون من بين الجدران، أم ذلك الإحساس بأنك تقف على عتبة حلم ظل يتكون لسنوات؟.

يدخل الزائر القاعة الكبرى، فينسكب الضوءُ على الجدران كالذهبِ الذائب، تتردد الأصداء، وتبدأ الرحلة بين آلاف القطع التي تتكلم بلغاتٍ لا تُسمع، لكنها تُفهَم بالقلب.

هناك، في جناح ذهبي مُهيب، تتربع مجموعة الملك توت عنخ آمون بكل أسرارها، أكثر من خمس آلاف قطعةٍ وقطعة،
لم تُعرض من قبل بهذا الكمال والجلال، عرشُه المذهب... عصاه الملكية... صناديقه المرصعة.. ثم القناع الذهبي الشهير، الذي يلمع كوجه الشمس لحظة الشروق.

في تلك اللحظة، يدرك الزائر أن التاريخ ليس ماضيًا، بل نفس حي يتردد هنا، وعلى مسافة قصيرة،
تطفو مراكب خوفو الخشبية، التي تبلغ نحو 43.5 مترا، كأنها لا تزال تنتظر الإبحار، كل لوح خشبي فيها يحكي قصة،
قصة شعب كان يرى في الموت بداية حياة جديدة.

يتقدم الزائر نحو الدرج العظيم، فتطل وجوه الملوك من بين الأعمدة والنقوش: تحتمس الثالث الذي هزم إمبراطورياتٍ بسيفٍ من البرونز، أخناتون الذي غير مفاهيم العبادة والفن، وأمنحت الثالث، الملك الذي جعل من الجمال عقيدة تُعبد.
خمسون تمثال ونقش حجري على طول الدرج، كل حجر يقول: لقد كنا هنا... ونحن باقون.

لكن المتحف لا يقف عند حدود العظمة، بل يذهب إلى ما هو أعمق، في قلبه، مركز عالمي للترميم والحفظ،
تعمل فيه أيادٍ مصرية بمساعدة أجنبية، ورشة لأحياء الزمن، لقطع نُحتت قبل أربعة آلاف عام، وهنا، تتلاقى التكنولوجيا بالحجارة، فالعرض لم يعد صامتًا كما في المتاحف القديمة، شاشاتٌ تفاعلية، عروضٌ ثلاثية الأبعاد، وأجهزة واقعٍ معزز تنقلك داخل المقابر والقصور والمعابد، لتعيش تجربة الفرعون نفسه، وتسمع صوت الكهنة،
وتشاهد طقوس التتويج والخلود كأنك أحد الحاضرين.

وبداخل المتحف المصري الكبير مدينة صغيرة من المعرفة، فيها مكتبة رقمية ضخمة، ومدرج يستوعب الآلاف للعروض الثقافية، ومساحات للأطفال ليعرفوا أن التاريخ يمكن أن يكون لعبًا وتعلمًا في آنٍ واحد.

اقتصاديًا، المشروع يعد أكبر من كونه إنجازا أثريا، فقد بات المتحف مركز جذب عالميا، رفع من معدلات السياحة المصرية، وجذب الاستثمارات والفنادق والمطاعم حول الهضبة.

وتشير التقديرات إلى أنه سيضيف مئات الملايين من الدولارات سنويًا إلى الاقتصاد الوطني، لكن المكسب الحقيقي لا يُقاس بالأرقام، بل بعودة الثقة إلى هويةٍ كانت دائمًا أكبر من الزمن نفسه.

وفي لحظة الافتتاح الرسمي، توجهت أنظار العالم كلها نحو الجيزة، قنواتٌ دولية تبث مباشرة، وفودٌ من كل القارات،
وكلماتٌ تتردّد على ألسنة الجميع: «مصر عادت لتتحدث عن نفسها.»

العالم وقف مدهوشًا

مجلة ناشيونال جيوغرافيك وصفت المشروع بأنه "أعظم متحفٍ بُني في العصر الحديث."
أما اليونسكو فقالت: "إنه خطوةٌ عبقريةٌ في صون التراث الإنساني."
وفي تقارير إعلاميةٍ عالمية، اعتُبر المتحف المصري الكبير «الوجه الثقافي الجديد لكوكب الأرض».

لكن الأثر الحقيقي لا يظهر على الورق، بل في عيون الزائرين حين يخرجون من القاعة الأخيرة، تراهم صامتين، مأخوذين، كأنهم خرجوا لتوهم من رحلةٍ بين الحياة والموت، بين الحلم والحقيقة.

حين تغادر المكان، تسمع الصحراء من حولك تهمس: "ها أنا ذا، مصر التي لا تشيخ، كلما دفنني الغبار… ولدت من جديد."

المتحف المصري الكبير، ليس جدرانًا من حجر، بل قلبٌ نابضٌ بالحضارة، ليس نهاية قصةٍ عظيمة، بل بدايتها من جديد، من قلب الصحراء… قامت مصر، ومن رُكام القرون… رفعت للعالم بوّابةً إلى الخلود.

هنا... يولد الماضي كلّ يومٍ من جديد.

8d723eac3d.jpg
d33512eda3.jpg
620a526491.jpg
50cb711380.jpg
b884db4fde.jpg
e10d283bed.jpg
38ff43ddaa.jpg
194f539f3c.jpg
63c5f10732.jpg
dfd8f5639d.jpg
01cd411c84.jpg
b61c55eb40.jpg
cfbf751d23.jpg
e89c54e24a.jpg
e73995dd28.jpg
09b78b3f17.jpg
3627b58c84.jpg
920387d8d5.jpg
e805b38f1b.jpg
60889441e4.jpg
bb7b04d4fc.jpg
6252705c05.jpg
0ee5567972.jpg
6893ffcd32.jpg
90cbd7e200.jpg
9c8baeaf68.jpg
01ef3ce5a6.jpg
789ef60cdd.jpg
2853e48881.jpg
8e349bb36e.jpg
591baafb73.jpg
69348f406e.jpg
fd6bff6b92.jpg
b4a7cd37ca.jpg
4c0a6d06f3.jpg
05d16c6aa0.jpg
4a57c5a89c.jpg
dad92097ed.jpg
e8a91055b4.jpg
5ff0959e44.jpg
b87dbe10bc.jpg
5232c02511.jpg
7270a51be3.jpg
047bd64151.jpg
a02f0a2e32.jpg
bb75d38554.jpg
262bf25007.jpg
da27804e1e.jpg
c21b56777f.jpg
2deca08c30.jpg
7b47a30544.jpg
dc42ff31c8.jpg
bf39b5c792.jpg
975d2533f9.jpg
5a6623c517.jpg
af1fd81391.jpg
7d7450f8e5.jpg
06057dd119.jpg
60d46886ab.jpg
f9d39a4071.jpg
9f96d68320.jpg
47c7909784.jpg
101f10bb4c.jpg
adcedc1287.jpg
fe55621539.jpg
bf2cac70be.jpg
267141c12e.jpg
38b7250692.jpg
d2e8dc415d.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق