محمد ناصف: صناعة الأراجوز من أدق وأصعب الفنون الشعبية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف، مستشار الشؤون الثقافية والفنية بهيئة قصور الثقافة، تفاصيل كتابه الجديد "الأراجوز.. سنوات من الصون العاجل" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، والذي يوثق تجربة إنقاذ أحد أهم الفنون الشعبية المصرية من الاندثار.

وقال "ناصف" لـ"الدستور" إن الكتاب يعد عملًا توثيقيًا تحليليًا يغطي ست سنوات من مشروع "الصون العاجل" لفن الأراجوز، الذي نفذه المركز القومي لثقافة الطفل بإمكانيات ذاتية بسيطة، رغم غياب الدعم المفترض من منظمة اليونسكو عقب إدراج الأراجوز على قائمتها للتراث اللامادي بحاجة إلى الصون العاجل.

وأوضح أن المركز خاض التجربة بشكل فريد من نوعه، من خلال تنظيم ورش تدريبية أسفرت خلال السنوات الست الأخيرة عن تخريج نحو 100 فنان أراجوز جديد بعد أن كان عددهم لا يتجاوز ثمانية فقط في السابق.

وأشار ناصف إلى أن صناعة الأراجوز من أدق وأصعب الفنون الشعبية، لأنها تقوم على "سرّين" لا يعرفهما إلا اللاعبون القدامى؛ الأول هو سر صناعة "الأمانة" أو "الزمارة" التي تُصدر الصوت المميز للشخصية، والثاني هو تقنيات الأداء الصوتي الخاصة بها، مضيفًا أن تحفّظ الفنانين القدامى على تعليم الآخرين هذه الأسرار ساهم لسنوات طويلة في تراجع هذا الفن.

OIP.-8axn9wrbayXj9TWtUpW0gHaEO?pid=Api&h

وأكد مستشار الشؤون الثقافية والفنية أن الكتاب يرصد أيضًا الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كادت تتسبب في اندثار الأراجوز، لولا الجهود الكبيرة التي بذلها المركز القومي لثقافة الطفل.

ووجّه ناصف الشكر إلى فريق العمل بالمركز، مشيدًا بجهود محمد عبد الفتاح، وناصر عبد التواب، والسيد السويسي، الذين تبنوا فكرة نقل الخبرة إلى الأجيال الجديدة، وبدأوا تدريب الدفعة الأولى عام 2021 والتي ضمّت 17 شابًا وفتاة وطفلًا من ذوي القدرات الخاصة، تلتها دفعات أخرى حتى تجاوز عدد الممارسين الجدد 100 فنان في محافظات مختلفة.

612.jpg

أضاف ناصف أن هذه الجهود أسفرت عن عودة فن الأراجوز إلى الوعي الثقافي من خلال العروض الميدانية، وورش كتابة النصوص المسرحية المعروفة باسم "النمر الأراجوزية"، لافتًا إلى أن لاعبي الأراجوز كانوا يرددون نحو 18 نمرة تقليدية، لكن فترة جائحة كورونا شهدت ظهور نصوص جديدة، منها "أنا والمولات" التي ناقشت أزمة الكمامات والمعقمات بروح ساخرة على لسان الأراجوز.

واختتم ناصف حديثه مؤكدًا أن الكتاب يوثق لتجربة إنقاذ فريدة، قائلًا:"أنا سعيد بهذا العمل لأنه يحفظ ذاكرة فن شعبي مصري أصيل، ويؤكد أن المركز القومي لثقافة الطفل كان له الدور الأبرز في صون الأراجوز وإحياءه من جديد."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق