مشهد سماوي آسر.. القمر يتراقص في عنقود "النثرة" بسماء مصر والوطن العربي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت سماء مصر والوطن العربي فجر اليوم الثلاثاء مشهدًا فلكيًا بديعًا، حيث اقترن القمر مع عنقود النَّثْرَة، أحد أجمل العناقيد النجمية التي تقع في كوكبة السرطان. 

هذا اللقاء السماوي المذهل أتاح لمحبي الفلك فرصة نادرة لمتابعة مشهد بديع يجمع بين جمال القمر وسطوع نجوم العنقود التي تتلألأ على بعد مئات السنين الضوئية، في لوحة سماوية تنبض بالدهشة والإبهار.

عنقود النثرة.. خلية نجمية تنبض بالحياة

يُعد عنقود النثرة - المعروف منذ القدم باسم "خلية النحل" - من أكثر التجمعات النجمية سحرًا في السماء، إذ يضم أكثر من ألف نجم متقارب في العمر والموقع، تقع على بعد يقدّر بـ 580 سنة ضوئية من الأرض.

 يتميز هذا العنقود بوجود نحو 300 نجم شبيه بالشمس من الفئات الطيفية G وK وM، وهي فئات تضم نجومًا أقل حرارة من الشمس وأكثر استقرارًا.
ويُقدر عمر هذا العنقود بنحو 600 مليون سنة، بينما تتراوح كتلته الإجمالية بين 500 و600 كتلة شمسية، وقد اكتشف الفلكيون أن بعض نجومه تستضيف كواكب تدور حولها، مما يجعله نموذجًا رائعًا لدراسة نشوء الكواكب والأنظمة النجمية.

 

رؤية الظاهرة.. متعة فلكية لعشاق السماء

بحسب الجمعية الفلكية بجدة، كان القمر قريبًا بدرجة كافية من عنقود النثرة ليتشاركا في نفس مجال الرؤية من خلال المنظار، وهو ما سمح للمشاهدين برؤية تفاصيل هذا التجمع المذهل.
ويُنصح بمراقبة الحدث بعد منتصف الليل وحتى ما قبل الفجر، عندما يكون القمر والعنقود على ارتفاع مناسب فوق الأفق الشرقي، لتظهر نجوم النثرة وكأنها نقاط مضيئة تحيط بالقمر في مشهد خلاب. أما في المدن المضيئة، فيُفضل استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير لرؤية أوضح بسبب تأثير تلوث الضوء على الرؤية.

جمال ظاهري.. ومسافات شاسعة

رغم أن القمر وعنقود النثرة يبدوان قريبين في السماء، فإن هذا الاقتران ظاهري فقط، إذ يبعد القمر عن الأرض نحو 1.3 ثانية ضوئية، بينما يفصل عنقود النثرة عنها 580 سنة ضوئية كاملة.

 ومع ذلك، فإن تخيّل المشهد من داخل العنقود نفسه يُعد تجربة خيالية، إذ ستبدو السماء من هناك مليئة بآلاف النجوم اللامعة المشابهة للشمس.

 

فرصة للتأمل والاكتشاف

يُعد هذا الاقتران من أجمل الأحداث الفلكية لشهر نوفمبر، وفرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي لاستكشاف عمق الكون والتأمل في روعة التناسق الكوني بين القمر والعناقيد النجمية.

 فبينما يظل عنقود النثرة أكبر قليلًا من الثريا في الحجم، إلا أن كليهما يذكّرنا بعظمة السماء وجمالها الذي لا يُضاهى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق