شهدت السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في مجال البدائل النباتية لمأكولات البحر، حيث ظهرت منتجات جديدة تحاكي الأسماك التقليدية، وأبرزها "تونة نباتية" مصنوعة من الطحالب والفول والبازلاء، وتتميز بطعم قريب بشكل مفاجئ من التونة الحقيقية، ما يجعلها خيارًا جذابًا للنباتيين ومحبي التغذية الصحية، وكذلك لأولئك الذين يرغبون في تقليل استهلاكهم للأسماك التقليدية دون التضحية بالنكهة أو القوام المعتاد. 

وقد لقيت هذه المنتجات ترحيبًا واسعًا من المستهلكين، حيث أظهرت اختبارات الطعم التي أُجريت في الشوارع نتائج إيجابية واضحة، مما يعكس تقاربها الكبير مع الطعم الطبيعي للتونة.

التحدي الأكبر: الملوّثات والمعادن الثقيلة

على الرغم من النجاح الملحوظ في تطوير الطعم، يظل القلق الأكبر هو سلامة هذه الطحالب، إذ إن طحالب البحر الطبيعية تمتص المعادن الثقيلة والملوثات من مياه البيئة التي تنمو فيها، وهو ما قد يشكل خطرًا صحيًا على المستهلك إذا لم يتم التحكم في مصدرها وطرق إنتاجها. 

هذا الواقع دفع فرقًا بحثية متقدمة للبحث عن حلول تضمن إنتاج طحالب خالية من الملوّثات، بحيث يمكن تقديم تونة نباتية آمنة تمامًا للاستهلاك البشري، مع المحافظة على خصائصها الغذائية وطعمها الشبيه بالسمك الطبيعي.

الزراعة في مياه جوفية مالحة: الحل الأمثل

ولتجنب امتصاص الطحالب للملوثات والمعادن الثقيلة من البحار والمحيطات، تعمل الفرق البحثية على تطوير زراعات جديدة باستخدام مياه جوفية مالحة، والتي تعد بيئة مثالية لنمو الطحالب دون تعرضها للملوثات، وهو ما يضمن إنتاج مواد خام نقية وصحية تمامًا.

السلامة الغذائية

 هذه الطريقة لا تحافظ فقط على السلامة الغذائية، بل تتيح أيضًا إمكانية إنتاج كميات أكبر من الطحالب بشكل مستدام، ما يسهم في دعم سوق البدائل النباتية لمأكولات البحر وتلبية الطلب المتزايد عليها من قبل المستهلكين المهتمين بالصحة والبيئة.

المستقبل الواعد للطحالب النباتية

مع استمرار تطوير هذه التقنيات وتجارب الطهي والاختبارات الحسية، يبدو أن التونة النباتية والطُرق الجديدة لزراعة الطحالب تمهد الطريق نحو مستقبل تكون فيه البدائل النباتية للأسماك خيارًا آمنًا ومستدامًا للجميع، مع الحفاظ على النكهة والجودة، وتوفير بديل صحي وصديق للبيئة لعشاق المأكولات البحرية.