المراقب باتفاقية باريس لتغيّر المناخ: مؤتمر بيليم "COP30"محطة حاسمة في مسار العمل المناخي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور مصطفى الشربيني المراقب باتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ والرئيس التنفيذي لمعهد الاستدامة والبصمة الكربونية (ISCF) رئيس الكرسي العلمي للبصمة الكربونية والاستدامة بالالكسو بجامعة الدول العربية: إن انطلاق مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) اليوم الاثنين بمدينة (بيليم) البرازيلية يمثل محطة حاسمة في مسار العمل المناخي، وفرصة حقيقية لتصحيح المسار العالمي في مواجهة أزمة تغيّر المناخ التي تهدد كوكب الأرض.

وأكد الشربيني، أن المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الحساسية يشهد فيه العالم تزايدًا غير مسبوق في الظواهر المناخية القاسية من حرائق الغابات إلى الفيضانات والعواصف، مشيرًا إلى أن هذه الظواهر باتت دليلًا على أن الكوكب يرسل إشارات استغاثة واضحة، وأنه إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد وسريع فإن الأضرار ستكون أكبر وأخطر مما يمكن احتماله.

وأشار إلى أن مؤتمر بيليم يكتسب أهمية خاصة لكونه أول مؤتمر للمناخ يُعقد في منطقة الأمازون، قلب الكوكب الأخضر، ما يعكس رمزية عميقة ترتبط بضرورة حماية الموارد الطبيعية والأنظمة البيئية التي يعتمد عليها توازن المناخ العالمي، قائلاً "إن العالم لم يعد يملك رفاهية الوقت"..منوها بأن البرازيل التي تستضيف الحدث، تسعى من خلاله إلى تقديم نموذج جديد للتنمية المستدامة التي توازن بين حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي.

مستقبل اتفاق باريس

وأضاف الشربيني، أن جدول أعمال المؤتمر حافلًا بالقضايا الجوهرية التي تحدد مستقبل اتفاق باريس، وفي مقدمتها الاتفاق على مؤشرات التكيّف العالمية التي ستسمح بقياس التقدم في جهود مواجهة آثار تغيّر المناخ بشكل علمي ومنهجي إلى جانب التفاوض حول خارطة طريق جديدة لتمويل المناخ بقيمة تقديرية تصل إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا وهو رقم يعكس حجم التحديات التمويلية التي تواجه الدول النامية في سعيها لتنفيذ خطط التكيّف وخفض الانبعاثات.

وذكر أن من الملفات المحورية أيضًا المساهمات الوطنية المحددة الجديدة (NDCs) التي سيُطلب من الدول تقديمها خلال المؤتمر لتقييم مدى التزامها بأهداف اتفاق باريس وخاصة الهدف المتعلق بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية..مشددًا على أن تحقيق هذا الهدف أصبح أكثر صعوبة في ظل التزايد المستمر في الانبعاثات.

وأكد الشربيني، أن قضية التمويل المناخي ستكون محورًا رئيسيًا للنقاشات، حيث تطالب الدول النامية بزيادة التمويل المخصص للتكيّف أربع مرات على الأقل لتلبية احتياجاتها في مواجهة الأضرار المناخية، مشيرًا إلى أن التمويل ليس مجرد أرقام في جداول أو وعود في المؤتمرات، بل هو لغة الثقة بين الشمال والجنوب، منوهًا بأن اتفاقية باريس لن تكون ذات معنى إن لم تتحول الالتزامات إلى أموال فعلية ومشروعات ملموسة على أرض الواقع.

وقال: إن المؤتمر سيناقش أيضًا تفاصيل تشغيل صندوق الخسائر والأضرار الذي أُقر في مؤتمر دبي (COP28)، باعتباره أحد أهم إنجازات العمل المناخي في السنوات الأخيرة حيث يمثل خطوة نحو تحقيق العدالة المناخية من خلال دعم الدول الأكثر تضررًا من الكوارث المناخية، كما يشمل جدول أعمال المؤتمر ملفات التحول العادل للطاقة وتمكين المرأة في العمل المناخي ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، وهي قضايا تمس صميم التنمية المستدامة وتربط بين البعد البيئي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن نجاح مؤتمر بيليم سيعتمد على مدى قدرة المجتمع الدولي على تجاوز الخلافات السياسية والانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، وأن كل تأخير في اتخاذ القرار يعني مزيدًا من الخسائر والمخاطر للأجيال المقبلة.

واختتم الشربيني تصريحاته مؤكدًا أن بيليم ليست مجرد مدينة تستضيف مؤتمرًا عالميًا بل رمز للأمل والمسؤولية المشتركة، فهي تقع في قلب غابات الأمازون التي تمثل رئة الأرض ومصدر الحياة للكوكب كله..مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأمازون يعني الحفاظ على مستقبل البشرية بأكملها.

ويُعقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ COP30 خلال الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر الجاري بمشاركة واسعة من قادة العالم وممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، وسط ترقب عالمي لنتائجه التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة من مسيرة العمل المناخي العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق