شنّت طائرات مسيّرة مساء الأحد غارتين متتاليتين على مواقع يُشتبه بانتمائها لتنظيم "القاعدة" في بلدة خُوْرة بمديرية مرْخة السُّفلى شرقي محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
وأفادت مصادر محلية بأن الغارتين أسفرتا عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم قيادات ميدانية، إضافة إلى تدمير مخابئ أسلحة وآليات كان يستخدمها عناصر التنظيم، ما يعكس استمرار الجهود العسكرية لملاحقة الجماعات المتطرفة في مناطق اليمن الجنوبية النائية.
غارات دقيقة وسط تحليق مكثف للطائرات
وأشار شهود عيان إلى سماع دوي انفجارات متتابعة ورصد ألسنة لهب تصاعدت من المواقع المستهدفة، مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة فوق المنطقة، فيما لوحظت تحركات محدودة للمسلحين في محيط المواقع المستهدفة.
وقال مصدر أمني محلي إن العملية استهدفت مواقع استراتيجية يُشتبه بأنها تُستخدم كملاجئ لتخزين أسلحة ومعدات لوجستية للتنظيم.
خُوْرة.. ملاذ آمن للتنظيمات المتطرفة
تقع بلدة خُوْرة على بعد نحو 120 كيلومتراً من مركز محافظة شبوة، وتجاور حدود محافظة البيضاء، وتشتهر بطبيعتها الجبلية الوعرة التي تجعل بعض مناطقها ملاذاً لعناصر التنظيم، ما يسهل عليهم التنقل بين المناطق المحمية والتخفي عن الرصد العسكري.
شبوة.. بؤرة نشاط القاعدة في جنوب اليمن
محافظة شبوة تعد من أبرز مناطق نشاط تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، وتشهد بين الحين والآخر غارات وعمليات عسكرية مماثلة تستهدف قيادات التنظيم ومواقعه، ضمن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وتأتي هذه الضربات بعد سلسلة عمليات سابقة أسفرت عن مقتل واعتقال عدد من عناصر التنظيم في مناطق مختلفة من اليمن، ما يعكس تصاعد الضغط العسكري على التنظيمات المتطرفة.
الوضع الأمني والإنساني في اليمن
ويأتي هذا التصعيد العسكري في سياق الوضع الأمني والسياسي المعقد في اليمن، حيث يعاني السكان المدنيون من تبعات الصراع المستمر منذ نحو عقد من الزمن، والذي أدى إلى أزمة إنسانية واسعة تشمل نقص الغذاء والمياه والكهرباء، وانتشار القلاقل الأمنية والعمليات المسلحة بين مختلف الأطراف المحلية والإقليمية.
وتشهد اليمن محاولات مستمرة من قبل الحكومة والتحالفات الدولية للحد من نشاط التنظيمات المسلحة، لكن طبيعة الجغرافيا والمناطق النائية تجعل المهمة صعبة للغاية.
إجراءات أمنية مشددة بعد الغارات
وعقب الغارات، شددت السلطات المحلية إجراءاتها الأمنية، مع تحليق مستمر للطائرات المسيّرة في المنطقة، وتقييد وصول المدنيين إلى محيط المواقع المستهدفة، وسط حالة من القلق بين السكان المحليين نتيجة الانفجارات وارتفاع مستوى التحركات العسكرية، ما يعكس استمرار تعقيدات الوضع الأمني في جنوب اليمن وتأثير العمليات العسكرية على الحياة اليومية.















0 تعليق