بينما بدأ عمل القوة الناعمة في مصر قبل عقود طويلة، جاء المتخصص في العلاقات الدولية، الأمريكي جوزيف ناي، ليصيغ هذا المفهوم مطلع تسعينيات القرن الماضي.. إذ تحدث ناي شارحًا فكرته، بأنها البحث عن طرق (للحصول على ما تريد بطريق الجاذبية، بدلًا من الإرغام أو دفع الأموال).. ويدخل هذا في إطار القوة المعنوية والروحية والثقافية وكذلك السمعة السياسية، إذ يحدث الإقناع والتأثير في الرأي العام بصورة غير مباشرة، ولكن بطريقة أكثر رسوخًا.. وإذا كان البعض يرى أن التراجع في ميزان القوة الناعمة المصرية يبدو طبيعيًا، إذ إن الأمور لا يمكن قياسها بمعايير دقيقة ولا تسير عادة على وتيرة واحدة، فإنه منذ الحضارة المصرية القديمة، ثمة عصور ازدهار تشرق معها فنون العمارة والبناء والنحت والطب والاقتصاد، وعصور اضمحلال، خصوصًا وأن المنطقة العربية بصورة عامة مشتعلة، ومن الطبيعي أن يقل الاهتمام بمجالات عديدة.. ناهيك عن أن الفنون القوية في حاجة إلى إنفاق مادي ضخم، (كان العائد الفني مجزيًا قديمًا، بحيث يتفرغ الفنان تمامًا لمهنته وينتج فنًا جيدًا يعيش ويؤثر)، وكانت المؤسسات التعليمية تلعب دورًا مهمًا أيضًا في ذلك.. إلا أن الحكومة المصرية بدأت أخيرًا تبني مصطلح السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، في خطوة تشير إلى إدراك أن الاستقرار الاقتصادي هو محرك أساس للقوة الناعمة، لا سيما في عصر أصبح فتح مجالات الاستقرار بلا قلق، أحد أهم معايير القوة الناعمة.
وبرغم الاهتمام بدراسة دور القوة الناعمة لمصر خلال فترات متعددة، لكنها كانت عادة تركز على تفنيدها، دون الإشارة إلى قياساتها ومدى تراجعها أو ازدهارها، ولكن قبل أربعة أعوام استفاضت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات في تحليل مستويات التأثير، إذ ذكرت أن القوة الناعمة المصرية شهدت تراجعًا خلال الفترة التي أعقبت ثورة 2011، بفعل التوترات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي، الذي أثر في العلاقات الخارجية والمؤسسات العلمية والفنية والثقافية والرياضية والدينية في القيام بدورها لتعزيز صورة مصر.. وتحدثت الدراسة نفسها، عن تنامي هذا الدور بصورة ملحوظة منذ عام 2014، بمشروعات مهمة، مثل تجديد الخطاب الديني وإقامة المهرجانات الفنية وإطلاق المسابقات الرياضية، إضافة إلى الإنجازات الرياضية التي حققتها الفرق والألعاب الفردية في مجالات عدة.. لنخلص إلى أن القوة الناعمة الفنية المصرية لن تخفت يومًا لأنها صنعت أرضية راسخة لن تتبدل، وحتى إذا حدث تخبط، فإن المهارة لا تزال حاضرة ولو بصورة غير مباشرة.. فدومًا هناك قطعة موسيقية بأنامل مصرية، تعُزف في حفل ما، أو عازف مصري ماهر يقدم إبداعاته على مسرح كبير، أو أغنية مصرية يعاد إنتاجها بأصوات أخرى.. وهكذا.
من أجل ذلك، جاءت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، واحدة من أكبر الكيانات الإعلامية في المنطقة العربية بأكملها، لإحياء التراث الثقافي والإعلامي الغني لمصر، من خلال تقديم تجربة ترفيهية إعلامية لا مثيل لها، تسعد وتلهم الجماهير في مصر والعالم العربي، مع إلتزامها بدفع عجلة النمو الاقتصادي لبلدها وإقليميًا، من خلال تقديم قيمة استثنائية لمساهميها ودعم تطوير المواهب والصناعات المحلية.. برؤية تقوم على الحفاظ على مكانة مصر الريادية في صناعة الترفيه والإعلام، وتخطى الحدود دائمًا، بالعمل من خلال التقنيات والتكنولوجيا المتطورة، وتطوير رواية القصص المبتكرة، مع الالتزام بالمسئولية الاجتماعية والحوكمة الرشيدة.. وتسعى ـ من خلال أكثر من أربعين شركة رائدة في مختلف المجالات الإعلامية، تتنوع ما بين إعلام مرئي، إعلام مسموع، إعلام مطبوع، إعلام إليكتروني، إنتاج درامي، دعاية وإعلان، خدمات إعلانية مباشرة وغر مباشرة وخدمات الحقوق الرياضية وتسويقها ـ لتطوير معايير تقديم تجربة الترفيه والإعلام، وخلق تجارب لا تُنسى، تلقى صدى لدى الجماهير من جميع الأعمار والثقافات.
يقول رئيس مجلس إدارتها، الخبير الإعلامي والإعلاني الكبير، طارق نور، إن مصر كانت دائمًا في قلب الإعلام والإبداع ورواية القصص.. إنها دولة مليئة بالقصص التي تستحق أن تُروى، مدفوعة بمواهب استثنائية وإمكانات لا مثيل لها.. مهمتنا الآن هي توجيه هذه القوة، والعمل مع شركائنا، وخلق فرص تبرز كل ما نقدمه بأفضل صورة.. هذه المهمة تتعلق بالنمو.. إنها تتعلق برعاية صناعة كانت دائمًا حجر الزاوية في هوية مصر، وضمان استمرارها في التطور والازدهار.. نسعى إلى توسيع السوق، وتشجيع الابتكار، والقيام بدور متوازن في تشكيل المشهد الإعلامي الأكبر.. (المتحدة) ـ التي تأسست في مايو ٢٠١٦، ونجحت في أن تتربع على عرش أكبر المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي في وقت قياسي، من خلال تقديم إعلام هادف له رسالة مؤثرة ويتناسب مع الأذواق جميعها، لتصبح أقوى منظومة إعلامية متكاملة ـ تعد كيانًا رائدًا ومحترمًا في هذا المجال، مليئًا بالأفراد الموهوبين والمخلصين.. قوة هذه المؤسسة ـ وصناعة الإعلام بشكل عام ـ تكمن في أفرادها.. نعتمد على العمل الجاد، والرؤية، والخبرة التي يمتلكها هؤلاء داخل المتحدة وعبر قطاع الإعلام.. من خلال البناء على نقاط قوتنا والعمل معًا، يمكننا أن نصنع شيئًا استثنائيًا.. صناعة تكرم إرثها، بينما تتطلع إلى إمكانيات جديدة في المستقبل.
●●●
وبما أن المواهب الرياضية والفنية والثقافية، تعد مصدرًا هامًا للطاقة والإبداع في المجتمع، وتمثل المستقبل في عالم متغير يتطلب الابتكار والتفكير المبدع.. ولتحقيق هذا الهدف، تسعى الدولة المصرية والاتحادات الرياضية والأكاديميات الوطنية ومعهما الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إلى توفير الدعم والرعاية لتلك المواهب وتنميتها وتطويرها.. وفي ظل(المبادرة الرئاسية لرعاية الموهوبين)، التي تهدف إلى احتضان كافة المواهب الرياضية والفنية والثقافية في مصر، وتطويرها وتنميتها بما يساهم في تحقيق التقدم والتنمية في المجتمع المصري، جاء دور (المتحدة) الرائد، لاكتشاف المواهب وإطلاق بريقها في المجتمع.
وبخطة محكمة واستراتيجية ضخمة، تتبني الشركة المتحدة البحث والتنقيب عن المواهب الحقيقية في كل المجالات، تبذل مجهودًا ضخمًا وواضحًا، لتقديم وجبة متكاملة من البرامج المتنوعة التي تناسب كل الفئات العمرية المختلفة، والتي تشمل كل المجالات، من بينها التمثيل والغناء والابتكار والبرامج والأفكار المميزة والبرامج العلمية والدينية والرياضية، من خلال (الكابيتانو)، وريادة الأعمال من خلال (شارك تانك)، والمشاريع المتميزة بالتعاون مع العديد من الوزرات المختلفة.. كما أعلنت وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون (المتحدة)، عن اطلاق برنامج (دولة التلاوة)، والذي يعد أضخم برنامج لاكتشاف المواهب في ترتيل وتجويد القرآن الكريم، ويهدف إلى الكشف عن المواهب والأصوات المتميزة من مختلف المحافظات، والتي تقدم لها أكثر من أربعة عشر ألف متسابق، ويبلغ إجمالي قيمة جوائز البرنامج ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه، وتضم لجنة تحكيم البرنامج نخبة من أبرز القامات الدينية والعلمية في مصر والعالم الإسلامي، إذ يعد برنامج (دولة التلاوة) خطوة رائدة في دعم المواهب القرآنية، وإحياء فنون التلاوة المصرية وتعزيز مكانة مصر الرائدة كمنارة للدين الوسطي المستنير.
ويعد برنامج (كاستنج) من أبرز البرامج في الفترة الأخيرة، الذى يهدف إلى صناعة جيل جديد من النجوم الشباب، والذي يرفع رفع شعار (الموهبة والفكرة هما الأصل)، مما يعكس حرص القائمين على البرنامج على رعاية المواهب الشابة دون أى واسطة أو محسوبية، حيث يعد من أكبر تجارب الأداء في برنامج خاص يُعرض تليفزيونيًا لاكتشاف الوجوه الجديدة، والذي نجح بالفعل في النسخة الأولي منه، في خروج مواهب ناجحة، في بالتمثيل والغناء والإخراج والمونتاج والتصوير والكتابة، وكل عناصر العمل الفني، والذين شاركوا في بطولة مسلسل (كاسيتنج) من إنتاج الشركة المتحدة، والذي فتج آفاق جديدة لجيل الشباب لتحقيق أحلامهم، وضخ دماء جديدة من المواهب الحقيقية التي تستحق.. وخلال أيام معدودة، تنطلق النسخة الثانية من البرنامج تحت شعار (رحلة البحث عن مواهب جديدة)، والذى من المقرر عرضه عبر منصة watch it الاليكترونية، بمشاركة العديد من قيادة الشركة المتحدة أصحاب الخبرة الكبيرة في المجال الفني، مما يساهم في استئناف النهضة الفنية التى بدأتها الشركة المتحدة، لعودة بصناعة الفن المصرى إلى مكانته التي تليق به كـ (هوليود الشرق)، والوصول بها إلى المنافسة عالميًا.
وبعدما تمكن من ترسيخ مكانته كمنصة رائدة لدعم الابتكار المخترعين والمبدعين ورواد الأعمال في مصر، واستمرارًا لنجاح برنامج (شارك تانك مصر) لثلاث مواسم متتالية، أعلنت الشركة المتحدة عن الموسم الرابع للبرنامج، وهو البرنامج الأول في عالم المال والأعمال على مستوى العالم، من أجل اكتشاف المواهب وتقديم فرص حقيقية للنجاح.. ولأن الفنون تعد من أبرز مظاهر القوة الناعمة، وعلى الرغم من انتشار الدراما المصرية إقليميًا، بصورة تجعل شعبيتها تحلق، لا سيما في المواسم البارزة مثل شهر رمضان، كذلك يتمتع نجوم الطرب المصريون بحضور طاغٍ في النشاطات الغنائية، إضافة بالطبع إلى السينما والمسرح وغيرهما، كما أن صناعها يشكلون قوة ملحوظة على مستوى العدد حتى، فإنه مقارنة بأوقات مضت، فإن الأمر يبدو أقل زخمًا، ربما بسبب فوضى السوشيال ميديا).. لذلك، تقدم المتحدة، في إطار كما حرصها علي دعم مواهب الفن، برنامج متخصص تحت عنوان (الدوم)، والذى انطلق الموسم الأول له قبل عامين، من خلال ثلاث فئات مختلفة، هي التمثيل والغناء والتقديم التليفزيوني، وبلغ عدد المواهب التي تقدمت للبرنامج نحو عشرين ألف متسابق، ولاقي تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، ليفتح لهم طريقًا إلي الشاشة، ويحول أحلامهم إلي حقيقة أمام أعينهم، وليكون من أهم برامج المواهب الأكبر في مصر والوطن العربي.
ذكرت دراسة بحثية، دور اللاعب المصري المحترف في إنجلترا، محمد صلاح، منفردُا، في الارتقاء بتأثيرات القوة الناعمة لمصر في مجال الرياضة، إذ تخطى تأثيره كونه مصريًا وشمل الصورة الذهنية للمسلمين عمومًا.. واستندت الدراسة إلى نتائج استطلاع الرأي التي أجرتها جامعة (ستانفورد) الأمريكية عام 2019، والتي عدت أن سبب تراجع جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا بنسبة تقترب من 20 في المئة داخل مدينة ليفربول، حيث يسكن ويلعب لناديها، هو مكانة محمد صلاح لدى الجماهير المحبة له.. لذلك، أطلقت الشركة المتحدة برنامج (كابيتانو)، والذي يعد من أهم البرامج الرائدة في مجال الرياضة، التي تهدف إلى اكتشاف اللاعبين الموهوبين من مختلف أنحاء الجمهورية، مما يعد استثمارًا لمستقبل كرة القدم المصرية، من خلال اكتشاف المواهب الشابة وتطويرها بشكل علمي واحترافي، وتقديم الدعم الفني والبدني لهم، والذي نجح في جذب الأنظار بقوة منذ انطلاق الموسم الاول له، حيث ركز على مواهب الألعاب الرياضية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، باعتبارها اللعبة الأشهر في مصر والعالم.. وقد انطلق الموسم الأول من (كابيتانو مصر)، تحت شعار (الملعب هو الحكم)، بالتعاون بين المتحدة ووزارة الشباب والرياضة، والذي يعد منظومة كاملة وليست مجرد برنامج.
●●●
قد تكون شهادتي في (المتحدة) مجروحة، فما بالنا بمن يقول، إن (جهود المتحدة للخدمات فى اكتشاف المواهب فى جميع ربوع الوطن، تستحق الإشادة، وهى تذكرنا بجهود الأستاذ زكريا الحجاوى، أحد أهم رواد الفن الشعبى المصرى، الذى اهتم باكتشاف الموهوبين والمبدعين فى مجال الموسيقى والغناء، حيث كان يجوب القرى والمدن لجمع الفنون الشعبية من مصادرها، ويأتى لنا بمواهب جديدة).. ويشيد الناقد طارق الشناوى بقرار الشركة المتحدة الخاص بإطلاق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة، (لأن الفن يتطلب دائمًا التجديد، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا من خلال ضخ دماء جديدة فى كل المجالات الفنية، وعلى جميع المستويات، اكتشاف المواهب يمثل تدشين البنية التحتية لأى بناء ضخم.. فكلما استطعت تطوير وتحسين البنية التحتية ضمنت القدرة على الارتفاع بالبناء، ومن هنا تأتى أهمية اكتشاف المواهب الجديدة، بدعم الشركة المتحدة، ووعيها ومسئوليتها تجاه توفير إطار عام، يدعم الهيكل الكلى للتطوير).. كما أشاد بتوجه المتحدة لإنتاج أعمال درامية تضم الموهوبين الذين يتم اكتشافهم، لأن رعاية المواهب فى بدايتها، تعد محطة مهمة جدًا فى حياة الموهوبين الذين يحتاجون إلى الظهور، كى ترصدهم أعين المنتجين للدفع بهم نحو آفاق أعلى.
(مصر ولادة، ولديها مخزون كبير من المبدعين فى كل المجالات، كما أن تقديم برنامج تجارب أداء بهذا المستوى، كما يحرك المياه الراكدة، فإنه ينم عن وعى كبير، ويعد مثالًا حيًا لرغبة الدولة المصرية فى دعم المواهب الحقيقية، خصوصًا أن مصر مليئة بالمواهب والعباقرة فى كل المجالات، وليس فى الفن فقط).. هذه رؤية الناقد الفنى أشرف غريب، الذي أكد أن برنامج المتحدة، يبرز اهتمام الدولة المصرية بتعزيز قوتها الناعمة، عبر دعم الحركة الفنية وتبنى المواهب المختلفة وتنميتها، معربًا عن سعادته الكبيرة بالدعم الذى تظهره الشركة للمبدعين فى كل المجالات، واهتمامها بالشباب لجعل المستقبل أكثر إشراقًا وتفاؤلًا، (استمرار المتحدة فى تقديم مثل هذه البرامج ينم عن شجاعة كبيرة، لأن تلك البرامج تحتاج إلى جهد جبار، خصوصًا أنها تبحث عن اكتشاف المواهب من جميع المحافظات، والوصول إلى المواهب المخفية، التى يصعب الوصول إليها، مع إعطاء فرصة الظهور وصقل القدرات بأساليب علمية حديثة).. وعن مثل هذا عبر كثيرون، كنقيب السينمائيين، مسعد فودة، الذي توقع أن البرنامج سيكون نواة لاكتشاف الموهوبين فى كل أشكال الفنون، من تمثيل وإخراج وكتابة، وسيكون دليلًا على أن مصر زاخرة بالمواهب الفنية»، مشيدًا فى الوقت نفسه باختيار المخرج عمرو سلامة ليكون مشرفًا على هذا المشروع، خصوصًا أنه يتمتع بحس فنى عال، ولديه الخبرة والقدرة على التعامل مع هذه المواهب الجديدة.
●●●
■■ وبعد..
فإن اقتحام (المتحدة) غمار هذه البرامج، هو عودة قوية للطريق الصحيح نحو بناء القوة الناعمة المصرية.. فمن المتفق عليه بين الباحثين، أن بدايات تداعي قوة مصر الناعمة بدأ منذ مطلع الألفية، إذ كانت تعمل الدولة من قبل، جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص، لتقديم أعمال ذات مستوى عالٍ في الموضوعات، فضلًا عن مستوى الانتقادات حتى للمؤسسات السياسية نفسها، وعلى رغم وجود صدامات رقابية حينها، فإن هذا لم يمنع الإنتاجات المهمة من الظهور.. وكما يشير أستاذ النقد الموسيقي، أشرف عبدالرحمن، فإن الوضع السياسي والاجتماعي هو الذي يحرك الفنان، فـ (حتى في أحلك الظروف مثل النكسة، كانت الأغاني هي التي توحد الشعب وترمم الوجدان وتكسر حاجز الحزن المخيم على المجتمع وقتها)، وعلى الرغم من الإيجابيات التي تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي، فإنها باتت تسمح للرديء بالانتشار لأنها خارج سيطرة الرقابة، مما يفسد الذوق العام والمنظومة بأكملها، لأن كل مُنتج يبحث عن النجاح، فإنه يتردد في تقديم أعمال جادة.. فما بالنا و(المتحدة) تأتي في عصر قوة الدولة المصرية على كافة المستويات، وفي مناخ من الحرية، يسمح للثمين أن يطرد الغث.. لذلك، فمن الضرورة الاستثمار في المواهب الحقيقية في كل المجالات، وترك الرديء يتلاشى من تلقاء ذاته، عن طريق تيسير العملية الإبداعية لدى من يرغبون في تقديم محتوى مؤثر وقادر على المنافسة.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.









0 تعليق