السودان بين المبادرة الأمريكية وصوت المدافع.. هل تنجح الإنسانية في كسر حلقة الحرب؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عرض برنامج "ثم ماذا حدث"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرًا بعنوان: "تصاعد الأزمة في السودان.. نزوح جماعي ومخاوف من انهيار الاستقرار الأمني والسياسي"، تناول فيه تطورات المشهد السوداني بعد عامين من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذي حوّل البلاد من ساحة حرب إلى نموذج لانهيار الدولة.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة تحولت إلى صراع وجودي، تزامن مع أكبر موجة نزوح في العالم وكارثة إنسانية فاقت كل التوقعات، في ظل فشل السياسة في احتواء السلاح، ما دفع المجتمع الدولي للبحث عن مخرج لوقف الانهيار الشامل.

الوضع الراهن، بحسب التقرير، يعكس معركة استنزاف بلا أفق، حيث تتوالى تقارير الموت والجوع، بينما ترفض الأطراف المتحاربة التنازل عن الخيار العسكري، وهو ما تجسد في تصريحات القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أكد استمرار المعركة ضد التمرد والتوعد بالثأر لضحايا الفاشر.

الغموض السياسي دفع واشنطن إلى طرح مقترح جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتضمن فتح ممرات آمنة للمساعدات لأكثر من 25 مليون إنسان، تليها مرحلة سياسية انتقالية، ورغم الترحيب المبدئي من طرفي النزاع، فإن لغة الحسم العسكري لا تزال هي السائدة، ما يضع المبادرة في مهب الريح.

يرتكز المقترح الأمريكي على هدنة إنسانية طويلة الأمد، تعقبها مرحلة سياسية برعاية دولية مكثفة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة وإجبار الأطراف على الحوار. 

ويرى سياسيون أن التحدي لم يعد في انتصار طرف على آخر، بل في الحفاظ على وحدة الدولة السودانية، معتبرين أن المبادرة الأمريكية تمثل فرصة سياسية أخيرة لإنقاذ ملايين الأرواح.

وطرح التقرير تساؤلات مصيرية: هل ستستغل القيادات السودانية هذه الفرصة لإنقاذ الوطن؟ أم ستبقى السياسة رهينة لصوت المدافع؟ وهل تنجح واشنطن فيما فشلت فيه الجهود الدولية السابقة؟ الإجابة، كما يقول التقرير، تبقى بيد من يحملون السلاح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق