أكد أبوبكر حامد نور، أمين إقليم دارفور بحركة العدل والمساواة، إن السودانيين متمسكون بأرضهم ولن يسمحوا لأحد بالتحكم في مصير وطنهم، مؤكدًا أن السودان باقٍ بوحدته وتنوعه، وأن كل محاولات تفتيته ستتحطم أمام إرادة شعبه الصامد.
وقال حامد نور في تصريح خاص لـ"الدستور"، على هامش مشاركته في الندوة التي نظمتها السفارة السودانية بالقاهرة في بيت السودان تحت عنوان "الأوضاع في دارفور وكردفان".
محاولات خارجية لإعادة رسم خرائط النفوذ
وأضاف أمين إقليم دارفور بحركة العدل والمساواة، "إن ما يحدث في السودان لا يمكن فصله عن محاولات خارجية لإعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة"، مشددًا على أن التحدي الحقيقي ليس في هدم نظام سياسي، بل في الحفاظ على كيان الدولة نفسها.
وأوضح أبوبكر حامد نور، أن السودانيين يدركون تمامًا الفرق بين إسقاط نظام حكم وبين هدم الوطن، ولذلك فإن الواجب الوطني الآن هو توحيد الوجدان السياسي ونبذ الكراهية التي غذّتها الحرب بين المكونات السودانية المختلفة.
التنوع مصدر قوة وليس ضعفًا
وأكد أمين إقليم دارفور بحركة العدل والمساواة، أن الشعب السوداني ولد في وطنٍ يزخر بالتنوع الثقافي والإثني، وهذا التنوع - كما قال - "لم يكن يومًا مصدر ضعف، بل هو سر غنى السودان وعمق هويته التاريخية"، مؤكدًا، أن الحل لن يكون إلا عبر إرادة جماعية تؤمن بالتعايش والسلام والاحترام المتبادل بين جميع المكونات.
القاهرة تقف بثبات إلى جانب وحدة السودان واستقراره
وفي سياق حديثه، أشاد الأمين العام لإقليم دارفور بالدور الذي تلعبه مصر قيادةً وحكومةً وشعبًا تجاه القضية السودانية، معتبرًا أن القاهرة تقف بثبات إلى جانب وحدة السودان واستقراره، وقال: "نحن نقدر ونثمن الوعي السياسي العميق للقيادة المصرية، ونرى أن مصر تدرك أهمية السودان في معادلة الأمن الإقليمي، ولذلك ظلت مواقفها متزنة ومبنية على فهمٍ واقعي لطبيعة الأزمة".
الاستفادة من التجربة المصرية في بناء المؤسسات
وأضاف حامد أن التجربة المصرية في السنوات الأخيرة جديرة بالدراسة والاستفادة، مشيرًا إلى أن مصر استطاعت تجاوز تحديات اقتصادية وأمنية صعبة لتصبح قوة إقليمية مؤثرة في محيطها. ودعا الشعب السوداني إلى الاستفادة من هذه التجربة في بناء مؤسسات قوية تتجاوز الانقسامات القبلية والحزبية الضيقة.
مصر حاضنة إنسانية للاجئين السودانيين
كما نوه، أمين إقليم دارفور بحركة العدل والمساواة، إلى أن مصر رغم مساحتها المحدودة مقارنة بدول أخرى، إلا أنها كانت وما تزال حاضنة إنسانية كبرى لملايين اللاجئين والنازحين من مختلف الدول العربية والإفريقية، من بينهم آلاف السودانيين الذين وجدوا في مصر وطنًا ثانيًا. وقال إن هذا الموقف الإنساني "يعكس أصالة الشعب المصري وعمق الروابط التاريخية بين وادي النيل شمالًا وجنوبًا".
دعوة لإعلاء صوت الوحدة فوق صوت السلاح
وفي ختام حديثه، شدد أبوبكر حامد نور على أن السودان يمر بمنعطف مصيري، وأن المرحلة تتطلب قدرًا عاليًا من الوعي والمسؤولية الوطنية، داعيًا إلى إعلاء صوت الوحدة فوق صوت السلاح، والعمل على بناء دولة عادلة تستوعب الجميع. واختتم بقوله: "لن نسمح لأحد أن يملي علينا مصيرنا، فالسودان سيبقى واحدًا رغم الجراح، موحدًا بإرادة أبنائه وإيمانه العميق بحقه في الحياة".
أقرأ أيضًا:
فاطمة إسحاق: آن الأوان لتصنيف "الدعم السريع" جماعة إرهابية لإفسادها الحياة بالسودان
















0 تعليق