أطلقت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نسخة محدّثة من تطبيقها الإلكتروني VenApp، لتحويله إلى أداة للإبلاغ عن أي نشاطات "تحريضية أو مثيرة للفتنة"، في خطوة اعتبرتها المعارضة ومنظمات حقوقية تصعيدًا خطيرًا نحو تعزيز المراقبة الاجتماعية داخل البلاد، وسط تزايد التوتر مع الولايات المتحدة واحتمال اندلاع صراع عسكري وشيك.
وبحسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية، كان التطبيق قد أُطلق في عام 2022 كوسيلة لتلقي شكاوى المواطنين المتعلقة بانقطاع الكهرباء والمياه والخدمات العامة، لكنه تحول اليوم إلى منصة تُشجع المواطنين على التبليغ عن بعضهم البعض تحت ذريعة الحفاظ على الأمن القومي.
وذكرت مجموعة «فنزويلا سين فيلترو» الحقوقية أن استخدام التطبيق بهذا الشكل يمثل "تهديدًا مباشرًا لحرية التعبير والخصوصية"، مؤكدة أنه يكرّس نظام مراقبة اجتماعية يهدف إلى إخضاع المواطنين عبر الخوف والترهيب. كما حذرت من أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى زيادة الاعتقالات السياسية بحق المعارضين والمواطنين المنتقدين للحكومة.
ولم تُصدر وزارة الإعلام الفنزويلية أي تعليق رسمي على الانتقادات، فيما قال مراقبون إن تحديث التطبيق جاء بعد دعوة مادورو الشهر الماضي للقوات المسلحة للإشراف على إنشاء نظام رقابة إلكتروني يمكّن المواطنين من الإبلاغ بشكل مباشر عن أي أنشطة تُعتبر معادية للدولة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين كراكاس وواشنطن، بعد تقارير عن تحركات عسكرية أمريكية في البحر الكاريبي شملت نشر سفن حربية وطائرات مقاتلة وما يصل إلى 10 آلاف جندي، بزعم مكافحة تهريب المخدرات. وتتهم الولايات المتحدة الرئيس مادورو بتورط نظامه في شبكات تهريب دولية، بينما يرد الأخير باتهام واشنطن بأنها تستخدم هذه المزاعم كذريعة لـ «تغيير النظام» والسيطرة على النفط الفنزويلي.
وشهدت المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة أكثر من 15 غارة جوية أمريكية على قوارب في البحر الكاريبي أسفرت عن مقتل 65 شخصًا على الأقل، ما أثار إدانات واسعة من حكومات أمريكا اللاتينية. ويؤكد خبراء أن هذه العمليات تشكل انتهاكًا للقانون الدولي و"قتلًا خارج نطاق القضاء"، خصوصًا في ظل غياب أي أدلة أميركية على أن المستهدفين كانوا يهرّبون المخدرات أو يشكلون خطرًا مباشرًا.
0 تعليق