الولايات المتحدة تواجه اضطرابات جوية متزايدة بسبب نقص المراقبين
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن خفض القدرة الاستيعابية للرحلات الجوية بنسبة 10% في نحو 40 مطارًا رئيسيًا بأنحاء البلاد، وذلك في ظل استمرار الإغلاق الحكومي وتزايد حالات غياب مراقبي الحركة الجوية الذين يواصلون العمل دون أجر.
وقال شون دافي، وزير النقل الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع برايان بيدفورد، رئيس إدارة الطيران الفيدرالية، إن القرار يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن قائمة المطارات المتأثرة سيتم نشرها يوم الخميس. وأكد أن "البيانات هي ما سيُحدد الخطوات المقبلة"، مضيفًا أنه في حال استمرار التراجع، قد تُفرض قيود إضافية على الرحلات.
سلامة الطيران أولوية والتخفيض لا يشمل الرحلات الدولية حاليًا
وأوضح وزير النقل أن هذه التخفيضات تأتي لضمان سلامة حركة الطيران في ظل النقص الواضح في أعداد المراقبين الجويين منذ بدء الإغلاق في 1 أكتوبر، مؤكدًا أن تخفيض الرحلات الدولية لم يُناقش بعد.
من جانبه، أشار بيدفورد إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية تتوقع كذلك تقييد عمليات الإطلاق الفضائية في الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن الضغط على المطارات ازداد بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.
وأضافت مجموعة «إيرلاينز فور أميركا» (Airlines for America) أن ملايين الركاب في الولايات المتحدة عانوا من تأخيرات وإلغاءات متكررة منذ بداية الأزمة، مؤكدة أن النقص في الموظفين أحدث اضطرابًا واسعًا في حركة النقل الجوي داخل البلاد.
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة هو توقف جزئي أو كلي لأنشطة الحكومة الفيدرالية عندما يفشل الكونغرس في تمرير قانون لتمويلها أو تمديد الموازنة العامة في الوقت المحدد. وخلال فترة الإغلاق، تتوقف مؤسسات حكومية عن العمل باستثناء الخدمات الأساسية مثل الأمن والدفاع والمستشفيات، بينما يُجبر مئات الآلاف من الموظفين على إجازة إجبارية أو العمل دون أجر.
يؤثر الإغلاق على الاقتصاد الأمريكي بشكل مباشر، إذ يؤدي إلى تعطيل الرحلات الجوية وتأجيل الخدمات العامة وتراجع الثقة في الأسواق. كما يخلق ضغطًا سياسيًا كبيرًا بين الكونغرس والبيت الأبيض حول أولويات الإنفاق. وغالبًا ما ينتهي الإغلاق بعد التوصل إلى تسوية سياسية مؤقتة تعيد التمويل وتسمح للحكومة باستئناف عملها. ومع كل أزمة جديدة، تتجدد المخاوف من تأثيرات أوسع تمتد إلى الأسواق العالمية وشركات الطيران والبورصات، ما يجعل الإغلاق الحكومي أحد أبرز مظاهر الانقسام السياسي في الولايات المتحدة.
















0 تعليق