البابا تواضروس الثاني: المحبة هي المقياس والطريق الأقصر نحو الوحدة الكاملة

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الوحدة لا تعني أن نصبح جميعًا متشابهين، بل أن نحيا في شركة محبة حقيقية رغم اختلافاتنا، فالوحدة ليست اندماجًا قسريًا أو ذوبانًا للهوية، بل هي تناغم بين أعضاء الجسد الواحد جسد المسيح.
وأضاف البابا تواضروس الثاني، خلال تصريحات إعلامية لقداسته وقامت بنشرها الصفحة الرسمية لمجلس الكنائس العالمي منذ قليل ، فالكنيسة القبطية تؤمن أن الروح القدس هو العامل فينا جميعًا، وهو الذي يجمعنا رغم التعدد، كما يجمع أوتار آلة موسيقية مختلفة لتُصدر لحنًا متناغمًا وجميلًا.

وتابع : الوحدة تبدأ أولًا بالصلاة، ثم بالمحبة، ثم بالحوار اللاهوتي، فنحن نصلّي معًا كي يعمل الروح القدس في قلوبنا، ونتحاور بصدق كي نزيل الحواجز التي صنعها التاريخ وسوء الفهم، ومن دون المحبة، لن تكون هناك وحدة حقيقية، لأن المحبة هي جوهر المسيحية، وهي اللغة التي يفهمها الجميع.

حوار قائم على الاحترام والتواضع

واشار البابا تواضروس،  إلي ان الحوار بالنسبة إلينا هو طريق نمو متبادل، وليس ساحة نقاش لفرض الرأي أو لإثبات الذات، لقد بدأت الكنيسة القبطية منذ أكثر من خمسين عامًا حوارات رسمية مع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية والأنجليكانية وغيرها، والنتائج كانت مشجعة جدًا.

وفي عام 1973، زار البابا شنودة الثالث الفاتيكان والتقى البابا بولس السادس، وكانت تلك الزيارة الأولى من نوعها منذ مجمع خلقيدونية سنة 451م.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ حوار لاهوتي عميق بين الكنيستين أثمر عن إعلان مشترك حول الإيمان بالمسيح الواحد، وهو خطوة مهمة في مسيرة التقارب بيننا.

واليوم، تتواصل هذه اللقاءات في محبة واحترام، لأننا نؤمن أن الحق لا يخاف الحوار، وأن كل حوار صادق يقودنا إلى نور أعمق ومعرفة أوضح للحق الإلهي.

وحدة في العمل والخدمة

وتابع قداسة البابا تواضروس الثاني: بالتأكيد لا تقتصر على الجانب العقيدي فقط، الوحدة تُبنى أيضًا من خلال العمل المشترك والخدمة، فحينما نعمل معًا لخدمة الإنسان  أيقونة الله الحي  نقترب أكثر من الله ومن بعضنا البعض، هناك مجالات كثيرة تجمعنا مثل التعليم، والرعاية الاجتماعية، وخدمة الفقراء، والدفاع عن الكرامة الإنسانية، والعدالة، والسلام.

وقال: هذه كلها ساحات للوحدة الحقيقية، لأن الإنجيل لا يُختزل في العقيدة فقط، بل في الحياة العملية التي تُظهر إيماننا بالأفعال، لقد قال السيد المسيح: “بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضًا لبعض”، فالمحبة هي المقياس، وهي الطريق الأقصر نحو الوحدة الكاملة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق