"البوابة نيوز" داخل المتحف الكبير.. حين تنطق الحجارة والحضارة عن عظمة المصريين التي لا يطويها الزمن

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ اللحظة التي تلامس فيها قدماك أرض المتحف الكبير، تشعر وكأنك تعبر بوابة زمن سحري، لا يقاس بالساعات بل بالدهشة، الهواء هناك مختلف، يحمل رائحة التاريخ الممزوجة بغبار الحضارة وصمت الملوك.

تتسلل إلى روحك رهبة لا تعرف مصدرها، هل هي هيبة الفراعنة الذين ما زالوا يراقبون من بين الجدران، أم ذلك الإحساس بأنك تقف على عتبة حلم ظل يتكون لسنوات؟.

في أروقة المتحف، تمتزج التكنولوجيا الحديثة بعظمة الماضي، فتجد نفسك تائهًا بين الزمنين، كأنك تسير في ممر من الضوء يفضي إلى قلب مصر الحقيقي. كل قطعة، كل تمثال، وكل ظل من النقوش القديمة يهمس بحكاية عن مجد لا يشيخ، ويذكرك بأنك لست مجرد زائر… بل شاهد على بعث التاريخ من جديد.

البوابة نيوز من دخل المتحف

البوابة نيوز لم تنتظر كثيرا وفي أول يوم لاستقبال المتحف للزوار من شتى بقاع العالم توجهت إلى داخل أروقة المتحف المصري الكبير لترصد وتوثق إقبال الجماهير والزوار وشعورهم بالهيبة والسعادة الغامرة بعظمة التاريخ المصري .

في بهو المتحف المصري الكبير يستقبل تمثال رمسيس الثاني الزوار والذي لاقى إعجاباً كبيرا من قبل الجمهور وشهد البهو تكدس كبير قبل الدخول لباقي غرف وأجزاء المتحف وتهافت الجميع لإلتقاط الصور التذكارية.

خريطة مصر القديمة

وتتوسط خريطة مصر القديمة قاعة العرض في المتحف المصري الكبير كتحفة بصرية تخطف الأنظار، إذ تمتد أمام الزائرين كرحلة زمنية تعيدهم إلى عصور الملوك والآلهة والمعابد المقدسة. نُفذت الخريطة بدقة فنية عالية، لتجسد ملامح وادي النيل والمدن القديمة والمواقع الأثرية الكبرى بأسلوب يجمع بين الدقة العلمية والجمال الفني. 

ويقف الزوار أمامها بانبهار، يتتبعون مسار الحضارة من منف إلى طيبة، ومن الدلتا حتى أسوان، في مشهد يُبرز عبقرية المصري القديم في تنظيم أرضه وبناء مجده، ويجعل من هذه الخريطة نافذة حيّة على تاريخ لا يزال ينبض بالحياة داخل جدران المتحف.

تمثال مفر حتب وزوجته سنتا تيتي ومسلة الأمير تيتي

يقف تمثال مفر حتب وزوجته سنتا تيتي ومسلة الأمير تيتي داخل المتحف المصري الكبير كشهادة خالدة على عبقرية المصريين القدماء وروعة فنهم في تخليد الإنسان والحياة، تبدو الملامح على وجهي الزوجين وقد نُحتت بدقة وإحساس إنساني عميق، يعكسان مكانة الأسرة في فكر المصري القديم، بينما تقف المسلة شامخة تروي بفخامة نقوشها قصة المجد والعقيدة والخلود. 

يشكل هذا الركن من العرض تحفة فنية وتاريخية تنطق بعظمة الحضارة المصرية، وتؤكد أن الإنسان في مصر القديمة لم يكن يبني تمثالًا أو ينحت حجرًا، بل كان يكتب فصلاً جديدًا في سجل الخلود.

مقتنيات الملك توت عنخ آمون

في جولة بين أروقة المتحف الكبير، تتوقف الأنفاس أمام كنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، التي تعود إلى اكتشاف مقبرته عام 1922، إذ تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية تُعد من أروع ما أبدعته يد الإنسان القديم.

كل قطعة تحكي قصة فن وإتقان نادر، من الحلي الذهبية المطعمة بالأحجار الكريمة كالفيروز واللازورد، إلى الرموز الملكية التي تزين تاج الفرعون وكوبرا الحماية المنقوشة بعناية فوق جبهته. وبين تفاصيل التماثيل والأقنعة الملكية، يشعر الزائر بأن الجمال هنا لا يُخاطب العقل فحسب، بل يأسر القلب أيضًا، ليغادر المكان موقنًا بأن سحر الحضارة المصرية لا يزال حيًا، ينبض في كل زاوية من المتحف العظيم.

وشهدت قاعة عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير، منذ اللحظات الأولى لافتتاحها أمام الجمهور، إقبالًا كثيفًا من الزوار المصريين والأجانب، الذين حرصوا على مشاهدة كنوز الفرعون الذهبي التي تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.

وعبر الزوار عن انبهارهم بروعة العرض المتحفي والتنظيم الدقيق الذي عكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، وأبرز ملامح الحياة الملكية في عهد توت عنخ آمون، مؤكدين أن التجربة داخل هذا الصرح الثقافي العالمي تُعد فريدة واستثنائية بكل المقاييس.

ويُجسد هذا الإقبال الجماهيري الكبير المكانة المرموقة التي يحتلها المتحف المصري الكبير، كأحد أهم المعالم الثقافية والسياحية في العالم، ورمزًا حيًّا لفخر المصريين بحضارتهم التي ما زالت تدهش الإنسانية عبر الأزمنة.

ردود فعل الجمهور

وسط أجواء من الفخر والانبهار، عبّر الزوار في أولى زياراتهم للمتحف الكبير عن مشاعر غامرة امتزج فيها الدهشة بالعزة، وقال أحد الزوار: "مصر بقت في حتة تانية والعالم كله في حتة تانية”. فالمشهد من لحظة الاستقبال وحتى التجوال بين أروقة المتحف بدا مهيبا ومنظما على نحو غير مسبوق. 

وتابع: “الملك رمسيس الثاني يستقبل الضيوف من موقعه المهيب في البهو العظيم، فيما تلمع العيون إعجابًا بفخامة المكان ودقة التنظيم”.

أحد الزوار قال إن الدخول تم في دقائق معدودة رغم الزحام، مشيدًا بحسن الاستقبال واحترافية العاملين الذين جسدوا صورة حضارية تليق بعظمة مصر.

وأضاف آخر مبتسمًا وهو يضع باقة ورد أمام تمثال رمسيس: “جيت من السد العالي مخصوص.. الورد ده هدية لجدي رمسيس”

 في كلماتهم كان الشعور واحدًا: اعتزاز ببلدٍ تعيد كتابة مجدها في صرح ثقافي يليق بتاريخها الممتد منذ آلاف السنين.

أحد الزوار يهدي رمسيس الثاني بوكية ورد

وفي لقطة إنسانية لاقت إعجاب الحاضرين داخل المتحف الكبير، توقف أحد الزوار أمام تمثال الملك رمسيس الثاني حاملاً بين يديه باقة ورد حمراء، وضعها برفق عند قدمي الفرعون العظيم قائلاً بابتسامة فخر: “الورد ده هدية لجدي رمسيس.

الزائر جاء من محافظة أسوان خصيصًا لزيارة المتحف، مؤكدًا أن الرحلة الطويلة “تستحق كل لحظة”، وأنه شعر بالفخر والرهبة حين وقف أمام تمثال الملك الذي ظل شامخًا عبر آلاف السنين. المشهد البسيط تحول إلى رمز مؤثر للحب والوفاء للحضارة المصرية، حيث تجمع الزوار من حوله لتوثيق تلك اللحظة التي اختصرت مشاعر الانتماء والعزة في باقة ورد قدمت لعظيم لا يزال يلهم الأجيال.

67c98396a0.jpg
f8ab033549.jpg
bf7550b0bf.jpg
bc16df72aa.jpg
fbc741c470.jpg
662ea7380c.jpg
69b500ccd8.jpg
dda73bfff2.jpg
660eff8ed7.jpg
6c64b521c6.jpg
f1cab428df.jpg
7fb59dd70b.jpg
87c4fcd481.jpg
4ac5d171d8.jpg
d4d27c1255.jpg
8133797c15.jpg
6f7619ad02.jpg
2cadab81cd.jpg
aa94513dc5.jpg
2e0615c58c.jpg
458afadf8b.jpg
d04b4cc79a.jpg
7b39493356.jpg
99663d6cfb.jpg
bd78010559.jpg
80a791582b.jpg
17c0c9a8f0.jpg
4bdb178d34.jpg
4658349a32.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق