تصاعدت حدة المواقف في لبنان مع تزايد التوتر على الحدود الجنوبية، حيث شدّد النائب في كتلة حزب الله البرلمانية، حسين الحاج حسن، على أن الحزب "لن يستسلم ولن يتنازل"، مؤكداً أن بعض الأصوات اللبنانية "تستعجل الاستسلام وتقديم التنازلات، وهو ما لا مكان له في قاموس المقاومة"، بحسب تعبيره.
الحاج حسن: لا تفاوض قبل التزام العدو بوقف النار الكامل
وقال الحاج حسن من خلال تصريحاتة، إن "العدو الإسرائيلي مطالب بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما الانسحاب من النقاط الخمس، ووقف الاعتداءات اليومية، وإطلاق سراح الأسرى بلا مقابل"، مضيفاً:"حينها فقط يمكننا، كلبنانيين، مناقشة استراتيجية أمن ودفاع وطني لحماية البلد، لا أن نبدأ من نقطة (ي) قبل أن ننتهي من النقطة (أ)".
ومن جانبة انتقد النائب اللبناني "ازدواجية المعايير الدولية"، قائلاً إن "لبنان التزم باتفاق وقف الأعمال العدائية بالكامل، بينما إسرائيل لم تلتزم، ومع ذلك يطالب البعض بيروت بتقديم المزيد من التنازلات، دون أي ضغط على تل أبيب".
"الاغتيالات والتهديدات لن تكسر إرادتنا"
وأضاف الحاج حسن أن "الإسرائيلي والأميركي يعتقدان أن الاغتيالات والقصف يمكن أن يغيّرا موقف المقاومة، ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك"، مشدداً على أن "قرار حزب الله ثابت وحاسم، وأن المقاومة مستمرة في الدفاع عن سيادة لبنان مهما كانت الضغوط".
جشي: الموفدون الأميركيون يمارسون الضغط على لبنان فقط
وفي السياق ذاته، أكد النائب في كتلة حزب الله البرلمانية حسين جشي، أن الموفدين الأميركيين الذين يزورون بيروت "ليسوا وسطاء حقيقيين، بل يمارسون الضغط على لبنان دون أن يوجّهوا أي ضغط على إسرائيل".
وتساءل جشي: "إلى متى ستتعامل السلطة في لبنان مع الموفدين الأميركيين كوسطاء، في حين أن تصريحاتهم العلنية تؤكد انحيازهم الكامل لإسرائيل؟.
وأضاف أن "المبعوث الأميركي توم براك أعلن بوضوح أنه ليس في وارد الضغط على إسرائيل، بينما تواصل واشنطن تزويد الكيان الإسرائيلي بكل أدوات القتل والتدمير، وتمنحه الغطاء السياسي الكامل لما يقوم به في المنطقة".
"لبنان نفّذ التزاماته... ولا رهان على الأميركي"
وشدّد النائب جشي على أن "لبنان نفّذ كل ما هو مطلوب منه وفق اتفاق وقف إطلاق النار"، داعياً إلى "عدم الرهان على الولايات المتحدة باعتبارها شريكاً كاملاً للعدو"، ومطالباً باتخاذ "إجراءات وطنية وسيادية لحماية لبنان من أي عدوان محتمل.
مشهد سياسي مأزوم ومصير مفتوح على كل الاحتمالات
ويرى مراقبون سياسيون أن المواقف المتشددة الصادرة عن نواب حزب الله تعكس توجهاً واضحاً نحو التصعيد السياسي والإعلامي، في ظل ما يصفه الحزب بـ"الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة" على الحدود الجنوبية.
ويحذر خبراء في الشأن اللبناني من أن استمرار الجمود الدبلوماسي، وغياب الضغط الدولي المتوازن على إسرائيل، قد يدفع لبنان نحو مرحلة أكثر توتراً، خصوصاً إذا فشلت الجهود القائمة لاحتواء الموقف.
ومع تمسك حزب الله بموقفه الرافض لأي تنازل قبل التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار، يبقى مصير لبنان معلقاً بين منطق المقاومة ومنطق التسوية، في انتظار ما ستؤول إليه التحركات الإقليمية والدولية خلال الأسابيع المقبلة.













0 تعليق