تصدَّر دوي القصف المدفعي مساء اليوم أجواء شرق حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، وسط أنباء عن أضرار مادية ومخاوف متزايدة من سقوط ضحايا بين المدنيين.
تأتي هذه الحادثة الجديدة في خضم اتهامات متكررة بانتهاك التهدئة القائمة منذ 11 أكتوبر، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الأطراف على الالتزام بالتفاهمات دون خرق ميداني.
خرق الهدنة يتجسّد على أرض الواقع
قال وكالة أنباء وفا إن القذائف تركزت على الأحياء الشرقية من الشجاعية، في مناطق مأهولة بالسكان، وسط دوي انفجارات عنيفة هزّت البنايات المجاورة.
وأكد شهود عيان أن نوافذ عدة منازل تحطّمت، وأن أضرارًا لحقت بالبنى التحتية على غرار خطوط المياه والكهرباء.
مصادر طبية تقول إن سيارات الإسعاف خرجت مسرعة نحو مواقع القصف، بينما لا توجد حتى اللحظة إحصائيات رسمية بعدد الضحايا أو الإصابات.
هذا القصف المدفعي ليس الأول من نوعه منذ بدء سريان التهدئة، إذ سبق أن وردت تقارير عن إطلاق نيران كثيف في مناطق مثل الزّيتون والشجاعية، رغم الاتفاقات المعلنة لوقف إطلاق النار.
سجل مآسي الشجاعية والمناطق المحيطة
منذ انطلاق العمليات العسكرية الموسعة على غزة، صارت الشجاعية منطقة محورية في الصراع، إذ شهدت في مناسبات عدّة توغّلات برية، قصف جوي ومدفعي، فضلاً عن عمليات تدمير للمنازل.
في حادثة مماثلة أُعلنت في 15 أكتوبر، قُتل فلسطينيان جراء قصف استهدف تجمعًا مدنيًا في حي الشجاعية، بينما اعتُقل 24 آخرون في مناطق متفرقة من القطاع.
وأيضًا في 31 أكتوبر، أفادت وكالة “وفا” بمقتل شاب وإصابة شقيقه إثر إطلاق نار من القوات الإسرائيلية في الحيّ ذاته، رغم أن التهدئة كانت مفترضة آنذاك.
تداعيات إنسانية متصاعدة
الهجمات المتكررة تكبّل جهود الإغاثة والتعافي، خصوصًا في ظل الحصار المفروض على غزة والذي يحدّ من وصول الإمدادات ووسائل الإنقاذ.
كما أن تكرار خرق الهدنة، حتى على مستويات محلية، يزرع رعبًا دائمًا في نفوس السكان الذين يعيشون بين الخوف من القصف المدفعي وعدم الثقة في السلطة القتالية.
من جانب آخر، تستمر المنظمات الدولية في التحذير من الوضع الإنساني الخطير جراء تراجع قدرة المستشفيات على العمل، نقص الأدوية، وتضرّر البنية التحتية.
مصادر إعلامية تشير إلى أن إسرائيل كثّفت عمليات هدم المنازل في خان يونس وأحياء غزة الأخرى، ما يعكس توسعًا في نمط العنف رغم فرض الهدنة.
انتظار التوضيح الرسمي
ولم تُصدر حتى اللحظة، الجهات العسكرية الإسرائيلية أو الجهات الرسمية في غزة بيانات مفصلة تتعلق بالقصف الأخير.
مراقبون يرون في القصف المستمر خرقًا ظاهرًا للتفاهمات، وقد يُستخدم ورقة ضغط في مفاوضات إطلاق الأسرى أو في إعادة فتح المعابر.
مع ذلك، المطلوب الآن هو تحقيق شفّاف وتقارير ميدانية دقيقة تحدد المسؤولية، وتُطالب بحماية المدنيين، والضغط الدولي على الأطراف لعدم استخدام الهدنة كغطاء لعمليات عسكرية.


















0 تعليق