كولومبيا ون: القاهرة في عهد السيسي أصبحت محور الانفتاح الكولومبي على الشرق الأوسط

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وصفت صحيفة “كولومبيا ون” زيارة الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو إلى مصر ومحادثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنها "لحظة استراتيجية في مسار الدبلوماسية الكولومبية"، التي تسعى إلى توسيع نطاق تحركاتها خارج حدود أمريكا اللاتينية، وتعزيز حضورها على الساحة الدولية من بوابة الشرق الأوسط.

وفي تقرير موسع عن الجولة الرسمية للرئيس الكولومبي في المنطقة، أوضحت الصحيفة أن بيترو وضع أمامه هدفين رئيسيين خلال زيارته إلى القاهرة: أولًا، تعزيز العلاقات السياسية والتجارية والاستثمارية مع مصر؛ وثانيًا، تأكيد التزام بلاده بدعم مساعي السلام في فلسطين.

وأضافت: "تمثل هذه الزيارة لحظة استراتيجية في الدبلوماسية الكولومبية، التي تسعى إلى توسيع نطاقها خارج أمريكا اللاتينية وفتح صادراتها التجارية أمام أسواق جديدة، بعد أشهر من الضغوط الدبلوماسية من الولايات المتحدة".

وأشارت إلى أن الرئيس الكولومبي، وبعد زيارته الأخيرة للسعودية، وصل إلى القاهرة على أن يتوجه لاحقًا إلى قطر، حيث تلعب الدوحة دور الوسيط في المفاوضات بين الحكومة الكولومبية وجماعة "كلان ديل جولفو" المسلحة.

اتفاقيات تعاون واسعة مع القاهرة

وأبرزت الصحيفة أن بيترو وقع خلال زيارته إلى مصر مجموعة من الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين، ولا سيما في مجالات صناعة النسيج والطاقة النظيفة والتكنولوجيا.

وأوضحت أن التحالف الجديد بين بوغوتا والقاهرة يشمل استخدام القطن المصري عالي الجودة في صناعة الأقمشة الفاخرة داخل كولومبيا، عبر استثمارات مشتركة من شركات كولومبية وعربية. 

ونقلت عن الرئيس الكولومبي قوله: إن المبادرة "ستجلب أقمشة فاخرة إلى كولومبيا لتصنيع ملابس عالية الجودة"، متوقعًا أن تؤدي إلى "زيادة كبيرة في فرص العمل".

كما أعلن بيترو أن بلاده ستشارك في مشروع مشترك لإنتاج الألواح الشمسية وتطوير الطاقة النظيفة بالتعاون مع شركات مصرية، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات "تمثل فرصة حقيقية لتنويع الصادرات الكولومبية وجذب رأس المال الأجنبي، مع تحقيق استفادة متبادلة للطرفين من خلال نقل التكنولوجيا والتكامل الصناعي".

مواقف من أزمات السودان ونهر النيل

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، نقلت الصحيفة عن الرئيس الكولومبي تأكيده أن بلاده "ستتصرف بحكمة بالغة" في ما يتعلق بالصراع الدائر في السودان، وكذلك في قضية مياه نهر النيل بين مصر وإثيوبيا، معتبرًا أن "النهر يفقد قدرته على الاحتفاظ بالمياه العذبة بسبب أزمة المناخ، في وقت يتزايد فيه عدد السكان إلى نحو 150 مليون نسمة".

ولفتت إلى أن بيترو شدد على أن حكومته ستواصل ملاحقة المرتزقة الكولومبيين المشاركين في النزاعات المسلحة، مؤكدًا تنسيقًا وشيكًا بين الشرطة الكولومبية ونظيراتها في مصر والدول العربية لمكافحة مافيات تهريب المخدرات.

التزام كولومبيا بإعادة إعمار غزة

وحول القضية الفلسطينية، رأت الصحيفة أن أحد أبرز الجوانب الدبلوماسية في الزيارة تمثل في إعلان بيترو مشاركة بلاده في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، بعد عامين من الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي.

وأشارت إلى ما كتبه الرئيس الكولومبي على حسابه الرسمي، معلنًا أن بلاده "ستساعد من خلال الدولة والمجتمع في توفير الأطراف الاصطناعية للأطفال والبالغين في غزة، باستخدام أحدث تقنيات الميكاترونيات والطباعة ثلاثية الأبعاد".

وأضافت أن هذا الالتزام يتماشى مع انتخاب كولومبيا مؤخرًا عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو ما اعتبرته تطورًا يمنحها مساحة دبلوماسية أكبر ويعزز دورها في القضايا الإنسانية والسلام.

توجه دبلوماسي جديد نحو الشرق الأوسط

وقالت الصحيفة إن زيارة بيترو إلى مصر والسعودية وقطر تشكل خطوة عملية في التحول الدبلوماسي لكولومبيا، التي كانت علاقاتها الاقتصادية تتركز في السابق على الولايات المتحدة وأوروبا ودول أمريكا اللاتينية.

ومع الانفتاح الجديد على الشرق الأوسط، ترى الصحيفة أن أمام كولومبيا فرصًا واعدة لتنويع صادراتها، وجذب الاستثمارات، وتوسيع حضورها الدبلوماسي على الساحة العالمية، مع أداء دور أكثر فاعلية في القضايا الإنسانية والدولية، ولا سيما ما يتعلق بفلسطين.

وذكرت الصحيفة في هذا السياق بأن بيترو كان من أوائل قادة العالم الذين وصفوا العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها "إبادة جماعية"، وأن بلاده لا تقيم في الوقت الراهن أي علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق