الفريق إبراهيم ألماظ: "الآن تبدأ المعركة" فى السودان.. بعد خمسمائة يوم من حصار الفاشر (حوار)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

في حواره مع “الدستور”، كشف الفريق إبراهيم الماظ، مستشار حركة العدل والمساواة السودانية في القاهرة، تفاصيل غير مسبوقة حول كواليس الصراع في إقليم دارفور وما تشهده مدينة الفاشر من حصار ومعارك متواصلة منذ أكثر من خمسمائة يوم.

تحدث ألماظ بصراحة عن خلفيات عبارته الشهيرة "من الآن تبدأ المعركة"، موضحًا أنها كانت نداءً وطنيًا لحماية السودان من التمزق. 

كما تناول الحديث الاتهامات الموجهة لدول إقليمية بالتدخل المباشر في الصراع، والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها المدنيون داخل الفاشر.

وتطرق الحوار أيضًا إلى ما وصفه بـ"المؤامرة الدولية" التي تستهدف تفكيك الدولة السودانية، ودور الإعلام والمجتمع الدولي في التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية، مؤكدًا أن انسحاب الجيش الأخير من الفاشر كان قرارًا استراتيجيًا لتجنب مجازر أكبر.

نص الحوار:

 الفريق ألماظ، ما المقصود بعبارتكم الشهيرة "من الآن تبدأ المعركة"؟
لم تكن تلك الجملة شعارًا أو تهديدًا، بل نداء تعبئة وطنية، طلبت حينها من الرئيس ألا يُغلق باب الاستنفار، لأن السودان كان يحتاج لقوة لا تقل عن خمسة ملايين مقاتل لحماية حدوده وسيادته، وكنا نرى أن الخطر أكبر من أن يُواجه بجيش محدود.

كيف تصفون ما يحدث الآن في السودان، وخاصة في إقليم دارفور؟
ما يجري لم يعد صراعًا داخليًا محدودًا، بل أصبح هجمة ممنهجة على الدولة ومؤسساتها، في دارفور وقعت جرائم لا يمكن وصفها، مثل دفن خمسة عشر ألفًا من أبناء قبيلة النسّاتية أحياء، إنها جريمة لم يعرفها التاريخ الحديث.

ماذا عن الأوضاع داخل مدينة الفاشر؟
الفاشر اليوم ترمز للصمود، هي محاصرة من خمس جهات منذ أكثر من خمسمائة يوم، تتعرض يوميًا لهجمات بثلاثمئة عربة مسلحة، ومع ذلك لم تسقط، أهلها رجالًا ونساءً وأطفالًا يقاتلون بشجاعة نادرة.

يعيش الناس هناك مأساة حقيقية، انقطعت المياه والكهرباء، وبلغ سعر كيس الدقيق ستة ملايين جنيه سوداني، وبعضهم اضطر لأكل الحيوانات من شدة الجوع.

ذكرتُم أن الهجمات مدعومة خارجيًا.. من أين يأتي هذا الدعم؟
نعم، هذا ما نقوله منذ البداية، هناك تحالف جغرافي بين المرتزقة والداعمين الإقليميين، طائرات مسيّرة تُدار من غرف عمليات خارج السودان، والمعركة لم تكن متكافئة على الإطلاق، فقد استُخدمت ضدنا أسلحة متطورة لا يملكها أي طرف داخلي.

كيف تنظرون إلى انسحاب الجيش السوداني من الفاشر؟
كان انسحابًا تكتيكيًا وإنسانيًا في الوقت نفسه، القيادة العسكرية رأت أن استمرار القتال داخل المدينة سيؤدي إلى إبادة جماعية مؤكدة، لذلك فُضّل الانسحاب حفاظًا على حياة المدنيين، وليس تراجعًا عن الموقف العسكري.

ما أبرز المآخذ على الموقف الدولي تجاه ما يجري؟
الموقف الدولي متأخر وضعيف، العالم كله رأى الهجوم على مستشفى الولادة السعودي في الفاشر، الذي راح ضحيته أكثر من خمسمائة مدني ومريض، ومع ذلك لم يتخذ موقفًا حازمًا، المملكة العربية السعودية أدانت الجريمة بشدة، لكنها كانت من الأصوات القليلة التي تحدثت بوضوح، للأسف، هناك من يتواطأ بالصمت.

كيف ترون مستقبل السودان بعد هذه الحرب؟
رغم كل الألم، السودان لن يُكسر، ما رأيناه من صمود الشعب في الفاشر وفي ولايات أخرى يؤكد أن روح السودان ما زالت حية، لكننا بحاجة إلى مشروع وطني موحد، يعيد بناء الثقة بين المكونات، ويضع حدًا للتدخلات الخارجية التي مزقت البلاد.

ما رسالتكم الأخيرة؟
رسالتي للعالم: لا تنظروا إلى ما يحدث في السودان كحرب أهلية فقط، بل كمحاولة منظمة لتدمير دولة بأكملها، وللسودانيين أقول: وحدتكم هي السلاح الحقيقي الذي يمكن أن ينقذ السودان من السقوط.

 

أقرأ أيضًا: 
بعد فظائع الفاشر.. تحركات دولية متصاعدة لمحاسبة ميليشيا الدعم السريع

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق