ترامب يلمّح مجدداً لولاية ثالثة رغم الحظر الدستوري
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال الجدل السياسي في واشنطن بعد تصريحاته الأخيرة التي لمح فيها إلى رغبته في خوض ولاية رئاسية ثالثة، رغم الحظر الدستوري الصريح الذي يمنع أي رئيس من تولي المنصب لأكثر من فترتين.
ورصدت بلومبرج- في تحليل سياسي، قول ترامب في لقاء صحفي يوم 27 أكتوبر على متن الطائرة الرئاسية: «أحب أن أفعل ذلك»، في إشارة إلى إمكانية ترشحه مجدداً، وهو ما قوبل بحماس من مؤيديه، خاصة أنه دأب على التلميح لتلك الفكرة في تجمعاته الانتخابية السابقة.
حدود التعديل الدستوري.. والعقبة أمام ترامب
ينص التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي على أنه «لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين»، وهو ما يجعل أي محاولة من ترمب لتولي ولاية ثالثة انتهاكاً واضحاً للدستور.
وقد أُقر هذا التعديل في عام 1947 عقب فوز الرئيس فرانكلين روزفلت بأربع ولايات متتالية، وأصبح منذ ذلك الحين قاعدة ثابتة في النظام السياسي الأمريكي.
ورغم ذلك، يرى بعض المحافظين أن النص يمنع "الانتخاب" فقط ولا يمنع "تولي المنصب"، ما يفتح باب الجدل القانوني حول إمكانية التفاف ترمب على التعديل بطرق غير مباشرة.
مقترحات سياسية لتغيير القاعدة
في يناير الماضي، طرح النائب الجمهوري آندي أوغلز مشروع تعديل دستوري يسمح بانتخاب رئيس سابق لولاية ثالثة في حال كانت ولايتاه السابقتان غير متتاليتين، في خطوة يرى البعض أنها مصممة خصيصاً لصالح ترمب.
لكن مراقبين أكدوا أن تمرير تعديل كهذا يتطلب موافقة ثلثي مجلسي الكونغرس، وهو أمر شبه مستحيل في ظل الانقسام السياسي الحالي ورفض الديمقراطيين القاطع لأي محاولة لإعادة صياغة فترات الحكم.
طريق غير تقليدي.. ترامب كنائب رئيس؟
من بين الأفكار المثيرة التي ناقشها بعض أنصار ترامب، احتمال ترشحه كنائب رئيس لمرشح آخر، ثم توليه المنصب في حال فوز الحملة وتنحي الرئيس المنتخب.
ورغم أن الفكرة تثير جدلاً قانونياً واسعاً، فإن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الدستور لا يمنع ذلك بشكل صريح. ومع ذلك، استبعد ترمب بنفسه هذا السيناريو، قائلاً: «الناس لن يعجبهم ذلك، ولن يكون صحيحاً».
العقبة العمرية وهاجس المستقبل
في ظل بلوغ ترمب 79 عاماً، تثار تساؤلات حول قدرته الصحية والذهنية على الاستمرار في الحكم، خاصة بعد انسحاب جو بايدن، الذي كان في سن 81 عاماً، من انتخابات 2024 بسبب تراجع أدائه ومخاوف الناخبين من عمره.
وبينما لا يوجد حد أقصى لعمر الرئيس في القانون الأمريكي، فإن العامل الزمني قد يصبح تحدياً حقيقياً أمام أي محاولة مستقبلية لترمب للعودة إلى البيت الأبيض.
المختصر
ترمب لا يخفي طموحه في العودة إلى الحكم لولاية ثالثة، لكنه يواجه جداراً دستورياً صلباً يصعب تجاوزه دون تعديل قانوني شامل.
ورغم وجود مقترحات سياسية ومسارات غير تقليدية مثل خوض الانتخابات كنائب أو عبر رئاسة مجلس النواب، تبقى هذه السيناريوهات نظرية ومعقدة التنفيذ.
وبينما يرى البعض أن تصريحات ترمب جزء من استراتيجيته الدعائية لجذب مؤيديه، يؤكد آخرون أنه بالفعل يختبر حدود الدستور الأمريكي في معركة سياسية قد تعيد تشكيل مفهوم السلطة في الولايات المتحدة.
















0 تعليق