الكاتب الجزائري فيصل الأحمر: المتحف الكبير احتفال بالحياة وتأكيد على الخلود (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عبر الكاتب، الأكاديمي الجزائري، فيصل الأحمر، عن فخره وسعادته، لكونه يشهد لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير

وقال “الأحمر” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: أشعر بكثير من الفخر وأنا أعيش هذه اللحظة  بصفتي مثقفا معنيا بما يحدث في الشرق، في الجزء الجنوبي من العالم، وفي بلاد أشعر دوما وأنا أزورها بأنها بلادي وليست بلدا أعبر حدودا ما لأجل بلوغه. 

سعيد جدا بكوني شاهدا على هذه اللحظة الحاسمة في تاريخنا، لحظة تاريخية فارقة للثقافة العالمية، إذ تعلن مصر بفخر عن الافتتاح الرائع للمتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة.

المتحف المصري الكبير يجسد إيمان مصر بأن التراث المصري القديم كنز ثمين

 وأضاف “الأحمر”: الجميل والأكثر إدهاشا وإثارة بالنسبة إلي هو أن يقع هذا المشروع الثقافي غير المسبوق على بُعد مسافة قصيرة من الأهرامات العظيمة، ويجسد إيمان مصر الراسخ بأن التراث المصري القديم كنز ثمين لا يعوض ولا يتكرر، ليس فقط لشعبها، بل للإنسانية جمعاء.


يقف المتحف المصري الكبير شاهدًا عظيمًا على حضارة غنية لا تزال رموزها وابتكاراتها وحكمتها الخالدة ترسم كثيرا من المعاني والمعالم بعد آلاف السنين من لحظة نشوئها. برؤية تتجاوز الحدود الوطنية، يُرسخ المتحف مكانة مصر بين الدول الرائدة في العالم - تلك التي تحمي التاريخ بينما ترسم بجرأة مسار المستقبل. إنه يعكس القناعة بأن المتاحف ليست مجرد أماكن للتأمل في الماضي، بل منارات ديناميكية تُلهِم الحوار العالمي والإبداع المستقبلي.

مصر تعطي دروسا من خلال المتحف المصري الكبير

ولفت “الأحمر” إلي: ومن بين ما استوقفني بشدة وانا أتابع بفرح تفاصيل المشروع الذي بدأ منذ فترة طويلة، والذي تم تسييره بحكمة وقوة وجسارة، استوقفتني الإنجازات التقنية الاستثنائية للمتحف؛ فالتطورات التقنية هي المحك الأساسي في عصرنا؛ عصر العولمة حيث يهيمن الناس تقنيا ثم ثقافيا. فالتحدي الذي نسميه الأمن القومي هو تحدٍّ تقني بالدرجة الأولى. وهذا درس يبدو أن مصر قد فهمته وهي مستعدة لتقديم دروسه اليوم للغير. دروس في مدرسة جديدة هي المتحف الأكبر.


يعكس اختيار موقعه - المحاذي للأهرامات والمصمم ليتناغم مع المناظر الطبيعية المحيط، ليطل على تاريخ العالم من علٍ – حقيقة ومجازا- وكل ذلك وسط براعة فائقة في الهندسة المعمارية. وكان من أبرز معالم هذا المشروع النقل الرائع لتمثال رمسيس الثاني الضخم، الذي تم نقله ووضعه بعناية كنقطة محورية بُني المتحف حولها. علاوة على ذلك، تمثل مختبرات الترميم ذات البارامترات التقنية العالمية في المتحف المصري الكبير أحدث مرافق صيانة التراث في المنطقة، وتعمل وفقًا لأحدث المعايير العلمية الدولية. وإن هذا والله لمصدر فخر لكل عربي مشرقي إفريقي جنوبي عالمثالثي.

المتحف المصري الكبير احتفال بالحياة وتأكيد على الخلود

 واختتم “الأحمر” مشددا علي: المتحف المصري الكبير ليس مجرد تكريم للماضي؛ إنه احتفال بالحياة وتأكيد على الخلود. إنه يُعيد تعريف الدور المعاصر للمتاحف - رافضًا التصورات القديمة عنها كمجرد مستودعات صامتة لبقايا أثرية. هنا، يتحدث التاريخ بحيوية. تزدهر المعرفة وتنفض الغبار عن نفسها.وتستمر روح الابتكار التي بنت حضارة استثنائية في إلهام الأجيال.


اليوم، وبينما تُقدم مصر هذه الهدية للعالم، يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه، فاتحًا بذلك فصلًا جديدًا في قصة الإنسانية الثقافية المشتركة. ولكنا شهود نشهد بأن مصر العظيمة قد أبدعت كعهدنا بها فادخلوا (متحف) مصر آمنين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق