شهدت ولايتا سمنغان وبلخ في شمال أفغانستان واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد خلال السنوات الأخيرة، بعدما اهتزت الأرض بقوة زلزال أفغانستان بلغت 6.3 درجة على مقياس ريختر، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية في القرى والمناطق الجبلية المتضررة.
الهزة الأرضية التي وقعت فجر اليوم أحدثت حالة من الذعر بين السكان، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى بنية تحتية مقاومة للزلازل، في وقت هرعت فيه فرق الإنقاذ للبحث عن ناجين بين الأنقاض وسط صعوبة في الوصول إلى القرى المنكوبة بسبب تضرر الطرق وانقطاع الاتصالات.
مشاهد مأساوية ومعاناة إنسانية متفاقمة
وأكد مسؤولون محليون أن حصيلة ضحايا زلزال أفغانستان مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، مشيرين إلى أن العديد من الأسر لا تزال محاصرة تحت ركام منازلها.
وشهدت بعض القرى انهيارات أرضية جزئية بسبب طبيعة التضاريس الجبلية، ما زاد من حجم الدمار وعرقل تحرك سيارات الإسعاف والفرق الطبية.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، قال أحد المسؤولين إن الزلزال كان “مدمرًا بكل المقاييس”، لافتًا إلى أن السلطات تعمل بالتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية لإرسال مساعدات عاجلة تشمل خيامًا ومواد غذائية وأدوية إلى المتضررين، خاصة في المناطق التي فقدت خدمات الكهرباء والمياه.
تحذيرات من هزات ارتدادية وجهود لاحتواء الأزمة
من جانبها، حذرت هيئة الأرصاد الأفغانية من احتمال وقوع هزات ارتدادية قوية خلال الساعات المقبلة، داعية المواطنين إلى توخي الحذر والابتعاد عن المباني المهددة بالانهيار.
كما أصدرت الحكومة المحلية تعليماتها بإخلاء عدد من القرى القريبة من مركز زلزال أفغانستان تحسبًا لأي طارئ.
وبالتزامن، أعلنت الفرق الطبية والإغاثية عن إنشاء مراكز مؤقتة لعلاج المصابين وتوزيع الإمدادات، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات إنسانية كبيرة جراء محدودية الإمكانات وضعف البنية التحتية بعد عقود من النزاعات.
العالم يتضامن ومطالب بتدخل دولي عاجل
أثارت الكارثة الأخيرة موجة تضامن دولية واسعة، حيث أعربت الأمم المتحدة وعدد من الدول المجاورة عن تعازيها للشعب الأفغاني واستعدادها لتقديم المساعدة الفورية.
ودعت منظمات الإغاثة العالمية إلى تحرك عاجل لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني، محذرة من تفاقم الأوضاع مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء، مما يزيد من معاناة العائلات التي فقدت منازلها ومصادر رزقها.
0 تعليق