قال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إن الملك توت عنخ آمون يظل شخصية محيرة واستثنائية منذ اكتشاف مقبرته، مشيرًا إلى أن القصة بدأت عام 1907 حيث عُثر آنذاك على رقائق ذهبية داخل المقبرة رقم 58 تحمل اسم الملك توت عنخ آمون، لتبدأ منذ تلك اللحظة رحلة البحث عن مقبرته الغامضة.
وأوضح، خلال لقاء ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أنه في عام 1909 تأكدت المعلومة وهو ما دفع كارتر لمواصلة البحث حتى وقعت الصدفة التاريخية عام 1922 على يد الطفل المصري حسين عبد الرسول، الذي اكتشف مدخل المقبرة أثناء توصيله المياه في الوادي.
وأضاف أن المقبرة كانت الوحيدة المكتشفة كاملة بكنوزها الذهبية التي لا مثيل لها، وتضمنت قطعًا أثرية نادرة تُظهر براعة المصريين القدماء في الصناعة، منها الخنجر المصنوع من الحديد النيزكي، والقناع الذهبي الشهير، والتابوت الذهبي الذي يزن نحو 110 كيلوجرامات، إضافة إلى حلي وأوانٍ من الألباستر يصل سُمك بعضها إلى ثلاثة مليمترات فقط، في دليل على دقة الصنعة التي تجاوز عمرها خمسة آلاف وثلاثمائة عام.
وكشف للمرة الأولى عن الرقم الدقيق لمجموعة توت عنخ آمون، موضحًا أن عددها يبلغ خمسة آلاف وتسعمائة وواحدة وخمسين قطعة أثرية، تم تسجيلها تحت خمسة آلاف وخمسمائة وخمسة وعشرين رقمًا متحفيًا بالمتحف المصري الكبير، لافتًا إلى أن بعض القطع تُسجل كرقم واحد رغم أنها مكوّنة من جزأين، مثل الأواني والأغطية أو التوابيت بأجزائها المختلفة.
وأشار إلى أن عملية نقل القطع الأثرية من مواقعها الأصلية في الأقصر والبر الغربي ومتحف التحرير تمت وفق منظومة علمية دقيقة شارك فيها فريق كبير من الأثريين والمهندسين والمرممين، بإشراف المجلس الأعلى للآثار، وتم خلالها إعداد محاضر استلام رسمية ووصف دقيق لحالة كل قطعة قبل النقل وبعده.
وأوضح أن التوثيق يتم باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية مثل التصوير الفوتوجرافي والفيديو والليزر سكان والفوتوجرامترية، لضمان حفظ نسخة رقمية دقيقة من كل قطعة، تمكن الفريق من الرجوع إليها في أي وقت عند الحاجة، مؤكدًا أن هذه التقنيات الحديثة أحدثت طفرة في دقة العمل مقارنة بما كان متاحًا قبل نحو 18 عامًا.














0 تعليق