السبت 01/نوفمبر/2025 - 03:21 م 11/1/2025 3:21:52 PM
مشهد تاريخي يعيد للأذهان أمجاد المصريين القدماء، تشهدت مصر والعالم خلال ساعات افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الذي وصفه المراقبون بأنه " ولادة جديدة للحضارة على أرض الجيزة " لم يكن الاحتفال مجرد تدشين لأكبر متحف أثري في العالم، بل إعلانًا واضحًا بأن مصر استعادت عرشها كقوة حضارية وثقافية عالمية
منذ 30 يونيو 2013 وحتى اليوم، لم تشهد مصر فرحة كتلك التي عمت شوارعها وملأت قلوب أبنائها، فرح المصريون بافتتاح قناة السويس الجديدة، وصعود المنتخب الوطني للمونديال مرتين، وفرح بافتتاح مشروعات القومية الكبرى وانجازات حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات العشر الاخيرة
لكن جاءت فرحة المتحف المصري الكبير مختلفة - فرحة فخر وواعتزاز بهوية - تمزج بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر، وتبشر بمستقبل يليق بعظمة هذه الأرض.
لقد تحولت منطقة الأهرامات إلى منصة عالمية مفتوحة تجمع القادة والرؤساء وملوك العالم، في مشهد يليق بتاريخ مصر ومكانتها. الحدث جذب اهتمامًا إعلاميًا غير مسبوق؛ فالشاشات العالمية، والمراسلون من مختلف القارات، والنجوم وصناع القرار جميعهم اجتمعوا ليشهدوا ميلاد "بوابة الألفية الثالثة "
لقد امتلأت المنصات الرقمية بصور المتحف وإطلالته المهيبة على أهرامات الجيزة، لتتصدر مصر الترند العالمي وتثبت مجددًا أن قوتها الناعمة قادرة على إبهار العالم كلما أرادت.
وراء هذا الصرح العملاق قصة كفاح وإصرار وقيادة واعية، فالمتحف لم يكن مجرد مشروع هندسي، بل رمز لإرادة دولة لا تعرف المستحيل
على مدار سنوات واجه المشروع تحديات مالية وتقنية، لكنه شق طريقه بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليخرج اليوم كأكبر متحف أثري متكامل في التاريخ الحديث.
إطلالة المتحف على الأهرامات ليست مصادفة، بل رسالة بصرية قوية تؤكد أن مصر الجديدة تبني حاضرها بعزيمة الأجداد ذاتها التي شيدت الأهرامات قبل آلاف السنين.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مخزن للآثار، بل هو جسر بين الماضي والمستقبل، ورسالة خالدة بأن مصر كانت ولا تزال منارة الإبداع الإنساني.
يضم المتحف أكبر عرض في العالم لمجموعة الملك الذهبي " توت عنخ آمون " كاملة في مكان واحد ولأول مرة منذ اكتشافها، داخل قاعات عرض تعتمد أحدث تقنيات الإضاءة والعرض التفاعلي، هذه اللحظة لا تمثل إنجازا أثريًا فقط، بل اكتمالًا لقصة اكتشاف غيرت وجه علم الآثار إلى الأبد
لن يكون المتحف المصري مجرد وجهة سياحية، بل مركزا ثقافيا وبحثيا عالميا، يعزز مفهوم السياحة الثقافية، ويفتح آفاقًا جديدة أمام الاقتصاد المصري من خلال دعم السياحة النوعية التي تدمج بين التاريخ والحداثة.
فمصر اليوم لا تحتفل بحدث، بل تدشن فصلًا جديدًا في تاريخها، يؤكد أن ما بدأته قبل سبعة آلاف عام من بناء الأهرامات، يتجدد الآن بروح العلم والإبداع والهوية المصرية.

















0 تعليق