تراجع أسعار النفط للشهر الثالث| الأسواق العالمية تحت ضغط الطلب البطيء والإمدادات

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد اقتصادي تتقاطع فيه السياسة بالطاقة، تواصل أسعار النفط رحلة الهبوط التي تبدو بلا استقرار، فبين تباطؤ الطلب العالمي ووفرة الإمدادات، تعيش الأسواق حالة ترقب حذرة أشبه برقصة توازن على حافة الهاوية. 

أسعار النفط العالمي اليوم 

لم تفلح المكاسب الطفيفة في ختام أكتوبر في تهدئة القلق، إذ لا تزال المخاوف الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية تُلقي بظلالها على سوق الذهب الأسود، الذي كان يومًا عنوان القوة أصبح اليوم مرآة للاضطراب.

استمرار للهبوط الممتد منذ ثلاثة أشهر متتالية

واختتمت أسعار النفط تعاملات شهر أكتوبر على تراجع للشهر الثالث على التوالي، رغم تسجيلها ارتفاعًا طفيفًا في آخر جلسات الأسبوع، لتظل التقلبات هي السمة الأبرز في الأسواق العالمية للطاقة.

وأنهى خام برنت تداولاته بزيادة طفيفة بلغت 0.11% ليغلق عند 65.07 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.68% ليسجل 60.98 دولارًا للبرميل، لكن هذه المكاسب الهامشية لم تُخفِ الخسائر الشهرية، إذ تراجع برنت بنسبة 2.9%، والخام الأمريكي بنسبة 2.23%، في استمرار للهبوط الممتد منذ ثلاثة أشهر متتالية.

وجاءت هذه التراجعات وسط حالة من التذبذب الحاد بعد تداول أنباء عن احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لفنزويلا، وهو ما دفع الأسعار للصعود مؤقتًا قبل أن تتراجع مجددًا عقب نفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتلك التقارير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لفنزويلا

وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة “برايس فيوتشرز جروب”، إن الأسواق "تفاعلت بعنف مع الأنباء الأولية حول الهجوم المحتمل، وإن تنفيذ أي تحرك عسكري في عطلة نهاية الأسبوع قد يدفع الأسعار للارتفاع بقوة مطلع الأسبوع التالي".

وفي الوقت نفسه، واصل الدولار الأمريكي صعوده ليقترب من أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر أمام سلة من العملات العالمية، مما جعل السلع المقومة بالدولار – وعلى رأسها النفط – أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.

وأضافت البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين مزيدًا من القلق، إذ أظهر مسح رسمي انكماش قطاع التصنيع للشهر السابع على التوالي خلال أكتوبر، ما زاد الضغوط على الطلب العالمي على الطاقة.

أما على صعيد الإمدادات، فكشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج الولايات المتحدة بلغ مستوى قياسيًا جديدًا عند 13.8 مليون برميل يوميًا في أغسطس، بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميًا مقارنة بالتقديرات السابقة.

وفي تطور لافت، أعلن ترامب أن الصين وافقت على شراء الطاقة من الولايات المتحدة، بما في ذلك النفط والغاز من ولاية ألاسكا، غير أن محللين شككوا في قدرة تلك الصفقة على تحفيز الطلب الصيني في المدى القريب.

وتتجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع تحالف “أوبك+” المرتقب غدًا، amid توقعات بزيادة محدودة في الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من ديسمبر، في ظل استمرار الخلافات داخل التحالف حول مستويات الضخ المناسبة.

ويرى محللون أن مستقبل أسعار النفط في المرحلة القادمة سيظل مرهونًا بقرارات “أوبك+”، إلى جانب تحركات الاقتصاد الصيني، واتجاهات الدولار، واستمرار التوترات الجيوسياسية التي تجعل سوق الطاقة أكثر حساسية من أي وقت مضى.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق