اكد اللواء أيمن عبد المحسن الخبير العسكري والاستراتيجي، ان الشواهد المرصودة الى تعمد انتهاج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير لسياسات سلبية تستهدف إفشال المرحلة الثانية من خطة ترامب ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ، وذلك من خلال تعمد عرقلة استئناف المفاوضات وتنفيذ بنود انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع والبدء لإعادة الإعمار وتشكيل القوات الدولية لنشرها فى القطاع ويتعمد ابقاء الخطة رهينة الجمود.
"نتنياهو" يختلق الحجج والذرائع لتوظيف ذلك لخدمة أهدافه الخاصة والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومى
وأضاف "عبد المحسن" في تصريح لـ"الدستور" أن اتهام حماس بتأخير تسليم الجثامين والخلاف على هوية جثمان أحد الرهائن — والتي تستلزم معدات هندسية ثقيلة للبحث عن الجثث نظرًا لتواجدها في مناطق تعرضت لقصف شديد وتدميرها — يأتي في محاولة من "نتنياهو" لاختلاق حجج وذرائع لتوظيف ذلك لخدمة أهدافه الخاصة والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي اليميني المتشدد واستمراره في منصبه كرئيس وزراء، وذلك في ظل ما تفرضه المرحلة الثانية من تنازلات جوهرية تطيح بالتماسك الحكومي.
وأكد الخبير الاستراتيجي على أن استمرار تنفيذ خطة ترامب ومخرجات شرم الشيخ مرهون بالتنسيق المصري الأمريكي في ذات الشأن، لأن أي خلل في هذا التنسيق سيعيد المنطقة إلى نقطة الصفر والعودة للحرب، وهو ما لن تسمح به الدولة المصرية.
وأوضح اللواء أيمن عبد المحسن أن القاهرة قامت وتقوم بدور دبلوماسي محوري لتوحيد الصف الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، والاتفاق على رؤية وطنية موحدة لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
حماية المشروع الوطني الفلسطيني
وأشار إلى أن هذا الجهد انعكس في بيان الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة يوم الجمعة الماضي، والذي يتضمن في أبرز بنوده التوافق على دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، والدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكافة القوى الفلسطينية والاتفاق على بناء موقف وطني موحد إزاء التطورات الراهنة، ولحماية المشروع الوطني الفلسطيني، ومناقشة آلية تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب ومخرجات شرم الشيخ لتفويت الفرصة على دولة الاحتلال للتهرب من التزاماتها، وقد يدفعها إلى العودة إلى التصعيد العسكري، وهو ما تعمل مصر لمنعه بكل السبل المتاحة.
ولفت الخبير الاستراتيجي والعسكري إلى أن الدولة المصرية لا تكتفي بالتحركات السياسية، بل تعمل على الاهتمام بالأوضاع الإنسانية وتكثيف التنسيق لدخول المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة، دون خروج الفلسطينيين من القطاع، مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج.
مصر تدرك أهمية المضي قدمًا في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار
كما أشار إلى أن مصر تدرك أهمية المضي قدمًا في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وتعتزم القاهرة تنظيم مؤتمر وزاري رفيع المستوى لحشد الدعم اللازم لإعادة الإعمار بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، بمشاركة الدول المانحة والمنظمات والمؤسسات التمويلية الإقليمية والدولية.
وأوضح أن اقتراح مصر إنشاء صندوق تحت إشراف دولي يضمن كفاءة التمويل والشفافية والمراقبة لخطة التعافي وإعادة الإعمار، والتي تركز على الإغاثة الطارئة، وإعادة الإعمار، والتنمية الاقتصادية طويلة المدى.
وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددًا على أن السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين هو السبيل لتحقيق الأمن المستدام للشعب الفلسطيني، وسعي مصر لإيجاد أفق سياسي ملائم للتوصل إلى سلام عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية وفقًا للمرجعيات الدولية، والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
0 تعليق