أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استئناف بلاده التجارب النووية، مبررًا القرار بأن روسيا والصين تمضيان قدمًا في اختبارات مماثلة، ما أثار موجة من القلق الدولي بشأن اندلاع سباق تسلح جديد يهدد الأمن العالمي.
ردود غاضبة من موسكو وبكين
ما إن صدر تصريح ترامب حتى سارعت موسكو وبكين إلى الرد، حيث دعت الصين واشنطن إلى الالتزام الصارم بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، بينما أكدت روسيا أن تجاربها الأخيرة على الصواريخ النووية لم تكن اختبارات فعلية للرؤوس الحربية.
ويخشى مراقبون أن يقود التصعيد المتبادل إلى انهيار ما تبقى من منظومة الردع النووي القائمة منذ عقود.
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من مغبة هذه الخطوة، مؤكدة أن "إجراء التجارب النووية غير مسموح به تحت أي ظرف".
وأوضح المتحدث باسم المنظمة، فرحان حق، أن المخاطر النووية باتت عند مستويات غير مسبوقة، داعيًا الدول الكبرى إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى "سوء تقدير كارثي".
هل يدخل العالم "عصرًا نوويًا جديدًا"؟
يرى خبراء أن إعلان ترامب قد لا يكون مجرد تصريح عابر، بل مؤشرًا على تحوّل استراتيجي قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من سباق التسلح النووي.
الباحثة الفرنسية إيلويز فاييه أوضحت أن الخطاب قد يشير إلى أحد ثلاثة احتمالات: اختبارات على الصواريخ التقليدية، أو تجارب "دون حرجة" لا تنتج انفجارًا نوويًا فعليًا، أو استئناف كامل للتجارب الحقيقية، وهو الخيار الأكثر إثارة للقلق.
واشنطن تبرر الخطوة
يؤكد ترامب أن القرار يأتي "ردًا على تجارب الدول المنافسة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "لن تبقى مكتوفة الأيدي".
ويرى محللون أن هذا التبرير يعكس توجه الإدارة الأميركية نحو سياسة "الندية النووية" مع موسكو وبكين، في محاولة لإظهار التفوق العسكري الأميركي واستعادة زمام المبادرة الاستراتيجية.
دوافع سياسية لا عسكرية
يرجح خبراء أن تكون دوافع القرار سياسية أكثر منها عسكرية، خاصة مع اقتراب استحقاقات انتخابية أميركية.
وتقول فاييه إن مؤيدي ترامب طالما دعوا إلى استئناف الاختبارات كرسالة قوة، رغم أن الولايات المتحدة تمتلك برامج محاكاة متقدمة تجعل العودة للتجارب الحقيقية غير ضرورية.
العالم بين الخوف والارتباك
مع تصاعد التحذيرات الأممية وتبادل الاتهامات بين القوى الكبرى، تبدو الساحة الدولية على حافة مرحلة نووية جديدة، قد تقلب موازين الردع وتضعف منظومات الأمان التي صمدت لعقود.
وبينما يحاول العالم تجاوز أزمات اقتصادية وصراعات إقليمية، يعيد قرار ترامب فتح أخطر الملفات التي تهدد البشرية بأكملها.









0 تعليق