تعيش مصر والعالم بأسره حالة من الترقب والاستعداد قبل ساعات من الحدث الأضخم في تاريخ المتاحف الحديثة، حيث يفصلنا أقل من 72 ساعة على افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل أحد أعظم الصروح الثقافية والحضارية في العالم ومن المفترض أن يشهد مشاركة واسعة من قادة وزعماء دول، وعلماء آثار، وشخصيات سياسية وثقافية بارزة من مختلف أنحاء العالم، في احتفالية عالمية ستسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة، وتؤكد قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشاريع كبرى تضاهي أعرق المتاحف الدولية.
“الدستور” ترصد استعدادات ما قبل الافتتاح
رصدت عدسة “الدستور” خلال جولة ميدانية بمنطقة المتحف المصري الكبير اللمسات الأخيرة قبل الافتتاح، حيث شهدت المنطقة المحيطة بالمتحف استعدادات مكثفة على مدار الأيام الماضية، إذ تزينت الشوارع والأعمدة بأعلام مصر وعدد من الدول، كما تم تجديد الأرصفة والطرق والطلاء في محيط المتحف بالكامل، إلى جانب تركيب لافتات ترحيبية باللغتين العربية والإنجليزية وعدد من اللغات الأخرى.
في السياق ذاته، تواصل الأجهزة المعنية بمحافظة الجيزة ووزارتي السياحة والآثار والداخلية تنسيق الجهود لضمان خروج الافتتاح في أبهى صورة، حيث تم تكثيف التواجد الأمني وتنظيم الحركة المرورية بالشوارع المؤدية إلى المتحف، مع توفير مسارات مخصصة للوفود الرسمية ووسائل الإعلام العالمية التي بدأت بالفعل في الوصول إلى القاهرة لتغطية الحدث.
المتحف الأكبر في العالم
ويعد المتحف المصري الكبير الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة، إذ يمتد على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع عند مدخل هضبة الأهرامات، ليشكل حلقة وصل بين الماضي العريق والمستقبل المشرق، وقد صمم بحيث يتيح رؤية بانورامية لأهرامات الجيزة، لتبقى خلفية المشهد التاريخي خالدة لكل زائر.
مصر على موعد مع العالم
خلال الساعات المقبلة، ستتجه أنظار العالم نحو الجيزة لمتابعة حفل الافتتاح الذي سيجسد روح الحضارة المصرية في أبهى صورها، ومع اكتمال الاستعدادات ووضع اللمسات الأخيرة، تستعد مصر لكتابة فصل جديد في تاريخها الثقافي، يؤكد أنها كانت وما زالت منارة للعلم والفن والتاريخ، وأن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى ضخم للآثار، بل جسر حضاري بين الماضي والمستقبل يحمل رسالة سلام وإبداع من أرض الكنانة إلى العالم أجمع.
يقام الافتتاح الرسمي في الأول من نوفمبر، في مشهد يعيد إلى الأذهان مراسم الاحتفالات الملكية القديمة، ويعكس اهتمام القيادة السياسية بإبراز هوية مصر الثقافية أمام العالم، ومن المقرر أن يشهد الحفل عروضا فنية وموسيقية مستوحاة من التاريخ المصري القديم، إلى جانب جولات خاصة للوفود المشاركة داخل قاعات العرض الرئيسية، التي تضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، أبرزها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، المعروضة للمرة الأولى في مكان واحد منذ اكتشافها قبل قرن من الزمان.

















0 تعليق