كبير الأثرييين: المتحف المصري الكبير منصة لاستعادة الوطن وتعزيز الفخر الوطني

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تستعد مصر لحدث حضاري بارز مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، المشروع القومي الطموح الذي يمثل نقلة نوعية في قطاع السياحة ويجمع بين الاقتصاد والثقافة والتعليم والسياسة، ليعيد رسم خريطة الحضارة المصرية في العصر الحديث، فهذا المتحف ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل منصة متكاملة لإظهار القوة الفكرية والسياسية لمصر، ويجسد رؤية الجمهورية الجديدة لبناء دولة متكاملة الأركان.

المتحف المصري الكبير: أكثر من مجرد سياحة

أكد مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ«الدستور»، أن تأثير المتحف لن يقتصر على السياحة فقط، بل سيمتد ليشمل الاقتصاد والتعليم والثقافة والسياسة، قائلًا: "أي دولة جديدة ترغب في البناء والتقدم، يجب أن تمتلك رؤية سياسية وفكرية وثقافية متكاملة، فالقوة السياسية وحدها لا تكفي، بل يجب أن تكون مرفقة برؤية حضارية قوية، وهذا ما يعكسه المتحف المصري الكبير".

 

إرث حضاري فريد وتجربة زائر متكاملة

وأوضح شاكر أن مصر تمتلك أعظم إرث أثري في العالم مع علم المصريات الفريد، إلا أن المتحف القديم لم يكن قادرًا على عرضه بالشكل اللائق، وكان يعاني من ازدحام شديد وضعف البنية التحتية، ما جعل تجربة الزائر أقل من المستوى المطلوب، مضيفًا: "المتحف المصري الكبير يعالج هذا القصور، ويجسد الوجه الحضاري لمصر، فمصر كانت مثل فتاة جميلة تعرف جمالها لكنها لم تُظهر أجمل ما فيها، والآن حان الوقت لتعرض للعالم حضارتها وآثارها".

وأشار إلى أن المتحف ليس مجرد مبنى، بل كيان ثقافي متكامل يضم مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومراكز بحثية، وقاعات عرض، ومسرحًا، وأماكن لإقامة الفعاليات، ويتوقع استقبال ما بين 5 و8 ملايين زائر سنويًا، وهو رقم سيحوّل منطقة الأهرامات إلى وجهة سياحية عالمية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

283d6ae4d6.jpg

تطوير المنطقة المحيطة: من زيارة قصيرة إلى تجربة متكاملة

أوضح شاكر أن الدولة تعمل على تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف بالكامل، بدءًا من الطرق والمرافق إلى الخدمات السياحية، بحيث لا يقتصر دور الزائر على المرور لرؤية الهرم فقط، بل يقضي عدة أيام في استكشاف منطقة القاهرة بأكملها، بما يشمل زيارة المتحف، والقلعة، وشارع المعز، والمواقع التراثية الأخرى، مضيفًا: "الهدف هو تحويل المنطقة إلى مدينة صغيرة مكتملة الخدمات والأنشطة، لتكون تجربة ثقافية وسياحية متكاملة".

منصة لاستعادة الوطن وتعزيز الفخر الوطني

وأشار شاكر إلى البعد السياسي والثقافي للمشروع، موضحًا أن المتحف يقدم للعالم صورة مصر الجديدة، دولة قوية وواعية لهويتها، ويعكس الهوية المصرية الأصيلة، قائلًا: "للأسف، فقد البعض إدراكهم لهويتهم، معتقدين أننا مجرد عرب أو أفارقة، لكن الحقيقة أننا مصريون قبل كل شيء، وهذه الهوية مصدر فخر لكل مصري، فحضارتنا علمت الإنسانية جمعاء، والمتحف يؤكد للعالم مكانة مصر الحضارية والفكرية".

537.png

وأكد أن المتحف يمثل أكثر من مجرد مبنى يضم آثارًا، فهو رمز لنهضة شاملة تعكس القوة الفكرية والسياسية لمصر، ويعيد تعريفها عالميًا، مضيفًا: "المتحف ليس مكانًا للعرض فحسب، بل منصة لاستعادة الوطن وتعزيز الهوية المصرية، وسيظل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث".

واختتم شاكر حديثه بالدعوة للمصريين للمشاركة في تعزيز تجربة المتحف والمناطق المحيطة به، مشددًا على أن كل مصري يجب أن يفتخر بتاريخ بلده ويسهم في تقديم أفضل صورة لمصر للعالم، مؤكدًا أن افتتاح المتحف سيكون بمثابة قلب نابض لمنطقة الأهرامات، يجمع بين التراث والحداثة، ويحوّل الزيارة إلى تجربة ثقافية وسياحية متكاملة تضع مصر على خريطة السياحة العالمية بأبهى صورة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق