أفادت شبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن مدينة الفاشر، آخر المعاقل الحكومية في إقليم دارفور غربي السودان، شهدت تطورًا خطيرًا بعد أن بسطت ميليشيات الدعم السريع سيطرتها الكاملة عليها، في خطوة قد تُغيّر موازين الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.
وحسب الشبكة الأمريكية في تقرير صادر لها، فإن السيطرة على المدينة جاءت عقب معارك عنيفة استمرت أسابيع، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين، وسط تحذيرات أممية من وقوع مجازر جديدة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
نقطة تحول في الحرب الدائرة
وقال باحثون، إن سقوط الفاشر يمثل نقطة تحول في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، خاصة وأن المدينة كانت مركزًا لعمليات الإغاثة وممرًا حيويًا للنازحين من مختلف مناطق دارفور.
وأشار الباحث في شؤون الصراعات، جاستن لينش، إلى أن السيطرة على الفاشر “تفتح الباب أمام مرحلة أكثر خطورة، مع تصاعد المخاوف من تكرار الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 150 ألف شخص فقدوا حياتهم منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، فيما نزح نحو 14 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الصحية والغذائية.
فيما أكد التقرير، أن المدنيين الذين يحاولون الفرار من الفاشر يواجهون مخاطر جسيمة على الطرق المؤدية إلى مناطق النزوح، بينما تتحدث منظمات إنسانية عن حالات احتجاز وابتزاز وحرمان من المساعدات.
وقال الباحث جاستن لينش، مدير “مجموعة رؤى الصراعات”، لشبكة CNN إن “سيطرة الدعم السريع على الفاشر تمثل بداية ما نخشاه أن يكون مجزرة للمدنيين”.
ووفقًا لتقارير أممية، لا يزال مئات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل الفاشر من دون غذاء أو رعاية طبية، بينما تُغلق طرق الهروب وسط قصف عنيف ومعارك برية. وعلى الرغم من إعلان الدعم السريع التزامه بحماية المدنيين، أفاد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بتلقي تقارير مروعة عن إعدامات ميدانية وأعمال قتل ذات دوافع عرقية.
وتشير البيانات، إلى أن ما بين أبريل 2023 وأكتوبر 2025، تم تسجيل 390 هجومًا ضد المدنيين في الفاشر ومحيطها، أسفرت عن أكثر من 1300 قتيل، إضافة إلى 180 هجومًا على مخيمات النازحين خلفت 830 قتيلًا.














0 تعليق