تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري منذ اندلاع الحرب في السودان، إذ تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ساعات الصباح الأولى، ما زاد من حدة التوتر في المدينة المحاصرة منذ أكثر من 18 شهرًا.
وجاء هذا التصعيد بعد خطاب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مساء الإثنين، الذي أكد فيه أن القوات المسلحة "قادرة على تحقيق النصر وقلب الطاولة"، متعهدًا بالانتقام "لأهل الفاشر الذين أصابهم الظلم".
البرهان شدد في كلمته المسجلة على أن الجيش ومعه القوات المشتركة والمقاومة الشعبية والقوى المساندة، قادرون على تحقيق "النصر تلو النصر"، مشيرًا إلى أن التجارب الأخيرة أثبتت قدرتهم على استعادة الأراضي التي وصفها بأنها "دُنست من قبل الخونة والمرتزقة"، في إشارة واضحة إلى الدعم السريع.
المدينة تحت النار.. مجازر ودمار ومعاناة بلا نهاية
منذ اندلاع الحرب، تعيش الفاشر مأساة مستمرة نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من عام ونصف، حيث تتعرض لهجمات متكررة تجاوزت 266 هجومًا مسلحًا من مختلف الاتجاهات.
وتشهد الأحياء الغربية للمدينة معارك عنيفة بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مواقع تابعة للفرقة السادسة مشاة، ما أدى إلى اتساع نطاق القتال ووقوع عمليات اعتقال ونهب عشوائي بحق المدنيين.
وتوصف الأوضاع الإنسانية في المدينة بأنها كارثية بكل المقاييس، إذ تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، مع انقطاع الإمدادات الأساسية وغياب الممرات الإنسانية الآمنة.
كما تعرض مستشفى الفاشر لقصف مباشر أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتوقف جزئي في الخدمات الطبية، بينما يواجه مئات المدنيين حصارًا خانقًا داخل مناطق الاشتباك دون إمكانية للهروب أو الحصول على المساعدات.
نداءات عاجلة لإنقاذ المدنيين
أعلنت وزارة الصحة في إقليم دارفور أن قوات الدعم السريع نفذت منذ السبت أعمالاً انتقامية مروعة بحق المدنيين في الفاشر، ووصفت ما يحدث بأنه "أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
وفي المقابل، دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى تحرك عاجل لإنقاذ المدنيين وفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات ووقف الانتهاكات المتصاعدة.
