لا أريد أن يكون العذاب أو الحيرة عنوانًا لحياتها

النهار أون لاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نشر في 28 أكتوبر 2025 - 21:54

لا أريد للعذاب او الحيرة أن يكونا عنوانا لحياتها.
أمي لن أتركك وحيدة.
تحية طيبة سيدتي الفاضلة، سيدتي، أرجو من كل قارئ لرسالتي أن يتفهم ما أقصده، فالمسألة متعلقة بأمي، تلك الطيبة الحنونة التي لن أنسى فضلها عليّ ما حييت، ولن أفيها حقها مهما فعلت.
سيدتي أنا وحيدة أمي، شابة في الثلاثينات من عمري، شاءت الأقدار أن أتربى بعيدة عن والدي، بعد أن اختار الهجرة إلى الخارج تاركا أمي وأنا جنين في بطنها، لكن الحمد لله لم أشعر يوما أنني بلا أب، فأخوالي كانوا لي مرفأ حنان وأمان في نفس الوقت، نشأت في وسط متوازن، درست ونجحت في الدراسة، والحمد أنا اليوم عاملة، في السنوات الأخيرة صارت أمي تغضب لأتفه الأشياء، عصبية، تنتقد أدق التفاصيل، حتى حين أذهب النوم من تعب يوم كامل من العمل لا يعجبها الأمر، بل تطلب مني السهر بجانبها والدردشة في مواضيع مختلفة، وغيرها من التصرفات التي أدخلني في دوامة من الأسئلة.
صدقيني سيدتي، أنا لست منزعجة، بل خائفة عليها، لأنني مقبلة على الزواج، وقلبي حتما سينفطر لأجلها، فما تفسيرك لما يحصل معها؟ وكيف أتصرف في وضعي هذا؟
أختكم م.شيماء من الوسط الجزائري.
الجواب:
تحية أطيب وأجمل عزيزتي حنان، ومرحبا بك في صفحتنا، في البداية دعيني أشكرك على الثقة التي وضعتها فينا، ونأمل أن نوفق في الرد عليك، والتخفيف من قلقك.
عزيزتي، أمك بخير، لا تقلقي بشأنها، لأنه من الواضح جدا أنها سيدة قوية الشخصية، لكن يبدو أنها تعبت كثيرا في حياتها، فشعور الخيبة ليس سهلا تجرعه، لكن الحمد لله أن تعبها لم يذب هباء الريح، فقد نالت بعد صبرها جوهرة، وأكيد هي فخورة بك اليوم، ولا تحتاج منك سوى أن تكون أقرب إليها أكثر، فعندما يتقدم بنا العمر، لا نحتاج إلى من يحبنا فقط، بل إلى من يفهمنا، ويحترمنا، ويقدر ذاتنا، نحتاج علاقات تسمح لنا أن ننام بهدوء، وراحة بال، ونحتاج أشخاص نشعر بوجودهم بأمان، واطمئنان، لا نخاف أن يفهموننا خطأ، ولا نخاف خسارتهم، في وقت لاحق، نستحق علاقات مريحة دون أسئلة تقلقنا، ولا أجوبه تحيرنا، علاقات تجعلنا نبتسم في أصعب الأوقات، حتى في الخيبات، علاقات تجعلنا نعيش السلام الداخلي والحب لكل شيء، و نرى كل ما حولنا جميل.
لهذا حاولي طمأنتها، وازرعي فيها الثقة أنك ستضلين قرة عينها حتى بعد الزواج، وأنك ستكونين دوما قريبة منها، ولن تتخلي عنها، فربما هي تفكر في ذلك اليوم أيضا، لهذا أغدقي عليها بعطفك، ولا تقلقي أبدا، حفظك الله، وبارك في عمر والدتك.

اقرأ أيضا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق