تتواصل مأساة المدنيين في إقليم دارفور مع اتساع رقعة النزوح من مدينة الفاشر، التي تحولت في الأيام الأخيرة إلى ساحة قتال مفتوح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط انهيار شبه كامل للأوضاع الأمنية والإنسانية. وأكدت منسقية النازحين واللاجئين في الإقليم، الاثنين، أن (831) أسرة تضم أكثر من (3،000) فرد فروا خلال الأيام الماضية إلى منطقة “طويلة”، الواقعة غرب الفاشر، بحثًا عن الأمان بعد معارك دامية وهجمات متواصلة على الأحياء السكنية-بحسب وكالة السودان للأنباء سونا-.
وأوضح المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، أن الأعداد الفعلية للنازحين تتزايد يومًا بعد آخر، في ظل انعدام المأوى وغياب المساعدات الإنسانية العاجلة، مشيرًا إلى أن موجة النزوح الجديدة جاءت بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر وما تبع ذلك من أعمال عنف ضد المدنيين. وأشار رجال إلى أن “الأسر الواصلة إلى طويلة تعيش في ظروف مأساوية، تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتحتاج بشكل عاجل إلى مياه الشرب النظيفة، والغذاء، والرعاية الصحية، ومواد الإيواء”.
ووفقًا لتقارير ميدانية، فإن العديد من الأسر النازحة فقدت أفرادًا خلال رحلة الهروب الشاقة من المدينة، حيث لقي العشرات حتفهم في الطرقات بسبب العطش والإرهاق أو تعرضهم لهجمات من مجموعات مسلحة. كما أكدت مصادر محلية أن الدعم السريع ارتكب انتهاكات خطيرة، شملت عمليات قتل على أساس عرقي ونهب واسع للممتلكات العامة والخاصة، ما زاد من حالة الذعر وسط السكان المدنيين.
تحولت منطقة طويلة منذ منتصف عام 2024 إلى مركز مؤقت لتجميع الفارين من الفاشر، وهي تقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان، وتضم الآن آلاف النازحين الذين يعيشون في معسكرات مكتظة تفتقر إلى الخدمات الأساسية. وأفاد ناشطون إنسانيون بأن المنظمات الدولية العاملة في دارفور تواجه تحديات ضخمة في إيصال المساعدات بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.
ودعت المنسقية الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى التحرك العاجل لتقديم الدعم المنقذ للحياة، محذرة من أن استمرار تدهور الأوضاع سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في شمال دارفور. وأكدت أن الأزمة الحالية تتجاوز حدود الإقليم، وتشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها، ما لم يتم التوصل إلى وقف فوري للقتال وفتح ممرات إنسانية آمنة.
أقرأ أيضًا:
