والدتي لا تدعني وشأني وهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصني

والدتي لا تدعني وشأني وهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصني.

فما العمل حتى تتركني بسلام أنعم بشبابي؟ 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي الفاضلة، لا أدري بما أستهل كلامي، فأنا أريد أن أفرغ كل ما يوجع قلبي، فمشكلتي متشعبة، وتفاصيلها كثيرة، أطرافها ليسوا عديدين لكن أدخلتني في دوامة وأردتني مهزوزة الشخصية، لا أملك من أمري شيء، لأنه الأمر ببساطة متعلق بأمي تريد التحكم بكل حياتي.

أجل سيدتين فانا بالرغم من أنني شابة بلغت عتبة الثلاثين، إلا أن أمي تعاملي كطفلة صغيرة، وهذا يحبطني وينقص من همتي كثيرا، تتخل في الصغيرة والكبيرة، حتى عند شراء ملابسي هي من تختارها لي، دوما تستصغرني أمام الناس وتنتقص من شأني، حتى في الاجتماعات العائلية، دوما تسخر من كلامي، تخيلوا أنها تقحم نفسها حتى في عملي، تسأل عن أدق التفاصيل، هي تريد فقط أن تتحكم في حياتي وان أفعل كل ما تريده، وأنا دوما أخضع لها ولرغباته خوفا من إغضابها، لكن من جهة أخرى سببت لي الكثير من العقد، أصبحت أعاني من مشكلة عدم تحمل المسؤولية والخوف من الكلام ولا أبدي أي رأي وإذا طُلب مني الكلام أتلعثم وتأتيني رغبة في البكاء، كل هذا يحدث معي وأنا كبيرة في السن، وحتى تربية ولدي تتدخل فيها ولا تترك لي المجال أبدا، لأنني مطلقة، وهذا ما زاد الطينة بلة، بينما بقية أفراد الأسرة تعطيهم كامل الحرية والتصرف، علما أنني البنت الكبرى في المنزل إلا أنني لا أحظى بمقام يليق بالبنت الكبرى، فكيف أتصرف معها دون أن أفسد علاقتي بها؟

أختكم ك.لبنى من الشرق الجزائري.

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

مرحبا بك سيدتي في هذا المنبر الذي هو في الأصل من أجل راحتكم، حبيبتي إن ما يحدث معك غالبا يحدث للبكر في العائلة، فهو التجربة الأولى لوالديه، فتجهم يحرصون منذ ولادته أن ينشأ تنشئة خاصة ليكون فخرا لهم أو بالأحرى عنوانا لحسن تربيتهم،  ولا ننكر أن ظرفك الخاص زاد الأمور تعقيدا نوعا ما ليس كرها فيك، بل حبا من أمك فبهذه الطريقة هي تعتقد أنها لا تزال مسؤولة على توفير الحماية لك حتى لا تقعي في مشاكل أخرى في الحياة؟

لا حاولي أن تنظري إلى اهتمامها حتى لا أقول تحكمها من زاويته الإيجابية وبعينها هي كأم، أما عدم قدرتك على الرد عليها، فهذا دليل على أنك بذرة طيبة، تحاولين إرضاء الله ببرها وهذا الأصح حبيبتي.

ما عليك الآن إلا التحدث معها بهدوء وروية، وأخبريها عن مشاعرك واطلبي منها أن تترك بعض الحرية في بعض المجالات، وأنك لن تتأخري عن طلب مساعدتها في حال واجهتك مشكلة ما، لأنني ومن جهة أخرى أشعر أنك بحاجة للتغيير لتصبحي أكثر ثقة بنفسك وبقدراتك وتكون شخصيتك واضحة وحازمة، قللي من أخطائك حتى لا تجلبي الأنظار لك، حاولي أن تكون محادثاتك مع أمك حول أمور عامة، أما إن أردت إبداء رأي أو اتخاذ قرار ما، حاولي أن يكون بأسلوب لا يكسر قلبها كأن تقول “لو سمحت أمي” “من فضلك أنا أحب كذا وكذا لأنني أشعر بالارتياح أكثر..”، وكل هذا بطريقة مؤدبة ولطيفة وبريها واهتمي بها وأشعريها بقوتك وتحدثي عن انجازاتك معها وقولي لها انها صديقتك وان احتجت مساندة فتعلمين انها موجودة.

ولا تقلقي من أمر انك مطلقة، فهذا لا يجب أن يكون عائقا أمامك، تحلي بالقوة خاصة أمام ابنك، ولا تدعيه يرى دموعك ومشاعرك السلبية، لأنه سيتشرب منها وينشأ هو الآخر نشأة غير سوية، كرري الكلمات الإيجابية بأنك قوية وأنك قادرة وقوية، وسترين كيف أن المأمور سوف تتحسن دون أن تتأثر علاقتك بوالدة، والله أعلم.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق روبيو: نسعى للبناء على زخم خطة ترامب نحو تحقيق السلام بالشرق الأوسط
التالى سعر جرام عيار 21 في تعاملات الأحد.. أحدث أسعار الذهب اليوم لحظة بلحظة