مع تصاعد الدخان فوق مدينة الفاشر المنكوبة، تتزايد المخاوف على حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة بعد أن أعلنت ميليشيا الدعم السريع سيطرتها الكاملة على الفاشر، التي تعاني حصارًا خانقًا منذ أكثر من عام.
الفاشر محاصَرة تحت النار
وقالت الميليشيا في بيان إنها بسطت سيطرتها على مدينة الفاشر، في وقتٍ تتحدث فيه منظمات إنسانية عن أوضاع مأساوية يعيشها المدنيون، بعد أن أصبحت المدينة مسرحًا لعمليات القتال والقصف العشوائي الذي لا يميّز بين المقاتلين والأبرياء، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
وأعلنت قوات المقاومة الشعبية التابعة للجيش السوداني أن السكان ما زالوا يقاومون في مواجهة الميليشيات الإرهابية، مؤكدين أن الجيش السوداني أعاد تمركزه في "مواقع أكثر تحصينًا" داخل المدينة.
تحذيرات أممية من تفاقم المأساة
من جانبه، قال توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنه يشعر بـ"قلق عميق" من التقارير التي تتحدث عن تقدم المقاتلين داخل المدينة وقطعهم طرق الهروب، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية التي انقطعت منذ شهور.
الفاشر... من ملاذ للنازحين إلى مدينة أشباح
الفاشر التي كانت ملاذًا لعشرات الآلاف من النازحين، أصبحت اليوم مدينة أشباح، مقطوعة الاتصالات والكهرباء والإنترنت، بعد أن أوقفت خدمة "ستارلينك"، ما يجعل الوصول إلى المعلومات المستقلة من داخلها شبه مستحيل.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 13 مليون سوداني نزحوا منذ اندلاع الحرب قبل عامين، بينما بات نصف سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، وفي الفاشر وحدها، نزح أكثر من 600 ألف شخص منذ بدء الحصار، فيما لا يزال 260 ألفًا محاصرين بلا ماء أو دواء أو غذاء كافٍ.
إنذار بتقسيم السودان
ويحذر مراقبون من أن سيطرة ميليشيا الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، على كامل ولايات دارفور الخمس قد تعني بداية تقسيم فعلي للسودان، وسط صمت دولي يثير القلق ويُفاقم مأساة المدنيين الذين وجدوا أنفسهم بين نارين: نار الجوع، ونار الحرب.












0 تعليق