كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، العبرية، عن مخاوف كبرى في إسرائيل، حيث تكثفت النقاشات حول التحديات التي ستواجهها البلاد عقب فتح قطاع غزة أمام المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية.
وتستعد تل أبيب لموجة جديدة من الانتقادات الدولية مع دخول الصحفيين الأجانب القطاع لنقل مشاهد الدمار وآثار الحرب، في وقت تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية إلى رسم روايتها الخاصة لتبرير ما حدث خلال العمليات العسكرية.
إسرائيل تستعد لأزمة كبرى مع المجتمع الدولي
وتابعت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، عقدت اجتماعات مكثفة بين مختلف الأجهزة الحكومية الإسرائيلية، أبرزها مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال ووزارة الخارجية، لمناقشة كيفية التعامل مع دخول بعثات إعلامية أجنبية إلى غزة بعد وقف إطلاق النار.
وأكدت وزارة العدل الإسرائيلية خلال جلسة أمام المحكمة العليا، أن الدولة ستسمح خلال الأيام المقبلة بدخول الصحفيين الإسرائيليين والأجانب إلى مناطق من قطاع غزة تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، حتى حدود ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".
وتابعت الصحيفة أن هذه التطورات تأتي بعد التماس قدمته رابطة المراسلين الأجانب احتجاجًا على منع التغطية الإعلامية في القطاع، ورغم طلب حكومة الاحتلال تأجيل الرد على الالتماس، إلا أن دخول الصحفيين بات أمرًا وشيكًا.
وتتوقع إسرائيل أن يشهد العالم قريبًا فيضًا من التقارير المصوّرة التي ستسلّط الضوء على الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، مصحوبة بشهادات مؤثرة للمدنيين وسط أنقاض منازلهم المدمّرة.
وزعمت مصادر داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حركة حماس ستستغل هذا الزخم الإعلامي لتصوير إسرائيل كدولة ترتكب جرائم حرب، معتبرة أن المعركة السياسية والإعلامية لم تنتهِ رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعركة لن تكون في صالح إسرائيل وصورتها الدولية.
يرى الخبراء في تل أبيب أن التحدي الأكبر يتمثل في الصور التي ستنقلها وسائل الإعلام العالمية من داخل غزة، إذ يتوقع أن تُظهر مشاهد الدمار الهائل والضحايا المدنيين.
واعترف مسئول رفيع في وزارة الخارجية بأن المشهد الإنساني سيكون مادة خصبة للتقارير التي قد تثير تعاطفًا واسعًا مع الفلسطينيين، لكنه أشار إلى أن إسرائيل ستؤكد أن "المسئولية تقع بالكامل على عاتق حماس التي أقامت بنيتها العسكرية وسط المناطق المدنية".
بالتوازي مع ذلك، تستعد إسرائيل لمواجهة ما يُعرف بـ"معركة الأرقام"، أي الجدل الدولي المتوقع حول أعداد القتلى في غزة.
رغم هذه التحضيرات، يرى بعض المسئولين السابقين أن المنظومة الدعائية الإسرائيلية تعاني حالة من الشلل وأنها غير مستعدة للتعامل مع الموجة الإعلامية القادمة.
ووصف أحد الخبراء في الشئون الاستراتيجية الوضع بـ"ما بعد الصدمة"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "ستواجه تسونامي من التغطيات السلبية لا يمكن وقفه"، وأن أفضل ما يمكنها فعله هو "الانحناء للعاصفة وتركها تمر وعدم محاولة تبرير ذلك كالمعتاد لأن العالم لم يعد يصدق الروايات الإسرائيلية التي أصبحت مستهلكة وغير واقعية".










0 تعليق