أكد المحلل السياسي الفلسطيني د.هاني العقاد أن مصر تمتلك رؤية واضحة ومتماسكة بشأن تشكيل القوة المتعددة الجنسيات التي ستنتشر في قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل من المناطق العازلة.

وأوضح العقاد، لـ"الدستور"، أن القاهرة تعتبر نفسها “الضامن الرئيسي لاستقرار القطاع” بحكم موقعها الجغرافي، وصلاتها السياسية والأمنية بالأطراف، لذلك تصر على أن تكون في قلب قيادة هذه القوة لا على هامشها.

مصر: مهمة القوة أمنية وليست عسكرية

وأشار العقاد إلى أن الموقف المصري يقوم على أن مهمة القوة المتعددة الجنسيات “ذات طابع أمني شرطى بحت”، وليست قوة قتالية أو عسكرية، مضيفًا أن القاهرة ترفض تمامًا أن تتحول هذه القوات إلى “أداة تنفيذ لإرادة إسرائيل أو الولايات المتحدة”.

أوضح أن مصر تريد من هذه القوة أن تعمل على تثبيت الهدوء ومنع أي خروقات، وليس الانخراط في الصراع إذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أن القرار المصري واضح: لا يمكن أن تُستخدم هذه القوات ضد الفلسطينيين بأي شكل.

مشاركة مفتوحة للدول الضامنة دون فيتو إسرائيلي

وقال العقاد إن مصر تؤمن بأهمية مشاركة الدول الضامنة الرئيسية للاتفاق وهى الولايات المتحدة وقطر وتركيا ومصر، إلى جانب دول أخرى راغبة في دعم استقرار غزة، دون أن تمتلك إسرائيل حق “الفيتو” على أي من المشاركين.

وأضاف أن القاهرة ترى أن تنوع المشاركات الدولية يعزز الحياد ويمنح القوة شرعية دولية أكبر، بينما تسعى إسرائيل لتقليص الدورين التركي والقطري تحديدًا، وهو ما تعتبره مصر “محاولة لإضعاف التوازن داخل القوة”.

القاهرة ترفض أي وصاية إسرائيلية على معبر رفح

أشار إلى أن من بين الملفات الحساسة التي تدافع عنها مصر في المفاوضات، هو ضمان عمل معبر رفح بشكل مستقل بعيدًا عن أي تدخل أو إغلاق إسرائيلي، باعتباره “شريان غزة الإنساني والاقتصادي”، وأحد أهم بنود المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ.

وشدد على أن القاهرة تعتبر حرية عمل المعبر مسألة سيادية وأمن قومي مصري وفلسطيني في آن واحد، ولن تقبل أن يكون تحت رقابة إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة.

دور مصري محوري بدعم أمريكي متزايد

وختم العقاد تصريحاته بالتأكيد على أن الدور المصري “محوري ولا يمكن تجاوزه”، مشيرًا إلى أن واشنطن تدرك أن أي اتفاق سلام في غزة أو في المنطقة لن ينجح دون مشاركة مصرية فعالة.

وأوضح أن الولايات المتحدة تتبنى الآن، موقفًا أكثر تفهمًا للرؤية المصرية بعد تصاعد الخلافات مع إسرائيل حول طبيعة تشكيل القوة، مؤكدًا أن القاهرة تمضي بثقة نحو “تثبيت قواعد سلام حقيقي ومستدام” ينطلق من غزة إلى المنطقة بأكملها.