قبل يومين، فاز الكاتب الأردني من أصل فلسطيني، إبراهيم نصر الله، بجائزة نيوستاد العالمية للآداب التي تمنحها جامعة أوكلاهوما، ومجلة الأدب العالمي اليوم.
غير أن فوز “نصر الله” بالجائزة أثار حفيظة العديد من الكتاب والمثقفين الفلسطينيين، ومن بينهم الكاتب الروائي، جهاد الرنتيسي، والذي طالب نصر الله برفض الجائزة. فما القصة؟
لهذه الأسباب أطالب نصرالله برفض جائزة نيوستاد
عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وفي منشور له طالب جهاد الرنتيسي نصر الله، برفض الجائزة، مضمنا حيثيات مطلبه: "عتبنا على إبراهيم، والعتب على قدر المحبة، تكونت نظرتي إليك هناك في البلاد القصية، شاعر مناضل قريب من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التنظيم الأقرب إلى الروح حتى في فترات الخلاف معه، ولم تكن طويلة، زاد احترامي لك مع معرفتي بالوسط الثقافي في البلد ونمط العلاقات فيه، رأيت فيك النموذج العصامي الذي صنع نفسه ولم يصنعه أحد، لديه من الامكانيات الذاتية ما يكفيه للتفرد بعيدا عن التسلق والتماهي حتى ذوبان الشخصية، اختلفت مع البعض في التقييم وأصريت على رأيي.
جائزة جامعة أوكلاهوما جاءت في وقت مريب
وأوضح “الرنتيسي”: كان لا بد من المقدمة للإنصاف، والابتعاد عن إطلاق الأحكام دون حق، وكما أن لك الحق في الإنصاف عليك أن تسمع النقد، لا أريد الحديث عن علاقة العداء التاريخية بيننا وبين المركز الإمبريالي الراعي للكيان الصهيوني، جاءت جائزة جامعة أوكلاهوما التي لا أعرف الجهة التي تقف وراءها في وقت مريب، حملات ضد الطلبة الذين ناصروا أهلنا وهم تحت نيران حرب الإبادة، وفي زمن المكارثية الجديدة حيث يلاحق نشطاء التواصل الاجتماعي لمجرد مناصرتهم حق شعبنا في الأمن وتقرير المصير، وفي إعلانها تحدثت عن ثقافة فلسطينية لا أعرف ماهيتها.
لن تكون الثقافة المعنية ثقافة الجبهة الشعبية التي تأثرنا بها بالتأكيد، مازال أحمد سعدات سجينا لانتصاره لدماء الشهيد أبو علي مصطفى، ولم يكترث المركز الاستعماري الجديد بالإجهاز على أهم رموز ثقافة المقاومة غسان كنفاني وناجي العلي، الثقافة التي يريدون التحاور معها ليست الثقافة التي يحملها هؤلاء من خيرة الخيرة، بل ثقافة الانحطاط الفلسطيني التي لم تكن جزء منها، ولسنا في صدد الحديث عن محطاتها التاريخية وظروفها الموضوعية.
وتابع لا نطالبك بالموت والسجن ونحن عشاق حياة وحرية، تمنينا عند إعلان الجائزة أن يتكرر عندنا النموذج النبيل الذي مثله الكبير صنع الله إبراهيم، ولن نقبل لك سقطة إحدى العلامات البارزة في الرواية الفلسطينية، لأننا رأيناك أكبر من الوقوع في هذا الخطأ، ما زال بإمكانك فعلها أيها العزير، وإلقاء القفاز في وجوههم، عشمنا فيك أن تنتشل المثقف الفلسطيني من صورة الانتهازي الرخيص التي حازها بجدارة، زمام المبادرة بين يديك، أرفضها وكن فخرنا، ولا تغرك بيانات الإشادة المتهافتة."
الرنتيسي لـ" الدستور" :فاارق السن والتجربة بيني وبين إبراهيم يضعانني بموقع الاستلهام واستجداء الموقف وليس الوصاية
“الدستور” تواصلت مع الكاتب جهاد الرنتيسي، للوقوف على أسباب مطالبته لمواطنه إبراهيم نصر الله برفض جائزة “نيوستاد”.
استهل “الرنتيسي” حديثه، مشيرا إلى أن فارق السن والتجربة بيني وبين إبراهيم يضعانني في موقع الاستلهام واستجداء الموقف وليس الوصاية، للرجل قيمته النضالية والأدبية في المشهد الثقافي العربي والفلسطيني، هكذا أراه، لو كان حالة هامشية ما تطرقت له، هناك الكثير من الزوائد التي لا ألتفت لها مهما فعلت سواء كان فعلها سلبيا أو إيجابيا.
وتابع للرجل انحيازاته إلى جانب شعبه، وأرثه الذي يستحق الحفاظ عليه من قبل القراء وأنا واحد منهم ومن هذا المنطلق أجدني مدافعا عن هذه القيمة.
ولفت “الرنتيسي” إلي: للتطبيع مع الكيان خطره على الأمة وقضاياها وليس الشعب الفلسطيني وحده إذا أخذنا في الاعتبار الأطماع الصهيونية في بلادنا وبالتالي من حق القارئ العربي باعتباره مواطنا أن يؤشر على مواضع الخلل إذا رآه.
لا أستطيع التعامل مع تطبيع الفلسطيني مع الكيان باعتباره حرية شخصية لأنه تترتب عليه الكثير من الأمور ويعطي شرعية لكيان فاقد للشرعية.
قرعت ناقوس الخطر وعلقت الجرس وأتمنى أن يستجيب إبراهيم نصر الله ويكون فخرا لنا
وشدد “الرنتيسي” علي: أنا قرعت ناقوس الخطر وعلقت الجرس وأتمنى أن يستجيب إبراهيم نصر الله ويكون فخرا لنا، هناك أغنية لفرقة الطريق العراقية تقول " متعودين نشوف الناس كبار ومهيوبين" رأيت إبراهيم مهيوبا ولا أريد أن يكون إلا على هذه الصورة، صوتا لشعبه وقضايا أمته.
واختتم، أرجو أن يبقى الرأي في حدود قضية إبراهيم وعدم الدخول في التفاصيل الداخلية المصرية حتى لا أثير حساسيات في الوسط الثقافي المصري، كل ما أطلبه من المثقف الفلسطيني موقفا مشابها لمواقف نجوم هوليود من الإبادة الجماعية التي تعرض لها قطاع غزة ولا أظن أنني أطلب الكثير.


















0 تعليق