أسرار الحياة الطيبة لدكتور مهدي الموسوي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يهدف كتاب أسرار الحياة الطيبة للدكتور مهدي الموسويـ إلى أن تعيش حياتك لحظة بلحظة، بدلًا من العيش في أسوار الماضي أو أوهام المستقبل، فالماضي والمستقبل ما هما إلا لصان يسلبان حيويتك وراحة بالك. وأن تتخلص من مشاعر القلق والخوف من المجهول، فالحياة دروس متعاقبة، درس يقود إلى درس، ونجاح يخرج من قلب الفشل، كما يلوح الفجر من قلب الظلام. وعندما نعرف أن أيامنا محدودة في هذه الدنيا.. حينئذ نبدأ في العيش في يومنا هذا عيشة حقيقية كما لو لم يكن لنا يوم سواه.

التسامح والغفران 

في حياة الناس هناك إهانات وغدر ومشكلات عاطفية تركت علامات محفورة في النفس من الصعب علاجها،نشعر إزاءها بعدم القدرة على مسامحة الذين اسهموا في حدوثها.. تدرب على مشاعر التسامح والعفو والتعاطف. لن يكون ذلك سهلًا، لكنه سيكون مهمًا للتطور.

إن الصفح لا يعني نسيان ما حدث أو المصالحة مع من أساءوا إليك، إن الصفح هو تلك الراحة التي تشعر بها حين تنتصر على معاركك الداخلية، وهو ملك لك وليس لمن أساء إليك.

إنه التحرر من الشعور بأنك ضحية، ومن لوم الآخرين واتهمامهم بأنهم سبب في تعاستنا. إن قرار التسامح يعني وقف المعاناة. 

يتطلب الدعاء المستجاب أن تتحلى بالتسامح والعفو والغفران وأن تتخلص من مشاعر العداء والاستياء وأن تتحلى بروح الحب لكل البشر في كل مكان. 

إن افضل ما في حياة إنسان هو أفعاله الصغيرة التي تنم عن الحب والرحمة التي لا يذكرها أحد. اجعل الله نقطة التوازن في حياتك فإنه الوحيد القادر على ملء روحك بالبهجة والفرح العميق وثق تمامًا بأن ما تفعله من خير ستكافأ عليه يومًا ما. 

الناس غالبًا ما يكونوا غير منصفين وأنانيين.. سامحهم في كل الأحوال. 

إذا كنت ناجحًا ستحصل على بعض الأصدقاء المزيفين، وبعض الأعداء الحقيقيين.. انجح في كل الأحوال. 

إذا كنت صريحًا وأمينًا فالناس ربما يخدعونك.. كن صريحًا وأمينًا في كل الأحوال. 

ما ستصرفه لسنين في تكوين نفسك فإن أحدهم قد يدمر ذلك في ليلة واحدة. كن نفسك في كل الأحوال.

إذا وجدت السرور والسعادة فربما يحسدك الآخرون. كن سعيدًا في كل الأحوال.

الحب هو منح شخص آخر الحرية الكاملة في أن يكون نفسه وقبول هذا الشخص دون محاولة تغييره.

ليس للحجر أمل أن  يكون شيئًا آخر ولكن بالتعاون تتجمع الأحجار فتغدو بيتًا جميلًا 

الثعلب وسرقة السعادة 

كان في قديم الزمان ثلاثة أصدقاء: أرنب وضفدعة وقرد يعيشون في كوخ على ضفة النهر وكانوا متحابين ومتعاونين فيما بينهم. كان الضفدع في الصباح الباكر يتوجه إلى النهر ليقوم بأعمال الغسيل وجلب الماء وكان القرد يتولى جمع الحطب من الغابة وكان الأرنب يقوم بمهام الطبخ والعناية بالكوخ وفي يوم من الأيام مر بهم ثعلب ووجدهم في سلام فصعب عليه ذلك فانفرد بالأرنب وقال له كيف تقوم بكل أعمال الكوخ بالاضافة إلى الطهي رغم خطورته في حين أن صاحبيك يقومان بأعمال سهلة خارج الكوخ ثم مال إلى الضفدع قال له كيف تصبر على جلب الماء من النهر الملئ بالتماسيح وعاتب القرد على جلبه للحطب من الغابة فاصبح الأصدقاء الثلاثة يمتلئ قلبهم بالضيق وعدم الرضا وقروا استبدال أعمال بعضهم البعض فقام الضفدع بأعمال الطبخ فاحترق البيت وقام القرد بجلب الماء فاوشك على الغرق وقام الأرنب بجلب الحطب فأدمى قدمه وعند ذلك أدرك الجميع أن الثعلب قد حرمهم من السعادة وسرق منهم الطمأنينة وجعلهم لا يرضون بما هم عليه فانقلبت حياتهم إلى بؤس وشقاء. 

علموا أولادكم

علموا أولادكم أنه ليس كل الناس يتصفون بالعدل وليس كلهم صادقون وأنقياء ولابد أن تبشروهم أن كل شرير سوف يقابله بطل ومقابل كل عدو ظالم يوجد صديق طيب. 

علموا أولادكم أن الشيء الذي يكسبونه بكدهم أعظم قيمة من الذي ياخذونه مجانًا 

علموا أولادكم أن يكونوا أقوياء من داخلهم حتى يتحملوا ألم الفشل 

علموا أولادكم ألا يقارنوا أنفسهم بالآخرين فهناك دائمًا من هو أعظم أو أدنىمنهم وبدلًا من ذلك علموهم أن يبذلوا جهدهم ويهتموا بانجازاتهم 

إذا عاش الطفل في سخرية فسوف يتعلم الخجل

إذا عاش الطفل في تشجيع فسوف يتعلم الثقة بالنفس 

إذا عاش الطفل في ثناء فسوف يتعلم تقدير الأشياء 

إذا عاش الطفل في قبول ومودة فسوف يتعلم اكتشاف الحب في العالم 

إذا ساءت ظروفك فلا تخف، وثق بأن الله له حكمة في كل شئ يحدث لك حتى عندما يحترق كوخك فاعلم أن الله قد يسعى لانقاذك 

قارب النجاة 

ذات يوم هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها، ونجا منها بعض الركاب وكان منهم رجل أخذته الأمواج إلى شاطئ جزيرة مهجورة، مرت أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ بناه من أعواد الشجر.

وذات يوم أخذ الرجل يتجول حول الكوخ حتى ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب ولكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها فأخذ يصرخ لماذ يارب حتى هذا الكوخ البالي قد احترق ولم يعد لي شي في هذه الدنيا فنام حزينًا وفي الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل قاربًا لإنقاذة ولما صعد الرجل على سطح السفينة سألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: لقد رأينا دخانًا فعرفنا أن هناك شخصًا يطلب الإنقاذ.

ومضات 

نعيش أيامًا طويلة بلا معنى ولا روح مثل الكمان القديم حتى نصحو يومًا فنتذكر أن أيامنا هي أغلى ما نملك، فنزيح عن حياتنا الغبار ونشد الأوتار ونعيش اللحظة من الأعماق وكأن كل يوم نحياه هو آخر يوم في حياتنا. 

لا أحد يعرف حقيقة نفسه إلا عندما يتألم ولا يولد حكيم إلا بعد أن تشبع روحه من الآلام. 

يجب أن نذكر أنفسنا في كل لحظة من اليوم حتى لو كنا مرضى أو فقراء أو في ظروف قاسية أن لدينا الحرية في اختيار موقفنا ونظرتنا إلى الحياة وفي تحديد ما إذا كنا نريد أن نعيش في حالة سعادة روحية أو حالة شقاء وبؤس وأن نستفيد من هذه المعاناة كفرصة للنمو والتعلم واكتشاف أفضل ما لدينا وعندما نفعل ذلك فإننا نحرر أنفسنا ونصبح شغوفين بالحياة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق