أسرار حرب غزة:خطة "أميركية - إسرائيلية" لتقسيم القطاع؟!

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

.. دون معرفة بكل أسرار هذه الصفقة، لكننا ندرك ان الحراك الدبلوماسي والرسمي الأميركي نحو دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، لا يعني إلا  تغطية مقيتة لألاعيب السفاح نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية النازية، عدا عن محاولة مكشوفة لتدمير جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عدا عن الدول الوسطاء، ومستويات متقدمة من التنسيق رفيع المستوى سياسيا وأمنيا دبلماسيا، وهو التنسيق الذي قيادته جهود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالعمل القيادي السيادي مع الأردن ومع الملك عبدالله الثاني، وتحديدا في قضية اساسية هي منع ورفض التهجير للشعب الفلسطيني، من غزة ومن الضفة الغربية والقدس، وكانت القوة التي حملتها سيادة القيادة العليا في الأردن ومصر وبدعم راقي من السعودية والإمارات ومن قوي شعبية هتفت:
-لا للتهجير. 
-لا لتهجير القسري أو إخراج اللاجئين الفلسطينيين من غزة ورفح والشجاعةو والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل. 
-لا لسياسة تقسيم قطاع غزة، أو أي تغيير جيو سياسي أمني. 
-نعم لإعتماد وتنفيذ خطة الإعمار التي ساعدتها ودعمها وقدمتها مصر، لتكون الخطة العربية الإسلامية ومسارات للاستجابة وإعادة إعمار غزة بأيدي الشعب الفلسطيني والعربي. 
.. *هنا نقف، لنثير القضية ومحور الشر الأميركي الإسرائيلي، الذي يروج المجهول القادم.

*المحور الاول:
تدرس الولايات المتحدة وإسرائيل خطةً لتقسيم غزة إلى منطقتين منفصلتين تسيطر عليهما إسرائيل وحماس، على أن تقتصر إعادة الإعمار على الجانب الإسرائيلي كحل موقت ريثما يتم نزع سلاح الحركة المسلحة وإبعادها عن السلطة، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال". 
*المحور الثاني:
صرح مسؤولون في البيت الأبيض بأن كوشنر هو القوة الدافعة وراء خطة إعادة الإعمار المُقسّمة، حيث وضع هذه الخطة بالتعاون مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وأضافوا أن كوشنر أطلع ترامب وفانس على الخطة وحصل على دعمهما.

ولخص نائب الرئيس جي دي فانس وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب هذه الفكرة في مؤتمر صحافي عُقد يوم الثلاثاء في إسرائيل، حيث وصلا للضغط على الجانبين للالتزام بوقف إطلاق النار الحالي، والذي بموجبه سحبت إسرائيل قواتها بحيث أصبحت تسيطر الآن على حوالي 53% من القطاع.

*المحور الثالث:. 
قال  نائب الرئيس الأمريكي فانس إن هناك منطقتين في غزة، إحداهما آمنة نسبيًا والأخرى شديدة الخطورة، وأن الهدف هو توسيع المنطقة الآمنة جغرافيًا.

وأضاف كوشنر أنه حتى ذلك الحين، لن تُخصص أي أموال لإعادة الإعمار للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة حماس، وسيكون التركيز على بناء الجانب الآمن.

ولفت إلى أن "هناك اعتبارات جارية الآن في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، طالما أمكن تأمين ذلك، لبدء البناء كغزة جديدة من أجل منح الفلسطينيين المقيمين في غزة مكانًا يذهبون إليه، ومكانًا للعمل، ومكانًا للعيش".

*الوسطاء العرب.. قلق  مشروع  يخلق أزمة كبرى ؟

 

يشعر الوسطاء العرب، الدول مصر وقطر تحديدا، بالقلق من الخطة التي قالوا إن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني  طرحتاها في محادثات السلام. وتُعارض الحكومات العربية بشدة فكرة تقسيم غزة، مُجادلةً بأنها قد تؤدي إلى منطقة سيطرة إسرائيلية دائمة داخل القطاع. ومن غير المُرجح أن تُلزم قواتها بمراقبة القطاع وفقًا لهذه الشروط.

.. الى ذلك، صرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بأنها فكرة أولية، وسيتم تقديم التحديثات في الأيام المُقبلة.

ورسم وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، خطًا أصفر على الخريطة يُحدد منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي. وهو في الأساس بمثابة وسادة سميكة تُحيط بحدود القطاع وتُحيط بمنطقة السيطرة الفلسطينية. ومن المفترض أن تتقلص المنطقة الإسرائيلية مع تحقيق أهداف محددة.

وفي جوهرها، تتناول فكرة تقسيم غزة الصعوبات التي لم تُحل بعد، والمتمثلة في نزع سلاح حماس وتشكيل حكومة بديلة تُشرف على القطاع وتُهيئ بيئة آمنة لاستثمار مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار.

*المحور الرابع:
تدعو خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام إلى تشكيل لجنة من التكنوقراط لإدارة غزة، وقوة دولية لتوفير الأمن، لكن التفاصيل لم تُحدد بعد. وتعتقد العديد من الحكومات العربية أن القطاع بحاجة إلى إشراف السلطة الفلسطينية، التي تحكم جزءًا كبيرًا من الضفة الغربية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح نتنياهو يُعارض بشدة السماح لها بدور.

وصرح مسؤولون في البيت الأبيض بأن كوشنر هو القوة الدافعة وراء خطة إعادة الإعمار المُقسّمة، حيث وضع هذه الخطة بالتعاون مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وأضافوا أن كوشنر أطلع ترامب وفانس على الخطة وحصل على دعمهما.


* بيان مشترك لمصر والاتحاد الأوروبي:
نؤكد على ضرورة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة واحدة
عدا عن أن  على حماس إنهاء حكمها في قطاع ‎غزة، وفق المحادثات السابقة للاتفاق.

*"هآرتس": مصير اتفاق غزة غير واضح السفاح نتنياهو يتخبط!.

خلال ال ٧٢ ساعة الماضية، كانت صحيفة "هآرتس" تعيد وتكرار  وتقول إن السفاح نتنياهو في خطر سياسي، بمعنى أراه أقرب إلى حقائق صورة إسرائيل، كدولة تتخبط بين الراعي الأميركي الذي يريد التنصل من تعهدات ودعمه لألاعيب واماذيب وحروب السفاح نتنياهو ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، لهذا 
تناولت صحيفة "هآرتس" العبرية، زيارات المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل، بشيء من التهكم والسخرية، فكتبت أنه "بدلًا من متابعة الجلسة الافتتاحية، كان يجب أن تبثّ استوديوهات التلفزيون المقابلة التي أُجريت مع المفوضَين الساميَّين للولايات المتحدة في إسرائيل، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في برنامج "60 دقيقة"، مضيفةً "صحيح أن جلسة الكنيست أكثر تسليةً، لكنها بلا أي أهمية. فالقرارات التي تحدد مصير مواطني إسرائيل لا تُتخذ هناك، بل في واشنطن".

المحلل السياسي الإسرائيلي حاييم ليفنسون، قال في  "هآرتس"، إن "الرسالة من المقابلة واضحة: نحن ندير الحدث عن قُرب، ولن نسمح باندلاع القتال من جديد. وقعت أحداث غزة أمس بعد المقابلة، وكان يمكن فعلًا رؤية التطبيق العملي لِما قيل فيها؛ بتسلئيل سموتريتش، عضو الكابينت، غرّد بكلمة حرب، بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديَّين إسرائيليين في رفح؛ لكن ويتكوف أعطى نتنياهو تعليماته بتوجُّه الجيش الإسرائيلي إلى أن تكون الردود محدودة، وأن تستمر المساعدات الإنسانية في المرور، وأن تُفتح المعابر. وكالعادة، روّج نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس الرد العسكري الإسرائيلي العدواني بمسحة من الخطابة والبطولة، لكن عند مرحلة التراجع اختفيا، وتركا الساحة لمصدر سياسي، وللناطق باسم الجيش الإسرائيلي."

وأضاف ليفنسون "وصل الثنائي إلى إسرائيل أمس للتأكد من أنها لا تنوي الانحراف عن خطها المرسوم، وهما يقفان إلى جانب حماس في نقطتَي الخلاف الأساسيتين بشأن وقف إطلاق النار؛ النقطة الأولى، وتيرة إعادة جثامين الرهائن؛ تدّعي إسرائيل أن حماس تعلم بمكان الجثث وتماطل عمدًا؛ أمّا ويتكوف وكوشنر، فيعتقدان أن حماس تفي بالاتفاق، وأن الظروف الميدانية تجعل التنفيذ صعبًا؛ أمّا النقطة الثانية، فتتعلق بالهجوم في رفح، حيث تقول إسرائيل إنه انتهاك جسيم لوقف إطلاق النار، لكن ترامب قبِل رواية حماس التي تزعم أن المسلحين لم يكونوا على عِلم بالتفاهمات، مثل الجندي الياباني العالق في الأنفاق".

كذلك قدمت المقابلة لمحة مباشرة من الرواية الأميركية للأحداث التي سبقت وقف إطلاق النار. يوم الجمعة الماضي، عرض عميت سيغال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، رواية رون ديرمر للأحداث، وبحسبه، لم يكن ترامب يرغب أصلًا في إطلاق سراح الرهائن، بل جاء ذلك نتيجة ضغط إسرائيلي. ونشأت الفرصة بعد فشل الهجوم على الدوحة، والخوف القطري من أن تواصل إسرائيل هجماتها هناك. من تلك النقطة، تابعت الولايات المتحدة تحريك الدول العربية كافة نحو إبعاد "حماس" عن الحكم.

*اعترافات  المفوض ويتكوف.

ديرمر رجل ذكي، وربما هو الذكي الوحيد في محيط نتنياهو، لكن إذا كان يصدق القصص التي يرويها، فحال الدولة أسوأ بأضعاف. لقد جاء ويتكوف برواية مختلفة تمامًا في المقابلة: لم تكن قطر هي التي خافت من عملية اغتيال أخرى، بل إسرائيل. قال ويتكوف: "شعرنا بشيء من الخيانة"، وأضاف كوشنر "أعتقد أن ترامب شعر بأن الإسرائيليين يفقدون السيطرة على ما يفعلونه، وحان الوقت لإيقافهم عن القيام بأمور ليست في مصلحتهم الطويلة الأمد".

ووفقًا لليفنسون، يزعم نتنياهو وديرمر أن خطة السلام هي "خطة ديرمر" التي تبنّاها الأميركيون لكي توافق عليها "حماس"، أمّا الواقع، فمختلف تمامًا. ويتكوف وكوشنر يعرضان الخطة على أنها خطتهما، ويؤكدان أن ترامب تحدث مع نتنياهو لإقناعه بقبولها. قال كوشنر: "إن الطريقة التي صممنا بها الخطة، هي أن ترامب أعطانا مساحة كافية لئلا ننغمس في التفاصيل التقنية التي حدثت في الماضي، والتي سمحت للناس بقتل الصفقة". وأضاف ويتكوف "كان من المهم أن تشعر حماس بأن هناك نحو 20 نقطة استفادت منها".

لكن الذروة كانت في لقاء استثنائي في شرم الشيخ، كشفه باراك رافيد، جمع بين الثنائي الأميركي وخليل الحية، أحد قادة "حماس". ترامب وافق مسبقًا على اللقاء لإتمام الصفقة. قبل شهر من ذلك، فقد الحية ابنه في الغارة على الدوحة - وهو أيضًا مقاتل في "حماس". ويتكوف، الذي فقد ابنه بسبب جرعة زائدة من المخدرات، قدم له التعازي، ووعده باسم رئيس الولايات المتحدة، قائلًا: "إن الرئيس يقف خلف الصفقة، ولن نسمح لأي طرف بانتهاكها، وسيتلقى الطرفان معاملة عادلة. الكابوس الأسوأ، بالنسبة إلى حماس، هو أن تنسحب إسرائيل، وتُفرج الحركة عن الرهائن، ثم تعود إسرائيل إلى الحرب. لقد احتاجوا إلى ضمانة من الرئيس بأنه سيُلزم إسرائيل بوعودها ما دامت حماس تفي بوعودها"، حسبما قال في المقابلة.


* مكانة محترمة على "الطاولة".. لمن؟!.


قال تحليل  ليفنسون، مكاشفة نادرة: "هنا يكمن التناقض الذي فشل ويتكوف وكوشنر في تفسيره. في المرحلة الأولى – مرحلة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن – حصلت حماس على مكانة محترمة على الطاولة، بما في ذلك لقاء مبعوثَي الرئيس الشخصيَّين. لقد تم الأخذ بمطالبها وتلقّت وعودًا؛ أمّا في المرحلة الثانية، فمن المفترض أن تُطرد تمامًا، وتتخلى عن السيطرة على غزة، وتسلّم سلاحها وتختفي. كيف يمكن التوفيق بين هذين الأمرين؟ على ما يبدو، من خلال الوسطاء والقوة الدولية، وكُتب أن الأمر سيستغرق شهورًا لتشكيل تلك القوة، وفي تلك الأثناء، تظل حماس تسيطر فعليًا على القطاع". قال كوشنر: "نحن نحاول أن نفهم كيف ننظّم ذلك، مَن سيكون المسؤول؟ نحاول إنشاء آلية والبدء بالمصادقة عليها". وحتى الآن، لا يوجد موعد محدد.
قال بدقة:

-"هذا الوضع الغامض يشكل خطرًا سياسيًا على نتنياهو، فبعد الانتهاء من استعادة الجثامين، ستُطرح بقوة مسألة مستقبل غزة وسيطرة حماس الفعلية على أراضيها. الكنيست عاد أمس إلى العمل، وهو ما يمنح أداة سياسية لإنهاء عمر الحكومة؛ أوريت ستروك أدركت ذلك فعلًا، لكن سموتريتش قرر الانتظار في الوقت الحالي، لكن ليس لوقت طويل".

*ماذا تنتظر "حماس" في غزة..؟.. "جائزة"لمن وكيف؟.

 
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوم 22-10-2025 تقريرًا جديدًا تحدثت فيه عن مدى حقيقة انتهاء حرب غزة فعليا فيما تطرق إلى مسألة إعادة إعمار القطاع الفلسطيني بعد الحرب التي شهدها خلال العامين الأخيرين.
وفي التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، تحدث إيان عوفر، الخبير في شؤون حركة "حماس" الاقتصادية، وقد حذّر من الوهم بأنَّ الحرب في غزة انتهت حقًا، عارضًا صورة متشائمة بشأن "السلام الاقتصادي" الذي يحاولُ العالم بناءهُ على أنقاض القطاع، وسأل: "هل انتهت الحرب أم أننا متجهون نحو انهيار الصفقة؟".

 

وتابع الكاتب: "20 من الرهائن الإسرائيليين عادوا أحياء، وهذه معجزة وإنجاز عظيم. عليّ أن أعترف بصراحة.. لطالما ظننتُ أن حماس ستحتفظ ببعض الرهائن أحياءً لأغراض المساومة، ولا أحد أسعد مني بهذا الخطأ. إن مفاجأة حماس لنا جميعًا تعني أنها تُصدق الضمانات التي تلقتها من ترامب بأن الحرب قد انتهت بالفعل".

المثير للجدل، رغم اصرار ترامب على مراقبة تنفيذ مراحل إيقاف الحرب، أن الصحيفة الإسرائيلية تؤشر إلى:
*أ:
"من يعتقد أن الحملة العسكرية ستُستأنف مع الانتهاك الأول يتجاهل الواقع على الأرض.. كانت الحادثة المؤسفة التي قُتل فيها الرائد يانيف كولا والرقيب إيتاي يافيتس كافيةً لتوضيح صورة الحملة الحالية. ردًا على ذلك، قصف سلاح الجو نفقًا آخر، وقُتل عدد آخر من المسلحين، وعاد الجيش الإسرائيلي على الفور إلى وضعه الطبيعي. كذلك، فُتحت المعابر الحدودية في اليوم التالي رغم إعلان الحكومة أنها ستظل مغلقة".


*ب:
يشيرُ عوفر إلى المرحلة التالية من وجهة نظر "حماس"، ويضيف: "تركز الحركة أنظارها على الجائزة الكبرى، وهي إعادة إعمار القطاع. ومن أجل ذلك، تتظاهر الحركة بأن حكومة تكنوقراط تسيطر على غزة. 
*ج:
قدّر ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، أنّ إعادة إعمار غزة ستكلف 50 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم. وللمقارنة، حوّل العالم، طوال عهد السلطة الفلسطينية منذ أوسلو، حوالى 44 مليار دولار إلى غزة والأراضي الفلسطينية على مدى أكثر من 30 عامًا. ومع ذلك، فإن ويتكوف مقتنع بأن المبلغ سيُجمع بسرعة".
 

*ء:
التقرير يقول إن "إعادة إعمار غزة ستتطلب مئات الآلاف من عمال البناء، بعضهم محترفون، وبعضهم سيشارك في إزالة الأنقاض، ويتعلق الأمر بضمان فرص عمل لربع مليون غزاوي، سيتقاضون رواتبهم على مدى السنوات العشر المقبلة".

*محكمة العدل الدولية تطلب  تسهيل وصول المساعدات إلى غزة. 
في ظل كل هذه المعطيات، ومع الرقابة الدولية الأوروبية النشطة، 
قالت محكمة العدل الدولية إن إسرائيل يجب أن تعمل مع وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي حظرتها إسرائيل.

.. ولعل الإعلام الغربي وبالتالي الدولي، تلذذ بمشاهدة صور مهمة من قاعات المحكمة، قد يكون اثرها في هذا التعليق التاريخي:
"تجلس لجنة من القضاة في محكمة العدل الدولية في لاهاي أمام حشد من الناس في قاعة محكمة مزخرفة.
أصدر قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي، الأربعاء، رأيا استشاريا يطلبون من إسرائيل التعاون مع جهود الإغاثة التي تبذلها الأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية المحتلة، وليس عرقلتها".

طلبت محكمة العدل الدولية،  الأربعاء الماضي، من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني  التعاون مع جهود الإغاثة التي تبذلها الأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية، وليس عرقلتها.

ركّز الرأي الاستشاري غير الملزم للمحكمة، ومقرها لاهاي، على واجب إسرائيل بالسماح لوكالات الإغاثة الدولية بالعمل في مناطق يعتبرها معظم العالم أراضٍ فلسطينية محتلة. وأصدرت المحكمة، وهي فرع من فروع الأمم المتحدة، هذا الحكم بناءً على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ركزت معظم الآراء التي أُدلي بها يوم الأربعاء على محاولات إسرائيل كبح عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا). سعى المسؤولون الإسرائيليون إلى حظر الوكالة، متهمين إياها بالتسلل إلى صفوف حركة حماس الفلسطينية المسلحة.

لكن محكمة العدل الدولية قالت في رأيها إنه لا ينبغي لإسرائيل التدخل في عمل الأونروا في الضفة الغربية وغزة. وبدلًا من ذلك، طلبت المحكمة من الحكومة الإسرائيلية "الموافقة على وتسهيل" محاولات تقديم المساعدة هناك "بكل الوسائل المتاحة لها" - بما في ذلك جهود الأونروا.

*دلالة الالتزام

تلتزم دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس حاليًا بوقف إطلاق النار المدعوم أمريكيًا، والذي تأمل إدارة ترامب أن يُنهي حرب غزة. وبموجب الهدنة، بدأت إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة، رغم أن مسؤولين إنسانيين يؤكدون أن هناك حاجة إلى المزيد.

وقرأ رئيس المحكمة يوجي إيواساوا الحكم يوم الأربعاء والذي قال إن إسرائيل، كقوة احتلال، مسؤولة عن ضمان حصول الأشخاص الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة على "الإمدادات الأساسية للحياة اليومية"، بما في ذلك الغذاء  والمأوى.

*كل الإدارة الأميركية تراقب  هدنة غزة.. 
.. ليس محطة عادية، إذ قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن الزيارات الأخيرة التي قام بها مسؤولون أميركيون كبار كانت لمراقبة وقف إطلاق النار، ولكن ليس "بالمعنى الذي تراقب به طفلا صغيرا".

.. عمليا، في الأثر الجاري من احداث:

*1:
التقى نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، وأعرب عن تفاؤله باستمرار وقف إطلاق النار في غزة. وقد أبرزت تصاعدات العنف الأخيرة في غزة هشاشة الهدنة.


*2:
قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، الأربعاء، إن سلسلة الزيارات التي قام بها مسؤولون أميركيون كبار إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة كانت تهدف إلى الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار ي غزة وليس "مراقبة أصر هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي على أنهما حليفان يتعاونان بشكل وثيق.

*3:
قال السيد فانس: "لا نريد دولة تابعة، وهذا ليس ما تُمثله إسرائيل. لا نريد دولة تابعة، وهذا ليس ما تُمثله إسرائيل. نريد شراكة".

أدلى السيد فانس بهذه التعليقات بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، خلال رحلة جاءت بعد أكثر من أسبوع من زيارة الرئيس ترامب لإسرائيل.

*4:
صرحت متحدثة باسم مكتب نتنياهو أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيصل إلى البلاد يوم الخميس، وسيلتقي رئيس الوزراء في اليوم التالي. كما زار إسرائيل هذا الأسبوع كلٌّ من ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس.

قال نائب الرئيس إن الزيارات رفيعة المستوى كانت جزءًا من الجهود الأمريكية لحماية وقف إطلاق النار. وأضاف: "الأمر لا يتعلق بالمراقبة بمعنى مراقبة طفل صغير، بل بالمراقبة بمعنى وجود الكثير من العمل، الكثير من الأشخاص المتميزين الذين يقومون بهذا العمل، ومن المهم للمسؤولين الرئيسيين في الإدارة أن يواصلوا ضمان قيام موظفينا بما نحتاجه منهم".

*"لا توجد خطة".. محلل يصف مشروع ترامب لغزة بـ"غير منطقي" ويؤكد: "الفكرة ستتلاشى". 
انضم ديفيد سانجر، المحلل السياسي والأمني ​​القومي في CNN، إلى أندرسون كوبر لمناقشة اقتراح الرئيس ترامب الصادم بـ"السيطرة" على قطاع غزة. 
. مراقب من خلال عملنا في الصبر الإعلامي، بحثا عن الحقيقة مدلولات التوسع في نتائج القمة، تحديدا قمة شرم الشيخ وتوقيع اتفاق إيقاف إطلاق النار على غزة، الذي تم برعاية مصرية أميركية في شرم الشيخ، والغريب ان الإعلام الأميركي الأوروبي الدولي، يعيد ما كان من مسارات طالت الدول الوسطاء منذ أشهر طويلة آخرها، شباط العام ٢٠٢٤،وان الرؤية وقتئذ، أن:

"لا توجد خطة".. محلل يصف مشروع ترامب لغزة بـ"غير منطقي" ويؤكد: "الفكرة ستتلاشى.

 

وقال سانجر تعليقًا على مشروع ترامب: "المشكلة الجوهرية هنا هي أنه لا توجد خطة. عادة عندما تسمع رئيسًا يعلن شيئًا كهذا، وكان يقرأ من بعض الأوراق، لذا، من الواضح أنه فكر في هذا الأمر ولم يكن الأمر مجرد شيء نطق به عندما كان يقف هناك مع رئيس الوزراء نتنياهو".

وأضاف: "لم تكن هناك اجتماعات. لم تكن هناك مناقشة مع البنتاغون أو وزارة الخارجية أو أي شخص قد يتحدث عما إذا كان الفلسطينيون مهتمين بالمضي قدمًا في هذه الخطة. لم يكن هناك أي نقاش حول ما إذا كان الفلسطينيون سيوافقون على المغادرة، والذهاب إلى الأردن أو مصر. ولم يكن هناك أي نقاش حول ما إذا كانت مصر والأردن ستستقبلانهم".

كما أشار إلى أن "ما تبقى لك هو حديث الرئيس عن هذا الأمر. لقد أثار هذا الأمر حفيظة الجميع على الفور لكونه لن ينجح. بل إن وزير خارجيته تراجع أيضًا قليلًا، وقال إن هذا سيكون مؤقتًا فقط، وقال إن الفلسطينيين سيعودون. رغم أن الرئيس قال إن الجميع سيعودون إلى هذه المنطقة، صحيح؟ ثم نشر الرئيس هذه التغريدة ليؤكد ما قاله، لأنني أعتقد أنه شعر بالحرج إلى حد ما".

وأنهى سانجر تعليقه قائلًا: "أراهن أنه سيستمر في تكرار ذلك، لكن الفكرة ستتلاشى على الأرجح"، بالعودة إلى بدء مقترحات الرئيس ترامب وخططه لغزة. 
هل يعد ما يجري، عودة إلى ما نشر عن أفكار ترامب التي تتلاشى، وفق ديفيد سانجر، المحلل السياسي والأمني ​​القومي في CNN.
.. ليس ذلك محطة أولى ولا أخيرة، لكن هناك من يعرف خيوط واشواك البيت الأبيض.

*تمتلك آلاف الصواريخ... ماذا تبقى من قدرات "حماس" بعد الحرب؟.

.. في ظلال عالمية تراقب خطط الإدارة الأميركية ومحاولات رهن المنطقة لقلق الحروب الشاملة، 
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية،  الأربعاء، بأن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تقدّر أن حركة حماس لا تزال تمتلك مئات الصواريخ، بعضها متوسط المدى، والتي يمكنها الوصول إلى وسط البلاد.


وأبرزت أن هناك تقديرات بأن حماس ما تزال تمتلك أيضا "أكثر من 10 ألف صاروخ طويل المدى. ورغم أن حماس قد أُضعفت بشكل كبير خلال حرب العامين الماضيين، إلا أنها لا تزال تحتفظ بأكثر من نصف الأنفاق التي كانت تمتلكها سابقا".

وأضافت القناة الإسرائيلية أنه "خلال عامين من الحرب، لحقت أضرار جسيمة بالمنظمة الإرهابية وضعفت قوتها. وأدى تواجد قوات الجيش

الإسرائيلي في قطاع غزة والقتال الدائر إلى إلحاق أضرار بالغة بقدرات كتائب الجناح العسكري. ووفقا للمعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، فإن الكتائب التي خضعت لمناورات مكثفة، مثل كتائب لواء رفح، وغيرها، تعاني حاليا من نقص حاد في الأسلحة، وقد فقدت أكثر من 60 بالمئة من معداتها العسكرية".

وكشفت أن "أكثر من نصف البنية التحتية دمر، لكن ما تزال البنية التحتية تحت الأرض تُشكّل مركز الثقل الأهم لحماس في قطاع غزة".

وأبرزت: "كما يعاني تشكيل النخبة التابع لحماس، والذي قاد مجزرة 7 تشرين الأول، من نقص في القوى البشرية. وقد قُتل معظم قادة سرايا النخبة المخضرمين خلال القتال، ووفقا للمعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، فقد قضي على ما يقرب من 50 بالمئة من إجمالي القوة. واضطر تشكيل النخبة إلى توحيد السرايا، ولم ينجح إلا في تجنيد بضع مئات من الإرهابيين". 

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "حوالي 20 ألف مقاتل لا يزالوا نشطين في صفوف حماس".


.. وتعيد مصادر صحيفة هآرتس القول إن: حماس تفكك كل عصابات إسرائيل بغزة.. وتسيطر على الحكم سريعا، بدلالة ان السرعة تعني إعادة التهيئة للحرب. 
*العصابات المحلية بغزة، دعمتها إسرائيل وتركتها لمقصلة حماس. 
خلال أشهر الحرب الأخيرة، وإلى ما بعد اتفاق إيقاف الحرب، 
قالت صحيفة "هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن كل العصابات المحلية بغزة التي دعمتها إسرائيل خلال أشهر الحرب الأخيرة على أمل أن تشكل تحديا لحماس قد "تفككت”، لافتة إلى أن الحركة لا تزال الجهة الوحيدة في القطاع القادرة على الحكم.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، أن "العصابات المحلية التي دعمتها تل أبيب خلال المراحل الأخيرة من الحرب، على أمل تحدي حكم حماس، قد تفككت، أو تم القضاء على أعضائها أو إبعادهم من الساحة”.

وخلال أشهر الحرب، أفادت تقارير حكومية وحقوقية وإعلامية أجنبية أن إسرائيل شكلت عصابات محلية ودعمتها بالسلاح وعملت تحت حماية الجيش وفي مناطق سيطرته، على نهب وسرقة المساعدات الشحيحة التي كانت تصل القطاع، كما بثت الفوضى فيه.

وعقب سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة في بيان، فتح باب العفو لأفراد العصابات "غير المتورطين بالدماء وذلك لتسوية أوضاعهم”، كما لاحقت عددا ممن رفضوا تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية، وفق ما أكدته مصادر محلية.

وتابعت "هآرتس”: "الجيش الإسرائيلي يعتقد بأن حماس أعادت فرض سيطرتها على مؤسسات الحكم في غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.

ونقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تسمها، أن تل أبيب "لا ترى أحدا في غزة قادرا على تولي زمام الحكم من حماس”.

وأوضحت أن الجيش كان يتوقع انطلاق "احتجاجات” من فلسطينيين بغزة ضد حكم حماس "نظرا لظروفهم المعيشية الصعبة”، إلا أن ذلك لم يحدث، وفق الصحيفة.

وأشارت إلى أن "حماس تسيطر على غزة على المستوى البلدي، بينما شغلت مناصب رئيسية في المكاتب الحكومية بهدف استعادة السيطرة”.

وأردفت الصحيفة: "تعمل شرطة حماس دون عوائق لاستعادة النظام، بل إنها بدأت قمع المجرمين الذين يستغلون محنة النازحين في غزة”.

بجانب ذلك، لفتت "هآرتس” إلى أن "حماس تُجري أعمال تنظيف للطرق وإصلاح للبنية التحتية، لكنها تُكافح لبدء عملية إعادة إعمار جادة تتطلب مشاركة دول مُستعدة لتغطية التكاليف المُقدرة بعشرات مليارات الدولارات”، وفق قولها.

وذكرت أن كثيرا من النازحين لم يعودوا إلى أماكن سكنهم في غزة والشمال، حيث ما زالوا ينتظرون جنوبي القطاع ليتأكدوا "من انتهاء الحرب فعليا، إضافة إلى معاناتهم ماليا بسبب التكاليف الباهظة للانتقال جنوبا أثناء القتال، أو لعدم وجود منازل يعودون إليها”، وفق الصحيفة.

وبشأن معبر رفح الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ مايو/ أيار 2024، أشارت "هآرتس” إلى أن "القادة السياسيين الإسرائيليين أمروا بعدم فتح معبر رفح إلى مصر في هذه المرحلة، فيما تم تعليق المحادثات مع مصر بشأن هذه القضية للضغط على حماس للإفراج عن جميع جثث الرهائن القتلى”.

وسلمت حماس منذ سريان الاتفاق 20 أسيرا حيا، ورفات 14 أسيرا من أصل 28 معظمهم إسرائيليون، فيما تقول إنها بحاجة لمزيد من الوقت ولمعدات وآليات ثقيلة لانتشال الجثامين المتبقية من تحت الأنقاض.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية، لم تسمها، أن "المعبر سيُفتح لأول مرة منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، ولكن يجب إكمال العمل في المنشأة أولًا، ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، إنشاء مرافق التفتيش”.

وخلال هدنة يناير الماضي، فتحت إسرائيل معبر رفح جزئيا وبشكل استثنائي لسفر أعداد محدودة من المرضى لتلقي العلاج بالخارج.

من جانب آخر، أشارت الصحيفة إن أن الفرق الأجنبية المسؤولة عن تنفيذ اتفاق وقف النار والإشراف على بنود المرحلة الثانية منه "لم تتوصل لاتفاقات بشأن القضايا الأكثر حساسية، مثل سياسات إطلاق النار، وكذلك هوية القوة متعددة الجنسيات وموقعها وصلاحياتها ومدى تعاونها مع حماس”.

والاثنين، وصل المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إسرائيل، فيما تبعهم جيه دي فانس نائب الرئيس دونالد ترامب اليوم، لمناقشة ملفات المرحلة التالية من الخطة الأمريكية بالمنطقة، من بينها وفق صحيفة "يسرائيل هيوم” تشكيل قوة متعددة الجنسيات داخل غزة وكيفية نقل السلطة من "حماس” وآلية تسليم سلاحها.

كل هذه المعلومات جاءت من القدس، ومن إعلام الدولة التركية، وكالة "الأناضول"، التي اخذت تتابع بقلق ما تسير عليه نتائج قمة شرم الشيخ وما بعدها اوروبيا. 
*وثيقة حرب:
دغمش وأبو شباب وغيرهما...حماس بدأت الاقتصاص من العصابات
وثيقة كتبها المحلل السياسي الفلسطيني أدهم مناصرة، ونشرت يوم الثلاثاء 2025/10/14، ونالت مصدر نشرها في منصة الموقع الإلكتروني المدن، اللبناني القطري،.. وفي الوثيقة التي تنشرها "الدستور" لخطورتها واهميتها التاريخية المعاصرة:

أجمعت مصادر مطلعة في قطاع غزة، تحدثت إليها "المدن"، على أن تمكن حركة "حماس" من حسم أمر مسلحين من عائلة دغمش تحصنوا في مربع سكني بحي الصبرة في مدينة غزة، خلال مواجهات وقعت أمس الاثنين، لا يعني بالضرورة أن الحركة قادرة على معالجة سريعة ونهائية لمعضلة العصابات التابعة لعائلات وجهات توصف بـ"المشبوهة وطنيًا"، باعتبار أنها "مهمة أمنية معقدة" لا تُحسم في فترة قصيرة.

 

*الردع.. وإثبات القوة

وأكدت المصادر أن "حماس" سبق أن دخلت في مواجهة مع عائلة دغمش وقتلت أفرادا منها عام 2014، وبالتالي لم يكن الصدام المسلح بينهما، الأول من نوعه، لكن المفارقة أن ما خلفته الحرب من فوضى وفلتان أمني وظروف إنسانية في غاية التعقيد، جعلت السياق مختلفًا كثيرًا، خصوصًا أن "حماس" تتهم مسلحين من العائلة بسرقة شاحنات المساعدات وقتل نازحين "تحت غطاء إسرائيلي".

وأكد مصدر من "حماس"، لـ"المدن"، أن الحركة أرادت فور سريان اتفاق وقف الحرب، أن توجه ضربة سريعة للعصابة المشكلة من أفراد من عائلة دغمش؛ بهدف "محاسبتها على أفعالها طيلة الحرب، من نهب للمساعدات وقتل منتظريها". ولم يُخفِ المصدر أن الحركة أرادت جعل تعاملها الأمني مع دغمش، "عبرة" لردع وترهيب باقي العائلات والميليشيات. ورغم إقراره بأن المهمة طويلة وتواجه صعوبات، إلا أنه شدد على أن الحركة مصرّة على حسم أمر العصابات بكل الوسائل.

وبالتأكيد، ثمة دافع آخر لمسارعة "حماس" إلى مواجهة العصابات بالسلاح، ويكمن برغبتها في توجيه رسالة للداخل والخارج، مفادها "أنها ما زالت القوة الوحيدة في القطاع، رغم كل شيء". واللافت هنا، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رد على سؤال بشأن المواجهة بين "حماس" وتلك المجموعات، بالقول إن أميركا "فوضت حماس مؤقتًا.. لضبط الأمن في القطاع".

وكانت قوة من وحدة "سهم" التابعة لـ"حماس"، اشتبكت في وقت سابق من هذا الشهر، مع عائلة المجايدة في خانيونس، على إثر اتهام مسلحين من العائلة بسرقة المساعدات ونشر الفوضى، ما أسفر عن قتلى وإصابات في صفوف الطرفين.

 

*أبرز العصابات.. وأماكنها؟

تبدو مسألة الميليشيات والمجموعات المسلحة في القطاع، مركّبة ومعقدة وبأكثر من رأس، حيث نشأت وتصاعدت خلال العدوان الإسرائيلي على مدار عامين، مستفيدة من حالة الفوضى والظروف الإنسانية المعقدة، إلى جانب تلقي منظومة الأمن والشرطة ضربات كبيرة جراء استهدافات الاحتلال، مرورًا بتقديم الاحتلال دعمًا مباشرًا أو غير مباشر لعدة مجموعات.

وأكد خبير أمني في القطاع لـ"المدن"، أن ثمة إشكالية تعترض القضاء التام على بعض الميليشيات في هذه المرحلة، نظرًا لوجودها في أماكن سيطرة جيش الاحتلال وتلقيها دعمًا منه، مثل ميليشيا ياسر أبو شباب التي تتموضع في منطقة الشوكة شرقي رفح، وميليشيا يونس الأسطل الموجودة في جنوب شرق خانيونس، وميليشيا رامي حلس بالشجاعية شرقي مدينة غزة، إضافة إلى مجموعات أخرى تتبع عائلات في عدة مناطق.

 

*حكاية التشكّل.. والمهام

وبيّن الخبير الأمني أن حكاية بعض المجموعات بدأت خلال وجود أفرادها في سجون غزة قبل الحرب، بتهم جنائية وأمنية، وعند تمكنهم من الخروج من السجن على إثر الحرب، فإن الأمر سهّل لهم تشكيلٍ سريع للعصابات؛ لأنهم يعرفون بعضهم. ووفق المصدر، فإن ذلك شجّع الاحتلال على دعم هذه المجموعات وتسهيل حركتها، بل وتشغيلها لصالح مهام يريدها.

وطرحت بعض المجموعات نفسها في بداية الحرب، كميليشيا أبو شباب مثلًا، على أنها "حامية للمساعدات من النهب"، ثم تكشفت لاحقا مآربها العابرة لذلك، فأعلنت صراحة أنها قررت قتال "حماس".

وأضاف المصدر الأمني أن إسرائيل تختار التعامل مع أشخاص منبوذين مجتمعيًا ووطنيًا وغير متعلمين، ولديهم قدرة على تشكيل العصابات، بما يكرس هدف الاحتلال بجعل غزة غير آمنة أو قابلة للسكن، حيث أسس لصعود هذه الميليشيات لقتال "حماس".

وليس مستغربًا أن تل أبيب وصفت مجموعة أبو شباب في البداية ب"داعشية"؛ فهي تريد صياغة الخيوط لمنحها مبررات العودة إلى الحرب على القطاع وقتما وكيفما شاءت. ووفق المصدر، فإن ياسر أبو شباب، تعرّف على يونس الأسطل، خلال وجودها في السجن قبل الحرب، وهو ما يعزز الاستنتاج بأنهما يعملان في نفس سياق المهمة والتوجه.

 

*أكثر من معيق!

ورغم تموضع مجموعة أبو شباب في رفح، إلا أنها نفذت مهام في مواقع متقدمة، كالاشتباك أو محاولة خطف وقتل مقاومين في خانيونس ومناطق أخرى، خلال الأشهر الأخيرة للحرب، كما يبرز سيناريو خطير باحتمال تحول العصابات المسلحة إلى خلايا تعيش بين المواطنين خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، ثم تقوم بتنفيذ عمليات قتل وأخرى مشبوهة، وفق مصادر "المدن".

ومن بين التحديات أيضًا، أن الداخلية في غزة بعد سنتين من الحرب، لم تعُد قائمة كمنظومة أمن كالسابق؛ بسبب تدمير مراكزها واغتيال قادتها، وفقدانها وسائل الاتصال والأمور اللوجستية اللازمة. وأكدت مصادر محلية لـ"المدن"، أن هناك حاجة لعدد أكبر من أفراد الشرطة لضبط الأمن، مع أن الحركة قادرة على تحشيد الكثير من عناصرها وتسليحهم، عدا عن أنه لا يوجد مراكز احتجاز بعد تدمير الاحتلال للمقار الأمنية والسجون.

 

*تحذيرٌ من الاندفاع.. والانتقام

لكنّ مصدرًا من حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، حذّر من نهج الاندفاع والانتقام في مواجهة الميليشيات؛ لأنها "ليست كلها متعاونة مع الاحتلال"، داعيًا أمن "حماس" إلى إصدار "عفو مؤقت" عن ضالعين في العصابات، لتشجيعهم على الخروج منها والعودة إلى الصواب؛ خصوصًا أن بعضهم "تذرع بالعمل فيها مضطرًا لتأمين قوت يومه"، وهناك من لم يتجاوز عمره الـ17 عامًا.

ورأى المصدر أن ما تقوم به "حماس" الآن، يحل جزءًا من المشكلة، لكن المعالجة الأمنية الكاملة مرهونة بانسحاب كامل لقوات الاحتلال، ووقف دعمها وغطائها للميليشيات.

 

* التعارض في المصالح، بحسب رؤية مختلفة.

.. حتما، وهذا في أعراف سرديات الحروب:[وقف النار ليس نهاية الحرب]. 
.. لفهم ذلك، نذكر ان غزة ما زالت تحت تهديد الكابنيت الصهيوني،المرتهن  لألاعيب السفاح نتنياهو، وهذا يحيلنا إلى رؤية نشرت بعد توقيع الاتفاق، وبعد مؤشرات الإعلان عن خطة تقسيم غزة..

تناولت صحيفة "الدستور " الأردنية اليومية، في عددها الصادر يوم الأربعاء 2025-10-22 
مقالة السياسي الفلسطيني، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وكان  نائبا في الكنيست الإسرائيلي، المحلل حمادة فراعنة، وكتب عن اتفاق إيقاف الحرب في قطاع غزة بعنوان:" التعارض في المصالح". 
ويعتقد المحلل، أن هناك؛ 
ثلاثة أطراف متداخلة متورطة في حيثيات وتفاصيل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المحتدم عمليًا على امتداد خارطة قطاع غزة، وفي الاشتباك السياسي المفتوح، بين الأطراف الثلاثة:
1- فلسطينيا. 
2- إسرائيليًا. 
3- أميركيًا. 
إضافة إلى التدخل الهادئ المتزن المباشر لدى الأطراف الوسيطة:
1- مصر. 
2- قطر. 
3- تركيا.
خارطة واسعة من التفاصيل، والاشتباكات، والتداخل، فرضتها أولًا عملية 7 أكتوبر 2023، من قبل حركة حماس، وتداعياتها خلال السنتين، حتى أكتوبر 2025، وثانيًا خطة الرئيس الأميركي ترامب، الذي أعلنها يوم 9 أكتوبر 2025، والتصديق عليها في قمة شرم الشيخ الأميركية يوم 13/10/2025.
الولايات المتحدة سواء في عهد الحزب الديمقراطي وولاية الرئيس بايدن حتى 20/1/2025، أو في عهد الحزب الجمهوري وولاية الرئيس ترامب، قدمت كل الدعم والإسناد والتغطية السياسية والدبلوماسية والتكنولوجية والاستخبارية والمالية، لحكومة المستعمرة[يقصد هنا دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وهو مصطلح يصر  عليه حمادة فراعنة]، حتى تحقق ما سعت له وفق خطة نتنياهو ويوآف جالنت سابقًا، او مع إسرائيل كاتس وزير الحرب حاليا، ومع رئيس أركان جيش المستعمرة هرتسي هليفي سابقا، ومع رئيس أركان جيش المستعمرة إيال زامير حاليا.
الرئيس ترامب عمل اتجاهين؛:
*أولًا:
دعم كامل إلى نتنياهو لعله يفوز ويُحقق هدفيه المعلنين:
1- تصفية المقاومة. 
2- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. 
ولكنه أخفق في تحقيق هدفيه، رغم إعطائه أوقاتا كافية، ولكنه لم يتمكن من إنجاز هدفيه. 
*ثانيًا:
عبر تغيير نتائج إخفاق-السفاخ- نتنياهو طوال السنتين، في حربه الهمجية على قطاع غزة، باتجاه إظهاره بالفوز وتحقيق النتائج عبر وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتنفيد عملية التبادل، فقدم خطته لوقف إطلاق النار، ودعا إلى المؤتمر الدولي في شرم الشيخ لاظهار-السفاح- نتنياهو بالفوز والنجاح، ولكن التضليل والكذب والادعاء والغطاء الأميركي لم يمر على الإسرائيليين، ولم ينخدعوا في ظاهرة إطلاق سراح أسراهم لا أمام العائلات، ولا أمام المعارضة، وواجهوه أنه فشل وأخفق وأن الذي أوقف إطلاق النار، وأطلق سراح الأسرى هو الرئيس الأميركي.
.. ويقر فراعنه،:
*1:
أن - السفاح-نتنياهو لا مصلحة له بوقف إطلاق النار، بل باستمرار الحرب حتى تستمر حجته بعدم تشكيل لجنة التحقيق لأنه في حالة حرب، وإذا تم تشكيل لجنة التحقيق سيحاكم بالتقصير أولًا بسبب عملية 7 أكتوبر، وثانيًا فشله في معالجة تداعيات 7 أكتوبر، وهذا ما يُفسر إبرازه الذرائع لمواصلة القصف والقتل والتدمير.
*2:
حركة حماس، لها مصلحة في وقف إطلاق النار؛..ويدلل على ذلك بالقول:
*أ:
أولًا حفاظًا على وجودها، بعد أن تعرضت إلى ما تعرضت له من خسائر في قياداتها وكوادرها وقواعدها
*ب:
ثانيًا حفاظًا على شعبها الذي دفع أثمانًا باهظة خلال الحرب. 
*ج:
ثالثًا استجابة لنصائح قطر وتركيا ومصر. 
*ء:
رابعًا استجابة لمبادرة الرئيس ترامب بهدف تحييد الموقف الأميركي، لمعرفتها أن الرئيس الأميركي له مصلحة في إظهار نفسه على أنه رجل سلام، فاز في وقف حروب متعددة، ويسعى للفوز في وقف الحرب في أوكرانيا، وفي حرب قطاع غزة.

*الاشتباك السياسي.. وماذا يعني بعد الاتفاق على وقف النار؟!.

ينحاز، المحلل السياسي فراعنة إلى رؤية جدلية، إذ ان يعالج ما قد يعرف ب مصطلح" الاشتباك "، وهو عنده:. سيبقى الاشتباك السياسي معقدًا، صعبًا، متداخلًا عبر المد والجزر، لأن معركة غزة لم تحقق نتائج حاسمة لمصلحة أحد طرفي الصراع، فالإسرائيلي أخفق ولكنه لم يُهزم، ولم يندفع بالهرولة للخروج من قطاع غزة، لأن الحرب والبقاء لم تكلفه غاليًا، ولم تفرض عليه الانسحاب الإجباري من قطاع غزة، والمقاومة الفلسطينية التي صمدت، ولكنها لم تتمكن من فرض الانسحاب الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وبغياب الحسم الميداني على أرض قطاع غزة، سيبقى الاشتباك السياسي غير محسوم النتائج، وهذا ما يُفسر التدخل الأميركي لمصلحة المستعمرة حتى لا يتحول إخفاق نتنياهو إلى هزيمة، أمام صمود الفلسطينيين.

* "ترسانة حماس" ليست مقدمة لتبرير التقسيم ؟ 
.. ولعل مأساة الحدث في الإعلام العربي والدولي الراهن، انه مساهم جيد في التضليل الإعلامي، وبالتالي التسوية السياسي، وهذا يفسر لماذا تنشر منصة ارام نيوز، حكايات قديمة متجددة عن قوة حركة حماس'لتقرأ:. 
تتجه الأنظار في الوقت الراهن إلى ما تبقى من "ترسانة" حركة "حماس" العسكرية في غزة، وذلك بعد الحرب استمرت عامين، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهائها رسميًا خلال زيارة إلى إسرائيل.

ونشر موقع "إرم نيوز" الإماراتي، 13/10/2025 تقريرًا سرد فيه تفاصيل عن تلك الترسانة، وفق تراتبية عسكرية:
 

*1- الصواريخ:
 


أولًا - قبل الحرب: 
 

20 ألف صاروخ قصير وطويل المدى
 

- قدرة على إطلاق آلاف الصواريخ في وقتٍ قصير
 

- المدى يصلُ إلى 250 كم معظمها غير موجهة مصنوعة محاليًا أو مُهربة من إيران
 

ثانيًا - بعد الحرب:
 

- استنزاف كبير مع تقديرات ببقاء نحو 3 آلاف صاروخ
 

- نسبة الاستنزاف تصل إلى 90%
 

- معظم الصواريخ المتبقية قصيرة المدى
 

- انخفاض الإطلاق إلى مستويات متدنية (صاروخان فقط في أيلول)

 

- كل الصواريخ محلة الصنع أو مستعادة من ذخائر اسرائيلية غير مُنفجرة
 

*2- القذائف:
 

أولًا - قبل الحرب:
 

- تقديرات بوجود 20 ألف قذيفة
 

- تعتبر جزءًا أساسيًا من الترسانة 
 

ثانيًا - بعد الحرب:
 

- اكتشاف ودمير كميات كبيرة مخفية
 

- انخفاض في الاستخدام 90%
 

- يُحتفظ ببعضها للكمائن فقط
 

*3- الطائرات المسيرات:

 

أولًا - قبل الحرب:
 

- عشرات المسيرات بما في ذلك 35 مسيرة تفجيرية ذاتية
 

- مستوحاة من تصاميم إيرانية للاستطلاع والتفجير
 

- استُخدمت في هجمات 7 تشرين الاول لتدمير أبراج مراقبة
 

ثانيًا - بعد الحرب:
 

- تدمير معظم القدرات الانتاجية 
 

- لا تقديرات دقيقة لما تبقى من مسيرات
 

- التركيز على مسيرات بسيطة أو مُهرّبة عبر الحدود
 

*4- الأسلحة العامة والخفيفة:

 

أولًا - قبل الحرب:
 

- كانت توجد آلاف الأسلحة الخفيفة بما في ذلك بنادق هجومية ورشاشات وبنادق قنص وبنادق قناصة
 

- كانت توجد مئات من قاذفات آر بي جي
 

- كان يوجد 300 صاروخ مضاد للدبابات إضافة إلى مئات الألغام
 

ثانيًا - بعد الحرب:
 

- تحتفظ الحركة بآلاف الأسلحة الخفيفة للكمائن
 

- هناك بنادق للقنص إلى جانب رشاشات ما زالت مُتاحة لعمليات فردية
 

*5- القنابل والمتفجرات:
 

أولًا - قبل الحرب:
 

- آلاف القنابل والمتفجرات بما في ذلك قنابل يدوية، ألغام وقنابل حرارية استُخدمت في عمليات انتحارية وكمائن
 

ثانيًا - بعد الحرب:
 

- تحتفظ بقدرات أساسية لصنع متفجرات مرتلجة من ذخائر غير منفجرة
 

- الانتاج محدود بسبب الحصار
 


* رؤية وطنية فلسطينية تُحَوِّل “الهدنة”لإنهاء الاحتلال.

نحو رؤية وطنية فلسطينية تُحَوِّل “الهدنة”لإنهاء الاحتلال قراءة سياسية للكاتب الفلسطيني جمال زقوت نشرها بدافع سياسي أمني، في جريدة الاتحاد الفلسطينية، وفيها يحاول معالجة  محددات سابقة، تعالج اي محاولة تقسيم لقطاع غزة، سواء امان هذا التقسيم بإرادة أميركية أو إسرائيل، وهنا زقوت، يدعو إلى، فهم كيف:
أثبتت الحرب-العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس - أن الفلسطينيين، رغم الدمار، يملكون زمام المبادرة الأخلاقية. 
المطلوب تحويل هذه الشرعية إلى رؤية سياسية تخاطب واشنطن بلغة المصلحة، وبروكسل-حيث المجموعة الأوروبية، تجتمع في قمة مهمة قمة مصر وأوروبا، نقطة تحول مهمة سياسيا واقتصاديا-بلغة القانون والعدالة، والعرب بلغة الالتزام الجماعي، والشعب بلغة الشراكة والكرامة.

لم يعد اتفاق وقف الحرب الذي رعته إدارة ترامب نهايةً للمأساة في غزة، بل بداية مرحلة أكثر تعقيدًا وحساسية، تتقاطع فيها مصالح القوى الإقليمية والدولية، فيما تحاول إسرائيل تثبيت وقائع سياسية وأمنية جديدة تضمن بقاء سيطرتها من دون أن تتحمل تبعات الاحتلال.

في قلب هذا المشهد يبرز السؤال المركزي:
* ماذا يمكن للفلسطينيين أن يفعلوا، ووفق أي رؤية، لكبح المخططات الكولونيالية والعدوانية الإسرائيلية، وكذلك محاولة اختراق جدار الموقف الدولي، سيما لحماية وحدة الكيان الوطنية ومنع الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، من المضي في تفتيتها؟
.. وفي لغة جيوسياسية وأمنية، يلتقط المحلل زقوت ملامح الأزمة، بعد ما كشف، لاحقا عن محاولة أو خطط لتقسيم القطاع، يرى الكاتب:


*أولا:
تتعامل حكومة الحرب الإسرائيلية مع وقف القتال كفرصة لترسيخ ما فشلت في تحقيقه عسكريًا عبر فرض معادلة "هدوء مقابل أمن إسرائيل"، حيث تسعى لتحويل غزة إلى كيان معزول عن الكيان الوطني، ورهينة للهيمنة الأمنية، وخاضعة لأجندتها في الإغاثة والإيواء والإعمار والمصير الوطني.

*ثانيا:
في المقابل تواصل حشر السلطة الفلسطينية في دور إداري هامشي في الضفة، وتُعمّق الفصل الجغرافي والسياسي بين القطاع والضفة، بما في ذلك القدس الشرقية. هدف إسرائيل المعلن والفعلي هو فرض وصاية أمنية دائمة، تحت غطاء دولي أو إقليمي، مع استمرار الاستيطان وسياسة الضم، وبذلك تضمن دفن فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وحقّ العودة وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.

*ثالثا:
في الوقت الذي تقبل فيه  حماس الخروج من الحكم فهي تسعى لمنع إلغاء دورها، وهي تدرك حدود ذلك بعد الحرب. فهي مهيّأة لقبول ترتيبات تسمح بانسحابها من الحكم العلني مقابل الاحتفاظ بدور غير مباشر في إدارة القطاع. قد تسعى للإبقاء على سلاحها كرمز للكرامة والمكانة الوطنية.

هذه المقاربة غير قابلة للاستمرار من دون اتفاق وطني جامع يعيد تعريف الوظيفة الأمنية والسياسية للسلاح. 
*رابعا:

حسنًا فعلت حماس عندما أحالت القضايا ذات الطابع الوطني إلى ضرورة بلورة موقف وطني جامع حولها، ولكن هل مجرد بلورة مثل هذا الموقف دون التوافق على إطار وطني تنفيذي يضع القرار الوطني في إطار مؤسسي موحّد يمكن أن يُحَوِّل الطرف الفلسطيني إلى لاعب مؤثر وقادر على الدفاع عن هذه الرؤية ويتابع تنفيذها؟ وهل مجرد لجنة من الخبراء محدودة الدور والصلاحيات قادرة على ذلك؟ ناهيك عن متطلبات منع الاستفراد والاستحواذ والإقصاء.

*خامسا:
لقد بات من الضروري تحرير المجتمع من الحسابات الفصائلية الضيقة التي تقف عقبة أمام مستقبل القضية، مع ضرورة الاعتراف بتضحيات الجميع في مسيرة النضال الوطني، وما دفعه الشعب الفلسطيني من ثمن غالٍ في هذه المسيرة.

*سادسا:
السلطة الفلسطينية تواجه امتحانًا وجوديًا؛ فلا يمكنها استعادة دورها في قطاع غزة دون توافق وطني شامل، وآليات وحُكم مؤسساتي قادر على إدارة المرحلة المقبلة وإفشال المخططات الإسرائيلية.

المطلوب بلورة مشروع وطني موحّد يستند إلى وحدة القرار والمؤسسات كما نصّ عليه إعلان الإجماع الوطني في بكين، ويفتح الطريق لاستعادة الثقة داخليًا ودوليًا تمهيدًا لإجراء انتخابات عامة وشاملة في إطار زمني متفق عليه، وحشد الدعم الدولي لها كمدخل لممارسة الحق في تقرير المصير.

*سابعا:
يتحرك الوسطاء لضمان الالتزام بإعلان إنهاء الحرب، إلا أن قدرة هؤلاء على ضمان التنفيذ محدودة دون مظلة دولية وآلية رقابة ملزمة، والأهم دون موقف وطني موحّد تشرف على تنفيذه حكومة توافق تستعيد السيطرة على قضايا الأمن والسلاح والإعمار وفق رؤية مركزها إنجاز الاستقلال الوطني لا فصل القطاع عن الكيانية الجامعة.

*ثامنا:
الإدارة الأميركية، بقيادة ترامب، لا تخفي انحيازها لإسرائيل وتتعامل مع الملف الفلسطيني كقضية أمنية. لكنها مدركة أن استمرار الصراع يهدد الاستقرار الإقليمي ومصالحها. الثغرة الفلسطينية تكمن في خطاب المصلحة لا المظلومية: بلورة طرح عملي يربط بين الاستقرار الإقليمي وحل سياسي شامل. المطلوب توحيد الخطاب الوطني ودمجه في معادلات الرأي العام الأميركي عبر الكونغرس ومراكز القرار والإعلام.

*تاسعا:
تُعد أوروبا الساحة الأكثر حيوية للتحرك الفلسطيني. فالتعاطف الشعبي لم يعد مسألة أخلاقية فحسب، بل بدأ يتحول إلى مواقف سياسية لدى بعض الحكومات والبرلمانات. الرهان هو تحويل التمويل والإعمار إلى أدوات ضغط سياسية، وربط الدعم الأوروبي بشرط إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والاعتراف بدولة فلسطين. الخطاب الحقوقي والقانوني هو مفتاح الدبلوماسية الفلسطينية على الصعيدين الرسمي والشعبي، وبما يشمل أيضًا تفعيل الضغط الأوروبي على واشنطن في سياق المصالح المتبدلة بينهما.

*عاشرا:
كشفت الحرب عدم قابلية مقولة "التطبيع مقابل الاستقرار". وأي مسار عربي نحو إسرائيل لا يقوم على التزام واضح بمبادرة السلام العربية ومركزية إنهاء الاحتلال سيكرّس الهيمنة الإسرائيلية ويقوّض فرص السلام. لذا لا بد من موقف عربي جماعي يعيد تعريف المبادرة كأداة ضغط، ويجعل أي تقدم في العلاقات مشروطًا بانسحاب واضح وجدول زمني لإنهاء الاحتلال، وتفعيل آلية عربية–أوروبية لمراقبة أي اتفاقات لاحقة.

*ما هو المطلوب وطنيًا؟

*أولًا: إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الإجماع الوطني الشامل وفقًا لإعلان بكين، والاسراع بتشكيل حكومة وفاق وطني وفق رؤية وحدة الوطن ومؤسسات الشعب الفلسطيني، ومجلس وطني توافقي يحدد المرجعية السياسية والأمنية ويعيد تعريف وظائف المقاومة في إطار القرار الجماعي.

*ثانيًا: تفعيل مسار المساءلة الدولية عبر المحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية، مع حملة حقوقية وإعلامية منظمة تربط جرائم الحرب في غزة بضرورة إنهاء الاحتلال في الضفة.

*ثالثًا: تعزيز الشراكة مع قوى التضامن الدولي لتحويل التعاطف الشعبي إلى ضغط سياسي ومؤسسي مستدام على الحكومات الغربية.

الأولوية توفير ضمانات عملية تشمل: رقابة دولية دائمة على وقف النار والانتهاكات بتقارير علنية ملزمة؛ إنشاء قوة حماية مدنية متعددة الأطراف بإشراف أممي أو شراكة عربية–أوروبية؛ وربط أي تعاون دولي مع إسرائيل بالتزامها بالقانون الدولي ووقف ممارسات الاحتلال.

أثبتت الحرب أن الفلسطينيين، رغم الدمار، يملكون زمام المبادرة الأخلاقية. المطلوب تحويل هذه الشرعية إلى رؤية سياسية تخاطب واشنطن بلغة المصلحة، وبروكسل بلغة القانون والعدالة، والعرب بلغة الالتزام الجماعي، والشعب بلغة الشراكة والكرامة. فقط حين يتوحد الفعل الوطني وتُدار السياسة بروح المصالح العليا يمكن تحويل إعلان شرم الشيخ لوقف الحرب إلى مسار يفتح الطريق نحو الحرية والدولة، لا استراحة قبل جولة أخرى من الدم.

*أكثر من 450 شخصية يهودية  عالمية  تطالب الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب  الإبادة الجماعية في غزة.

أفادت صحيفة الغارديان، وهذه علامة مضيئة، فيها إشارة إلى تحولات الثقافة والحضارة الغربية، إذ يقول الحدث، بأن أكثر من 450 شخصية يهودية بارزة حول العالم وقعوا رسالة تطالب الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب جرائمها التي ترقى لمستوى الإبادة الجماعية في غزة.
وأضافت الصحيفة أن "أكثر من 450 شخصية يهودية بارزة قد وقعوا رسالة مفتوحة تطالب بمحاسبة إسرائيل على ممارساتها في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية".

ويأتي نشر الرسالة في الوقت الذي يجتمع فيه قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس، وسط تقارير عن عزمهم تأجيل مقترحات فرض عقوبات على إسرائيل.

ومن بين الموقعين على الرسالة رئيس البرلمان الإسرائيلي السابق أبراهام بورغ، والمفاوض الإسرائيلي السابق للسلام دانيل ليفي، والكاتبة اليهودية الكندية نعومي كلاين، والمخرج البريطاني جوناثان غليزر، الذي أخرج الفيلم الدرامي الحائز جائزة الأوسكار "منطقة الاهتمام"، والممثل الأمريكي والاس شون، والحائزة جائزة إيمي إيلانا غليزر، وغيرهم.


وجاء في الرسالة: "نوجه هذا النداء، كيهود من مختلف مناحي الحياة ومن جميع أنحاء العالم، ولا ننسى أن العديد من القوانين والمواثيق والاتفاقيات التي وضعت لحماية وصون جميع الأرواح البشرية وضعت ردا على محرقة الهولوكوست، وتنتهك إسرائيل هذه الضمانات باستمرار، كما أن محاسبة القادة الإسرائيليين على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي أمر أساسي".

وبحسب الصحيفة، فإن أكثر من 450 موقعا يدعون إلى الالتزام بأي حكم صادر عن محكمة دولية، وتنفيذ أوامر الاعتقال ضد المسؤولين الإسرائيليين، ووقف إرسال الأسلحة والسلع والخدمات الأخرى إلى إسرائيل، وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ودحض الاتهامات الكاذبة بمعاداة السامية التي شوهت كل أولئك الذين يسعون إلى السلام.
.. غزة ما بعد قمة شرم الشيخ، تعيد فرص إثبات الحقيقة و، ربما إنجاح مراحل اتفاق إيقاف الحرب، علينا، عمليا وأمنيا دبلماسيا مراقبة الآتي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق