عشرات الآلاف يشاركون في مسيرات متنافسة مع انطلاق الحملة الانتخابية في المجر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد المجر، اليوم الخميس، انطلاق الحملة الانتخابية في أجواء سياسية مشحونة بالاستقطاب، حيث يشارك عشرات الآلاف في تجمعات متنافسة في العاصمة بودابست ينظمها حزب "فيدس" الحاكم بقيادة فيكتور أوربان، وحزب "تيسا" المعارض بزعامة بيتر ماجيار.

وبحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، فإن المسيرتين تعكسان عمق الانقسام داخل المجتمع المجري، في وقت يواصل فيه أوربان، الذي يتولى السلطة منذ عام 2010، اللعب على وتر القومية والهوية، بينما يحاول خصمه ماجيار كسب التأييد عبر خطاب إصلاحي يندد بالفساد وغلاء المعيشة.

تقام المسيرات تزامنًا مع إحياء ذكرى انتفاضة المجر عام 1956 ضد الحكم السوفيتي، وهي محطة رمزية لطالما استغلها حزب "فيدس" لترسيخ صورته كمدافع عن الاستقلال الوطني، رغم تقاربه اللافت مؤخرًا مع موسكو.

وقد أعلن الحزب الحاكم أنه يتوقع إقبالًا قياسيًا في احتفالات هذا العام، مشيرًا إلى أن أوربان سيوجه خطابًا إلى أنصاره أمام البرلمان. 

لكن الاحتفال تلقى ضربة معنوية بعدما تبين أن اللقاء الذي كان مُرتقبًا في بودابست بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي روج له كنجاح شخصي لأوربان، لن يُعقد.

المعارضة تستغل الغضب الشعبي

على الجانب الآخر، يقود ماجيار، العضو السابق في "فيدس" والمنشق عن الحزب في فبراير الماضي، حركة احتجاجية موسعة تستفيد من الغضب الشعبي تجاه التضخم القياسي والفضائح السياسية.

وتشير أحدث استطلاعات معهد IDEA المستقل إلى أن حزب "تيسا" يتقدم بـ10 نقاط على الحزب الحاكم، حيث قد يحصل على 37% مقابل 27% لـ"فيدس"، في حال أُجريت الانتخابات الأحد المقبل.

غير أن المحلل السياسي بالاز بوتشسكي حذر من أن ربع الناخبين ما زالوا مترددين، وهو ما قد يقلب النتائج كما حدث في انتخابات 2022 التي انتهت بفوز أوربان رغم تقدم المعارضة في الاستطلاعات آنذاك.

حرب الروايات والاتهامات

يتبادل الحزبان الاتهامات في ساحة المعركة الانتخابية، حيث اتهم ماجيار الحكومة باستخدام أموال الدولة لنقل أنصارها إلى العاصمة وتقديم حوافز مالية للحضور، بينما اتهم "فيدس" خصمه بأنه "عميل لأوكرانيا" يسعى لجر المجر إلى الحرب.

في المقابل، ينفي مسؤولو الحزب الحاكم هذه المزاعم، ويصفونها بأنها "أخبار كاذبة"، فيما يصر ماجيار على أن حملته تمثل "وقفة ضد الابتزاز والأكاذيب".

معركة مفتوحة قبل انتخابات أبريل

قبل ستة أشهر من الانتخابات العامة المقررة في أبريل المقبل، يرى مراقبون أن السباق يبقى مفتوحًا وغير محسوم، رغم ما يمتلكه أوربان من نفوذ إعلامي واسع وهيمنة مالية على المشهد السياسي.

ويقول بيتر كريكو، مدير مركز "بوليتيكال كابيتال" في بودابست: إن "الانتخابات ستكون حرة لكنها غير عادلة"، مضيفًا: "أن التفاوت في الموارد والدعاية قد يحسم الكفة، رغم مؤشرات التراجع في شعبية الحزب الحاكم".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق