ما هي علاقة أنيميا البحر المتوسط بزواج الأقارب؟ (فيديو)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعَد  أنيميا البحر المتوسط (الثلاسيميا) واحدة من أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارًا في المنطقة العربية، وتُشكل خطرًا صحيًا كبيرًا خاصة في حالات زواج الأقارب، حيث ترتفع احتمالية انتقال الجين المسبب للمرض من الأبوين إلى الأبناء.

 

مرض ينتقل عبر الجينات وليس العدوى

في هذا السياق، أوضح الدكتور محمد فطين، أستاذ مساعد واستشاري أمراض الدم، أن أنيميا البحر المتوسط مرض وراثي يُنقل عبر الجينات، ولا علاقة له بالأطعمة أو العدوى.

وقال: “الثلاسيميا تنتقل من الأب والأم إلى الطفل عن طريق الجينات، وليست مرضًا مكتسبًا، لذلك الوقاية تبدأ من قبل الزواج وليس بعده”.

وأشار إلى أن الشخص قد يكون “حاملًا للمرض” دون أن تظهر عليه أي أعراض، لكنه إذا تزوج من شخص آخر حامل لنفس الجين، فإن احتمالية أن يُولد طفل مصاب ترتفع بشكل كبير، وتصل في بعض الحالات إلى 25% من كل حمل.

 

أهمية التحاليل قبل الزواج

شدد الدكتور فطين على ضرورة إجراء تحاليل ما قبل الزواج، خاصة تحليل الفصل الكهربائي للهيموجلوبين، موضحًا أنه يساعد على اكتشاف حالات الثلاسيميا أو أي اضطرابات في خلايا الدم قبل الزواج.

وأضاف: “في حال تبين أن أحد الطرفين حامل لأنيميا البحر المتوسط، يجب أن يعرف الطرف الآخر حتى يتم اتخاذ القرار عن وعي، لأن إنجاب طفل مصاب قد يعرض الأسرة لمعاناة طبية طويلة”.

وأوضح أيضًا أن التحاليل لا تقتصر على الثلاسيميا فقط، بل تشمل فحوصات أخرى مهمة مثل تحاليل السيولة والهيموفيليا (مرض نزف الدم الوراثي)، وتحاليل مخزون الحديد والجينات الوراثية لتحديد أي مشكلات محتملة.

زواج الأقارب يرفع احتمالية الإصابة

وأكد فطين أن زواج الأقارب يزيد من احتمالية توارث الأمراض الجينية، لأن أفراد العائلة الواحدة غالبًا ما يحملون نفس الجينات المعيبة، قائلا: “عندما يتزوج أبناء العمومة أو الأقارب من نفس العائلة، يكون احتمال أن يحمل الطرفان نفس الجين أكبر، وبالتالي ترتفع فرصة أن يولد الطفل مصابًا بأنيميا البحر المتوسط أو بأمراض دم وراثية أخرى”.

اختتم الدكتور محمد فطين تصريحاته بالتأكيد على أهمية الوعي الوراثي قبل الزواج، مشيرًا إلى أن التحليل الوقائي البسيط يمكن أن ينقذ حياة طفل ويجنب الأسرة معاناة طويلة، قائلا:“الوقاية في هذه الحالات لا تكلّف الكثير، لكنها تحمي الأجيال القادمة من أمراض مزمنة تتطلب علاجًا مدى الحياة”.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا 

أخبار ذات صلة

0 تعليق