الدستور ترصد استعدادات مطار سفنكس لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف الكبير.. أجواء فرعونية ونقوش هيروغليفية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى مشهد يعكس أعلى درجات الانضباط والدقة التشغيلية، بدت ساحات مطار سفنكس الدولى فى كامل جاهزيتها لاستقبال الرحلات الرسمية والوفود القادمة لحضور افتتاح المتحف المصرى الكبير.

 وبدأت معدات الخدمات الأرضية بالفعل فى التمركز داخل مواقعها التشغيلية، وتسلمت فرق العمل مهامها استعدادًا لتقديم خدمات شاملة بمعايير عالمية تشمل تزويد الطائرات بالوقود، وخدمات التموين، والتعامل مع الأمتعة، وتوجيه الطائرات على الممرات. وتشهد أرض المهبط انسيابية مميزة بفضل أنظمة التوجيه الحديثة وكاميرات المراقبة الذكية المنتشرة فى محيط المطار، التى تتيح متابعة حركة الطائرات بدقة عالية على مدار الساعة. 

كما تم تجهيز مناطق الانتظار الخاصة بالطائرات بأحدث أنظمة السلامة ومكافحة الحريق، إلى جانب تطوير منظومة الإضاءة الأرضية لتوفير رؤية واضحة وأمان كامل أثناء عمليات الإقلاع والهبوط. وفى جولة ميدانية داخل أروقة المطار، رصدت «الدستور» مشهدًا مهيبًا يعكس الجاهزية الكاملة لاستقبال ضيوف المتحف المصرى الكبير، حيث تتناغم التقنيات الذكية مع الملامح الفرعونية، فى لوحة بصرية متكاملة تروى قصة مصر منذ آلاف السنين حتى المستقبل الرقمى.

زاهى حواس: المتحف الكبير إنجاز علمى جبار.. وافتتاحه سيعزز السياحة

قال عالم الآثار المصرى، الدكتور زاهى حواس، إن المتحف المصرى الكبير إنجاز علمى جبار، مشيدًا بالدور المحورى الذى لعبته اليابان فى إنجاز المشروع الذى يعد تتويجًا لتعاون قوى ومثمر بين البلدين. 

وأضاف «حواس»، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن العالم بأسره ينتظر افتتاح المتحف بفارغ الصبر لمشاهدة كنوز الملك الذهبى «توت عنخ آمون»، الذى وصفه بأنه «نجم العالم كله»، منوهًا بأن المتحف سيكشف عن كنوز الفرعون الشاب بصورة لم تحدث من قبل.

وتابع: «لأول مرة، سيتم عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتى تتضمن ٥ آلاف و٣٩٨ قطعة تم اكتشافها فى المقبرة، كما سيتم عرض حوالى ٥٠٠ قطعة لم تعرض على الجمهور من قبل».

وأكد أن طريقة العرض فى المتحف الكبير ستقدم للزائر تجربة مختلفة تمامًا عن رؤيته للآثار بالمتحف المصرى بالتحرير، منوهًا بأن الآثار ستعرض لأول مرة بطريقة رائعة لم تحدث منذ خروجها من المقبرة، فالزائر سيرى القطع الأثرية بقراءة وتفسير جديدين ومختلفين كليًا.

وأعرب عن سعادته وتفاؤله الكبيرين بتأثير الافتتاح على قطاع السياحة، مشيرًا إلى أن هذا الحدث سيفتح آفاقًا جديدة، قائلًا: «افتتاح المتحف فى نوفمبر المقبل سيجلب لنا لأول مرة سياحة يابانية على أعلى مستوى».

وأشار إلى أن إسهام اليابان فى المتحف لم يكن مجرد دعم عادى، بل كان مشاركة علمية وفنية على أعلى مستوى، خاصة مشروع ترميم مراكب الملك خوفو، الذى اعتبره إنجازًا علميًا هائلًا يضاف إلى سجل التعاون بين البلدين. 

وقال حواس: «ما قدمته اليابان للمتحف وخصوصًا فى ترميم مراكب خوفو، عمل علمى جبار.. ومن الجميل جدًا أن تحتفل اليابان بافتتاح المتحف؛ لتعلن للعالم عن قوة التعاون الذى تم بين مصر واليابان لإنجاز هذا الصرح العظيم».

خدمة إنترنت مجانى بالكامل للمسافرين لأول مرة.. وتجهيز مرافق خاصة لذوى الهمم

منذ اللحظة الأولى لدخولك المطار، تجد نفسك داخل معبد عصرى تحيط به النقوش والزخارف المستوحاة من جداريات المعابد المصرية القديمة، حيث الأعمدة المذهبة تروى أساطير الملوك الفراعنة، والجدران تحكى قصصًا من الأهرام إلى وادى الملوك.

وتزيّن البوابات نقوش محفورة بعناية تحاكى اللغة الهيروغليفية الأصلية، وتنساب الإضاءة الدافئة على الجدران بطريقة فنية تبرز ملامح النقوش وتجعلها تنبض بالحياة، فى تجربة تجمع بين الفن والتقنية.

وداخل الصالات، تنتشر أجهزة ذكية Smart Interactive Devices تعمل بنظام الذكاء الاصطناعى، تتيح للمسافرين والزوار التفاعل مباشرة عبر اللمس أو الصوت، للإجابة عن أى استفسار يتعلق بالرحلات، أو إجراءات السفر، أو أماكن الخدمات داخل المطار.

كما تعرض الشاشات التفاعلية الضخمة جداول الرحلات ومواقع البوابات والمرافق بلغة المسافر تلقائيًا، وتحدث بياناتها لحظيًا، ويُعد ذلك أول تطبيق عملى لمنظومة الذكاء الاصطناعى فى مطار مصرى، ولأول مرة يوفر المطار خدمة إنترنت مجانى بالكامل للمسافرين عبر رمز QR مدمج على شاشات العرض وأعمدة الإرشاد، ويكفى مسح الرمز بكاميرا الهاتف ليبدأ الاتصال الفورى بالشبكة، دون الحاجة إلى تسجيل أو خطوات معقدة، وهى ميزة مهمة لحاملى الشرائح الدولية، كما تُحدّث الشاشات تلقائيًا حالة الشبكة وتُظهر سرعة الاتصال ونصائح الاستخدام الآمن، فى تجربة رقمية متكاملة.

وتحولت الممرات إلى معرض فنى مفتوح؛ حيث تزيّن الجدران لوحات ضخمة تصور ملوك مصر القديمة ومشاهد من الأعياد والاحتفالات الفرعونية. وفى صالة العرض الفنية، تتوزع مجموعة من القطع الأثرية المستنسخة طبق الأصل من المتحف المصرى الكبير، بينها تماثيل صغيرة ونماذج للمراكب الشمسية، وأوانٍ مرمرية فريدة تعرّف الزوار بتاريخ كل قطعة عبر بطاقات تعريفية رقمية.

كما تم تخصيص زاوية بانورامية تعرض عبر شاشة ثلاثية الأبعاد ٣D Projection رحلة بناء المتحف المصرى الكبير فى عرض تفاعلى يخطف الأنظار.

وحرصت وزارة الطيران على أن تكون تجربة المسافر فى مطار سفنكس تجربة مريحة وشاملة؛ فتم تجهيز مرافق خاصة لذوى الهمم، وممرات مجهزة بعلامات أرضية ناطقة، ومصاعد صوتية للتنقل بين الطوابق.

كما جرى تخصيص غرف انتظار للأطفال مزودة بألعاب تعليمية وشاشات كرتونية، ومناطق للمدخنين وفق اشتراطات السلامة البيئية الجديدة، أما الحمامات وغرف الخدمة فخضعت لتجديد شامل وفق معايير الجودة العالمية، مع نظام تعقيم آلى يعمل على مدار الساعة.

وضمن استعدادات استقبال الوفود الدولية، تم دعم المطار بوحدة حجر صحى حديثة مزودة بأجهزة فحص حرارى ذكية وأنظمة مراقبة صحية متصلة بشبكة الطوارئ الوطنية، وأكد مسئولو الحجر الصحى جاهزيتهم الكاملة للتعامل مع أى حالة طارئة، مع تدريب الكوادر الطبية على أحدث بروتوكولات الوقاية العالمية.

فى الطابق الأرضى، تنتشر متاجر تجزئة ومنافذ بيع تحمل الطابع المصرى، تعرض منتجات الحرف اليدوية والتمور والمشغولات النحاسية والبرديات، أما المطاعم والمقاهى فتقدم أكلات مصرية وعالمية مع لمسات فنية فى التصميم الداخلى، مثل الجدران المزينة بالكتابة الهيروغليفية وأعمدة تحاكى معابد الأقصر.

ويمنح ركن الموسيقى والترفيه الزائرين تجربة استثنائية تمزج بين الثقافة والراحة، حيث تنساب أنغام مصرية أصيلة بإيقاعات فرعونية معاصرة فى أجواء هادئة تعكس روح المكان.

وتتكامل التجربة مع شاشات عرض رقمية تُظهر مقاطع موسيقية وصورًا بانورامية للمتحف المصرى الكبير، بينما يعزف موسيقيون شباب مقطوعات حية ضمن مبادرة «المطار الفنى»، ليصبح الانتظار لحظة فنية تعبّر عن هوية مصر الثقافية.

اللواء وائل النشار: بوابة حضارية تربط غرب القاهرة بالمناطق الأثرية

أكد اللواء وائل النشار، رئيس الشركة المصرية للمطارات، أن مطار سفنكس الدولى بات نموذجًا للمطارات الذكية الحديثة فى مصر والمنطقة، بعد تنفيذ أعمال تطويره وفقًا لأحدث المعايير العالمية، ليقدم تجربة سفر متكاملة تجمع بين الكفاءة التشغيلية والهوية المصرية الأصيلة.

وأضاف النشار أن المطار يضم ٩ مواقع لوقوف الطائرات، وساحة انتظار تستوعب ٤٠٠ سيارة و٢٠ حافلة، إلى جانب مسجد يتسع لـ٥٥٠ مصلّيًا، ومحطة كهرباء ومحطة تبريد مركزية ومنطقة مطاعم «Food Court» توفر تجربة ضيافة راقية.

وأوضح أن المطار جرى تطويره على مساحة إجمالية تبلغ ٢٤ ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى ١.٢ مليون راكب سنويًا، ويضم منظومة تشغيل متكاملة تشمل ٢٦ كاونتر لخدمة الركاب، وكاونترين للخدمة الذاتية، و٣ سيور للحقائب، و١٠ كاونترات للجوازات، إضافة إلى ٧ بوابات سفر و٦ بوابات وصول، فضلًا عن قاعة كبار الزوار «VIP Lounge» ومناطق تجارية وخدمية متنوعة لتلبية جميع متطلبات المسافرين.

وأشار إلى أن مطار سفنكس الدولى جرى تجهيزه بأحدث الأنظمة الأمنية وأنظمة الهبوط الآلى، فضلًا عن برج مراقبة حديث مزود بأحدث تقنيات إدارة الحركة الجوية، إلى جانب تجهيزات متكاملة لخدمة ذوى الهمم، ما يعكس التزام الدولة بمبدأ الطيران الإنسانى الشامل.

وأكد رئيس الشركة أن مطار سفنكس الدولى حقق طفرة نوعية فى مؤشرات الأداء التشغيلى خلال العام الجارى، إذ بلغ عدد الركاب خلال الفترة من يناير حتى ٣١ أكتوبر عام ٢٠٢٥ نحو مليون و٣٤ ألفًا و٣٢ راكبًا، مقابل ٨٥٢ ألفًا و٦٦٠ راكبًا فى عام ٢٠٢٤، ما يمثل زيادة نسبتها ٢١٪.

وذكر أن المطار يعمل حاليًا مع ٢٢ شركة طيران تخدمها ٧ وكالات تشغيل، بمتوسط ٩٥ رحلة أسبوعيًا خلال موسم الشتاء ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥، مقابل ٧٥ رحلة أسبوعيًا فى الموسم السابق، بنسبة زيادة بلغت ٢٧٪، ليخدم بذلك ٢٥ وجهة دولية ومحلية، ما يعزز مكانته كمحور متنامٍ لحركة السفر والسياحة غرب القاهرة.

ونوّه بأن مطار سفنكس الدولى أصبح أحد أبرز مشاريع الطيران المدنى التى تجسد رؤية الدولة فى تحديث البنية التحتية وتحقيق التكامل بين السياحة والنقل الجوى، مشيرًا إلى أن المطار يمثل بوابة حضارية جديدة تربط غرب القاهرة بالمناطق الأثرية والسياحية، خاصة منطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصرى الكبير، ما يرسخ دوره كمركز رئيسى لخدمة حركة الزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم.

وزير الطيران: رفع درجة الاستعداد فى ٤ مطارات

قال الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، إن الوزارة رفعت درجة الاستعداد القصوى فى أربعة مطارات رئيسية؛ هى القاهرة الدولى وسفنكس الدولى كمطارى وصول أساسيين، إلى جانب برج العرب الدولى والعاصمة الإدارية الجديدة كمطارين بديلين داعمين لحركة التشغيل خلال فترة استقبال الوفود المشاركة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، أحد أهم الأحداث الثقافية والسياحية فى العالم.

وأوضح الوزير أن القطاع يعمل على مدار الساعة بالتعاون مع الجهات المعنية، لتقديم تجربة سفر استثنائية تليق بضيوف مصر، ما يعكس عظمة الحدث وتاريخ الدولة المصرية العريق، مشيرًا إلى أن جميع الأجهزة الفنية والتشغيلية وفرق الخدمات الأرضية أنهت استعداداتها الكاملة، بعد أن خضعت لبرامج تدريب متقدمة بالتعاون مع جهات دولية متخصصة لضمان تقديم خدمات بمعايير تشغيل عالمية وكفاءة عالية فى مختلف مراحل السفر والوصول.

وأشار إلى أن مطار سفنكس الدولى يمثل إحدى الواجهات الجوية الحديثة لمصر وبوابة استراتيجية تربط غرب القاهرة بالمناطق الأثرية، على رأسها منطقة الأهرامات والمتحف المصرى الكبير، ما يجعله أحد أبرز المشروعات الحضارية التى تعكس رؤية الدولة للتحول نحو مطارات الجيل الجديد.

وأضاف أن وزارة الطيران المدنى تُسخّر كل إمكاناتها اللوجستية والفنية والبشرية لإنجاح هذا الحدث التاريخى الذى يحظى بمتابعة عالمية واسعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق