أنفك يعرف أكثر مما تظن.. حاسة الشم تكشف أسرار صحة الدماغ وطول العمر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم أننا نميل إلى التقليل من أهمية حاسة الشم في حياتنا اليومية، فإن الدراسات الحديثة تكشف أنها تلعب دورًا أكثر عمقًا مما نظن، فليست مجرد وسيلة لتمييز الروائح الطيبة أو النفاذة، بل نافذة يمكن من خلالها قراءة الكثير عن صحة الدماغ وطول عمر الإنسان.

ووفقًا لأبحاث علم الأعصاب، ترتبط حاسة الشم مباشرة بمراكز الذاكرة والمشاعر داخل الدماغ،  ويُعتقد أن تراجعها مع التقدم في العمر ليس مجرد علامة عرضية، بل مؤشر مبكر على مشكلات عصبية أو تدهور في الوظائف الإدراكي، فالأشخاص الذين يعانون من ضعف حاسة الشم في منتصف العمر، قد يكونون أكثر عرضة لتراجع القدرات الذهنية أو حتى لأمراض مثل الزهايمر.

 معالجة الروائح

وتشير النتائج إلى أن الجهاز الشمّي – وهو المسؤول عن معالجة الروائح – يتصل مباشرة بمناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والانفعالات، فعندما يشم الإنسان رائحة طيبة، كزهرة أو عطر محبب، ينشط المخيخ ويُحفَّز الجهاز العصبي، ما يخلق شعورًا بالراحة والسعادة، أما الروائح الكريهة أو المزعجة، فإنها تُحدث استجابة فورية، إذ يتوقف الجسم عن التنفس للحظات، وكأن الدماغ يرسل إشارة دفاعية لتجنّب الضرر.

اللافت أن هذه العلاقة بين الشم والصحة لا تتوقف عند الجانب النفسي فقط، بل تمتد إلى التنبؤ بطول العمر،  فبحسب ما كشفت عنه الدراسات، فإن الأشخاص الذين يحتفظون بقدرة قوية على التمييز بين الروائح مع التقدم في السن، يتمتعون غالبًا بصحة عصبية أفضل وعمر أطول، ويُعتقد أن تدهور هذه الحاسة قد يكون علامة مبكرة على اضطراب في وظائف الدماغ أو ضعف في الدورة الدموية العصبية.

إدراك أهمية حاسة الشم لا يعني فقط تقدير جمال الروائح من حولنا، بل الانتباه لأي تغير فيها باعتباره جرس إنذار مبكر لصحة الدماغ والجسم، فأنفك، كما يبدو، ليس مجرد أداة للشم، بل "حارس صامت" يخبرك بما لا تراه عن نفسك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق