عقد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، لقاءً ثنائيًا مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لمنطقة القرن الإفريقي جوانج كونج، وذلك على هامش فعاليات النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، التي تستضيفها مصر بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
وخلال اللقاء، أكد الوزير عبد العاطي حرص القاهرة على تعزيز التعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، دعمًا للأمن والاستقرار والتنمية في منطقة القرن الإفريقي، التي تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر وأحد أهم دوائر أمنها القومي.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة استمرار دعم دولة الصومال الشقيقة في جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب وبناء مؤسساتها الوطنية وبسط سيادتها على كامل أراضيها، مع أهمية سد الفجوة التمويلية التي تواجه بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، حتى تتمكن من أداء مهامها في تعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب.
وأشار الوزير إلى أن مصر تستعد لنشر قوات ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي، في خطوة تؤكد التزام القاهرة الراسخ بدعم جهود حفظ السلام ومكافحة التطرف في المنطقة، ولا سيما في مدخل البحر الأحمر، مع التركيز على منع أي تواصل بين الحوثيين وحركة الشباب الإرهابية.
كما تناول اللقاء الأوضاع الراهنة في السودان، حيث جدد وزير الخارجية موقف مصر الثابت تجاه دعم وحدة واستقرار السودان، مؤكدًا أن الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطًا وثيقًا بما تشهده الساحة السودانية من تطورات.
وأوضح عبد العاطي أن مصر تواصل جهودها الحثيثة لدفع المسار السياسي ووقف إطلاق النار في السودان، والعمل من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات وتخفيف معاناة الشعب السوداني.
وفي هذا السياق، شدد الوزير على دعم القاهرة الكامل لـ حكومة الأمل برئاسة الدكتور كامل إدريس باعتبارها الحكومة الشرعية التي يمكنها قيادة السودان نحو الأمن والاستقرار، محذرًا من محاولات تشكيل حكومات موازية قد تهدد وحدة البلاد وسلامة أراضيها.
ودعا وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته المالية والإنسانية تجاه السودان، وتعزيز التعاون في مجالات إعادة الإعمار والتنمية، مؤكدًا أهمية مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات مع دول الجوار، وخاصة الدول التي تأثرت بتداعيات الأزمة السودانية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الدور المصري الفاعل لتعزيز الأمن الإقليمي في القارة الإفريقية، وترسيخ مبادئ السلام والتنمية المستدامة، بما يعزز مكانة مصر كشريك رئيسي في جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.
0 تعليق