«كوكب الشرق» تعود إلى الحياة فى مهرجان الموسيقى العربية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى أمسية استثنائية من أمسيات دار الأوبرا المصرية، أحيت الفنانة آمال ماهر حفل افتتاح الدورة الـ٣٣ من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية لعام ٢٠٢٥، لتعيد إلى الأذهان روح الأصالة والفن الراقى، اللذين طالما ميّزا المهرجان العريق.

الحفل أُقيم على مسرح «النافورة» بحضور رسمى وجماهيرى لافت للنظر، مساء أمس الأول، وسط توافد شخصيات فنية وثقافية وإعلامية منذ الساعات الأولى لبداية الفعاليات، فى انتظار لحظة صعود آمال ماهر إلى خشبة المسرح، بعد فترة من الغياب عن المهرجان.

يمثل مهرجان الموسيقى العربية، الذى تنظمه دار الأوبرا المصرية تحت إشراف رئيسها الدكتور علاء عبدالسلام، واحدًا من أهم الفعاليات الفنية فى الشرق الأوسط، خاصة مع جمعه بين حفلات الغناء العربى الأصيل، والمؤتمرات الموسيقية المتخصصة، وورش العمل التى تبحث مستقبل الموسيقى فى المنطقة.

وتستمر فعاليات الدورة الحالية إلى ٢٥ أكتوبر الجارى، بمشاركة عشرات الفنانين من مختلف الدول العربية، لتأكيد أن القاهرة ما زالت قِبلة الفن العربى ومركزه الثقافى الأول.

أغنية لأم كلثوم فى كل حفل.. وندوة خاصة عن أسرار الخلود

بعد عزف النشيد الوطنى، بدأت الإعلامية جاسمين طه زكى فى تقديم فقرات الافتتاح، بداية من الترحيب بالضيوف، قبل أن تعلن عن بدء الحفل بشكل رسمى، من خلال كلمة قصيرة عبّرت فيها عن فخرها بالمشاركة فى حدث فنى بهذا الحجم.

وعرض المهرجان فيلمًا وثائقيًا قصيرًا، استعرض خلاله المسيرة الفنية لـ«كوكب الشرق» أم كلثوم، التى اختيرت شخصية المهرجان هذا العام، ومساحة تأثيرها فى وجدان العرب، ليُمهد الأجواء لسهرة غنائية كلاسيكية تعيد الاعتبار إلى الموروث الموسيقى العربى.

وصعد إلى المسرح بعدها المايسترو الدكتور محمد الموجى، نائب مدير مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الذى قال، فى كلمته بحفل الافتتاح: «فى حضرة الموسيقى تتبدد المسافات، وتنتصر القلوب، وتسمو الأرواح نحو فضاءات لا تعرف إلا الجمال».

وواصل: «فى هذه الدورة، التى تكتسب طابعًا خاصًا بتكريم اسم سيدة الغناء العربى أم كلثوم، إحياءً لذكرى مرور ٥٠ عامًا على رحيلها، نتوقف أمام صوت شكّل وجدان الأمة العربية، وصار عنوانًا للهوية الموسيقية القومية»، معقبًا: «بهذه المناسبة، قررت إدارة المهرجان أن يتضمن كل حفل أحد أعمالها، إلى جانب ندوة تتناول أسرار خلود صوتها».

وأكمل: «ما نشهده من مشاركات وعروض غنائية وجلسات بحثية ومسابقات للواعدين وتكريم للرموز، يعكس عمق هذا المهرجان، ويؤكد أننا ما زلنا نحمل الرسالة، وندرك مسئولية الحفاظ على هذا الإرث، وتقديمه برؤى معاصرة تُلائم لغة العصر دون أن تفقد جوهرها الأصيل».

أما الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فأكد أهمية مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية لعام ٢٠٢٥، باعتباره أقدم وأعرق محفل موسيقى فى العالم العربى يجمع بين الأصالة والتجديد، خاصة مع ما تحمله هذه الدورة من طابع خاص بتكريم «كوكب الشرق» أم كلثوم كشخصية المهرجان لهذا العام.

وأضاف وزير الثقافة، فى كلمته بحفل الافتتاح: «مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يرسم ملامح المستقبل بروح الفن الرفيع، واحتفاؤه هذا العام بالسيدة أم كلثوم يأتى لكونها تركت أثرًا لا يُمحى على مر العصور، ويسكن فى الوجدان».

وواصل: «كما بدأت فصول التاريخ من قلب مصر، مهد الحضارات، انطلق مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية من أرضها الطيبة، حاملًا راية صون الهوية، ليصبح أيقونة ثقافية سنوية تُعيد تشكيل الوجدان، ويلقى الضوء على عبق الماضى ونبض الحاضر، وبوابة ذهبية لمواهب صارت نجومًا فى سماء الفن».

وشهد حفل الافتتاح حضورًا ضخمًا، حيث امتلأت مقاعد مسرح «النافورة» بالكامل قبل بدء فعالياته بوقت طويل، مع تنوع الشخصيات الحاضرة، بين رموز من عالم الفن والثقافة والإعلام، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين ومحبى الموسيقى العربية من مختلف الدول.

واختارت إدارة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية هذا العام «كوكب الشرق» أم كلثوم؛ لتكون شخصية الدورة الـ٣٣، وخصصت فقرات فنية ومعارض وثائقية وصورًا نادرة تعرض مسيرتها الغنائية.

وقدّم كورال الأوبرا فقرة جماعية فى بداية الحفل تضم باقة من الأغانى الخالدة للسيدة أم كلثوم، مثل: «إنت عمرى»، و«سيرة الحب»، إضافة الى عزف «التتر» الخاص بمسلسل «أم كلثوم»، الذى قامت ببطولته النجمة صابرين، لتكون بمثابة تحية رمزية لسيدة الغناء العربى، قبل صعود آمال ماهر إلى المسرح. 

وكان لافتًا مدى التفاعل الجماهيرى الكبير، إذ لم يهدأ مسرح «النافورة» من التصفيق، طوال الوصلات الغنائية. 

آمال ماهر تفتتح الفعاليات بـ«ألف ليلة وليلة».. وتوجّه تحية للرئيس السيسى بعد «قمة شرم الشيخ»

صعدت النجمة آمال ماهر إلى المسرح، ووقفت لتحيى الحضور طويلًا، معبرة عن امتنانها لهذا الاستقبال الكبير بقولها: «شكرًا للجمهور المصرى والعربى الذى يمنحنى القوة والحب، وسعيدة بأن أكون جزءًا من مهرجان بحجم مهرجان الموسيقى العربية، الذى يحتفى بجمال موسيقانا وهويتنا».

الحماس كان واضحًا فى وجوه الجمهور، الذى استقبل آمال ماهر فور ظهورها على المسرح بتصفيق حار وهتافات ترحيبية، فى مشهد عكس مدى اشتياق الجمهور لصوتها وحضورها الفنى.

وقبل بدء وصلتها الغنائية، صعد وزير الثقافة إلى المسرح لتكريم الفنانة آمال ماهر، تقديرًا لمسيرتها الغنائية، ودورها فى الحفاظ على الهوية الموسيقية المصرية. وتسلمت المطربة درع التكريم وسط تصفيق الحضور.

وأعربت «ماهر» عن سعادتها قائلة: «فخورة بتكريمى من بلدى، ومن هذا المهرجان الذى تربيت على أغانيه، وسعيدة بأن أكون جزءًا من ليلة تحمل اسم أم كلثوم، التى كانت وستظل مدرسة لكل فنان».

وأضافت: «اتكرمت كتير، لكن تكريم النهارده من نوع خاص، خاصة أنه من بلدى، ومن مهرجان الموسيقى العربية، الذى نشأت فيه وكبرت فيه»، قبل أن تعقّب: «تكريمى الأكبر هو حبكم».

وواصلت: «تكريمى من المهرجان العظيم غالٍ على قلبى، وفخورة ببلدى مصر، بلد السلام، مصر مرفوعة الرأس، ودائمًا تجمع بين المحبة والسلام»، فى إشارة إلى مؤتمر شرم الشيخ للسلام، موجهة تحية تقدير واعتزاز للرئيس عبدالفتاح السيسى على جهوده فى إيقاف حرب غزة ودعم السلام.

وبدأت آمال ماهر حفلها بأغنية «ألف ليلة وليلة» لـ«كوكب الشرق» أم كلثوم، فى تحية مباشرة لروح سيدة الغناء العربى، التى تحمل هذه الدورة اسمها. وبصوتها القوى وعذوبة إحساسها، قدّمت الأغنية كاملة، وسط تفاعل كبير من الجمهور، الذى ردّد المقاطع الشهيرة معها، فى مشهد جمع بين الأصالة والوفاء للفن الكلاسيكى.

بعد ذلك، انتقلت إلى تقديم مجموعة من أغانيها الخاصة التى طالما أحبها جمهورها، ومع انتهاء الحفل، وقف الحضور لتحية آمال ماهر لأكثر من ٥ دقائق متواصلة، فيما علت الهتافات «بنحبك يا آمال»، لتغادر المسرح وسط أجواء من البهجة والفخر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق